من إحاطة الممثلة الرسمية لوزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، موسكو، 26 يونيو/ حزيران 2025

1104-26-06-2025

  حول التصعيد الإيراني - الإسرائيلي المستمر

 

وردت أسئلة وطلبات كثيرة مع تعليقات بصدد التصعيد الإيراني - الإسرائيلي. أود أن ألفت انظاركم إلى أن وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرغي لافروف، ردَ اليوم بالتفصيل على أسئلة ذات صلة إبان مؤتمر صحفي بشأن نتائج الاجتماع بوزير خارجية جمهورية لاوس الديمقراطية الشعبية، ثونغسافان فومفيهان،.

وإذا لخصنا الأسئلة التي وردت لنا بوسعي القول إننا نرحب بالتقارير التي تفيد باستعداد إيران وإسرائيل للالتزام بوقف إطلاق النار. وبانت مؤشرات أمل الآن في أن يتوقف دولاب أخطر تصعيد عسكري، الذي بدأ في ١٣ يونيو من هذا العام بقيام إسرائيل بأعمال عدوانية غير القانونية ضد إيران، والتي انضمت إليها الولايات المتحدة في ٢٢ يونيو. ودعت روسيا، منذ بداية المرحلة "الساخنة" من النزاع إلى جانب الغالبية الساحقة من المجتمع الدولي، إلى تحقيق هذه النتيجة تحديدا.

وكما كان متوقعًا، أثارت محاولة القدس الغربية وواشنطن استعمال القوة الغاشمة لتقييد حقوق طهران المشروعة في تطوير برنامج نووي مدني، قلقًا عميقا للغاية في العالم. وتشهد على ذلك سلسلة الاجتماعات الطارئة التي عقدها كل من مجلس الأمن الدولي ومجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي عُقدت على مدار الأسبوعين الماضيين.  وتجدر الإشارة إلى أن هذا ليس عدوان غير مبرر على دولة ذات سيادة وحسب، بل هو أيضًا تقويض لنظام منع الانتشار النووي العالمي، القائم على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.

إن استهداف المنشآت النووية الإيرانية العاملة تحت اشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية عمدا بضربات صاروخية أمريكية وإسرائيلية، تمثل تحديا سافرا لنظام معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية. وقد ظهرت الآن عقبات حقيقية أمام تنفيذ اتفاقية الضمانات الشاملة، المبرمة بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران. وباتت الشكوك تحوم حول مصداقية نظام التحقق العالمي للوكالة، والذي كما ورد، جرى استخدامه كمصدر للمعلومات في التخطيط لهذه الهجمات. وتتحمل الولايات المتحدة وإسرائيل المسؤولية المباشرة عن الضرر الجسيم الذي لحق بأنشطة الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومهما حاولتا اتهام طهران في كل هذه الآثام.

وينبغي ألا نسمح بأن يصبح قصف المنشآت النووية أمرا عاديا. وعلى هذا النحو تحاول وسائل الإعلام الغربية، بصورة مباشر وغير مباشرة، تُسَوق له. ولا بد من تقييم محايد لهذه الأحداث حتى لا تتكرر مثل هذه الاعمال العدوانية أبدًا. والحقيقة أن تصرفات إسرائيل والولايات المتحدة كانت غير قانونية منذ البداية، وتتعارض بشكل صارخ مع ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن، التي وَصَفت بوضوح الهجمات على المنشآت النووية بأنها غير مقبولة. إن محاولات تبرير هذه الإعمال بتهديدات وهمية يُزعم أنها صادرة عن البرنامج النووي الإيراني، باطل تماما، وهو ما تؤكده التصريحات المتكررة لرئاسة الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن عدم وجود أي دليل على نشاط نووي عسكري في إيران. ونتوقع ألا تتراجع الوكالة عن هذه التقييمات لأسباب سياسية أو تحت ضغط من بعض الدول.

 ومن المهم الحفاظ على الهدنة الهشة وترسيخها بهدف إعادة الوضع إلى مسار التفاوض في أقرب وقت ممكن. إن التوصل إلى تسوية بشأن البرنامج النووي الإيراني، كما هو الحال مع حل الأزمات الأخرى في الشرق الأوسط، ممكن فقط بالطرق الدبلوماسية والمفاوضات. ولا يوجد بديل معقول لذلك.

ستواصل روسيا دعم هذه العملية، كما جرى التأكيد عليه إبان لقاء رئيس روسيا الإتحادية فلاديمير بوتين مع وزير خارجية جمهورية إيران الإسلامية عباس عراقجي في موسكو 23 يونيو من هذا العام.

وما تزال المقترحات العملية التي طرحها رئيس روسيا والهادفة الى إيجاد حل متوازن للطرفين مطروحة على الطاولة. وقد احيطت جميع الأطراف المعنية علمًا بهذه المبادرات: الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران. ومع ذلك لا تسعى روسيا الى فرض أي شيء على أحد. نحن نقدم فقط رؤية بناءة لحل الأزمة. رؤية تضمن حق إيران المشروع في تطوير الطاقة النووية السلمية، مع مراعاة المخاوف الأمنية الإسرائيلية. نعتقد أن هذا الحل ممكن وضروري. 

 

بشأن المساعدة في إجلاء المواطنين الروس من منطقة النزاع الإيراني – الإسرائيلي

 

قام الدبلوماسيون الروس بعمل ضخم طوال هذه الأيام لمساعدة المواطنين الروس، وليس فقط مواطنينا، بل أيضًا العديد ممن يحملون جوازات سفر وجنسيات أخرى، والذين التمسوا المساعدة من المؤسسات الأجنبية لروسيا الإتحادية.

في ظل تصاعد التوتر في الشرق الأوسط، تواصل الإدارات المتخصصة في وزارة الخارجية، والهيئات الأخرى، والسفارات، وشركات الطيران، وشركات السفر، العمل المنسق لضمان إجلاء مواطنينا من المناطق الخطرة.

وفي المجمل، منذ 14 يونيو من هذا العام، تم تنظيم خروج أكثر من 1000 شخص - من أفراد عائلات موظفي المؤسسات الخارجية الروسية، والوفود، والمجموعات الإبداعية، وموظفي الجهات الاقتصادية، والسياح، ومواطنينا.

وبالتالي، غادر حوالي 900 شخص إيران. وتم اعداد طرق عبر المعابر الحدودية إلى أذربيجان (نقطة تفتيش "أستارا")، وأرمينيا (أغاراك")، وتركمانستان (باجيران).

وقدُمت المساعدة لأكثر من 130 روسيًا في مغادرة إسرائيل - عبر مصر (مناحيم بيغن/معبر طابا) والأردن (اللنبي، إسحاق رابين، نهر الأردن/جسر الشيخ حسين)، بما في ذلك عائلات لديها أطفال مرضى بشكل خطير.

وغادر 85 شخصًا العراق.

وتعطى الأولوية لتسهيل المغادرة الآمنة لمواطنينا. والعمل جارٍ في هذا الصدد. ونحن ممتنون لسلطات إيران وإسرائيل وأذربيجان وأرمينيا ومصر والأردن والعراق وتركمانستان على المساعدة المقدمة.

ندعو مواطنينا إلى مواصلة توخي أقصى درجات الحذر ومراعاة تدابير السلامة الشخصية نظرًا للوضع العسكري والسياسي المتغير ديناميكيًا في المنطقة، والوضع في المجال الجوي لإيران وإسرائيل ودول أخرى، وإمكانية استئناف الرحلات الجوية المباشرة إلى روسيا - راقبوا رسائل وتحذيرات المؤسسات الأجنبية الروسية وشركات الطيران ومنظمي الرحلات السياحية. معلومات الاتصال بالسفارات الروسية: في إيران (+98-21-6670- 1161/63، +98-993-814-7226؛ msembiran@mid.ru؛ tme/russianembassytehran)؛ أذربيجان (+994-12-597-0870، +994-50-270-2659؛ embazerbaijan@mid.ru؛ t.me/embrusaz)؛ إسرائيل (+972-53-600-3847، +972-54-962-2341؛ cons.israel@mid.ru؛ t.me/Russialnlsrael)؛ أرمينيا (+374-94-00-47-95، +374-91- 21-71-13؛ consannenia@mid.ru؛ t.me/rusembassyarm)؛ مصر (+20-128-009-50-99؛ rusembegypt@mid.ru؛ t.me/rusembeg)؛ الأردن (+962-7-75-52-81-25، +962-7-77-42-66-18؛ rusembjo@mid.ru؛ t.me/rusembjo) والبحرين (+973-3940-3237؛ bahrain@mid.ru؛ t.me/RusEmbBahrain). الخط الساخن لقسم مركز الأزمات والمواقف بوزارة الخارجية على مدار الساعة: +7-495-695-4545؛ البريد الإلكتروني dskc@mid.ru؛ t.me/DSKC__MID_Russia؛ تطبيق الهاتف المحمول "مساعد في الخارج".

 

 

       بصدد مكانة إسرائيل في سياق الجهود الدولية لإنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل

                                         وأنظمة إطلاقها في الشرق الأوسط

 

لاحظنا مؤخرًا أن عددًا من السياسيين والمسؤولين الحكوميين الغربيين بدأوا بالإشارة إلى ضرورة جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية. وقد أشار العديد من المراقبين إلى أن الهجمات غير القانونية على إيران هي جهود لإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط. أود توضيح المصطلحات والتذكير بالتسلسل الزمني للقضية.

في مقابلة مع قناة NBC في 22 يونيو، تحدث نائب الرئيس الأمريكي، جيه. دي. فانس، مؤيدًا منع انتشار الأسلحة النووية في الشرق الأوسط. أود التأكيد مجددًا أن الكثيرين قد قدموا رؤيتهم وتفسيراتهم الخاصة لهذا المصطلح هذه الأيام. الفكرة صحيحة، لكننا نشير إلى أهمية منطق العرض والاتساق في هذا الشأن. لنتذكر أن الولايات المتحدة، إلى جانب روسيا وبريطانيا، من بين المشاركين في صياغة قرار إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى ووسائل إيصالها في الشرق الأوسط، الذي اعتُمد في مؤتمر مراجعة وتمديد معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية عام 1995.

في الوقت نفسه، ولعت الولايات المتحدة بالترويج لفرضية أن إيران، تحديدًا، يجب ألا تمتلك أسلحة نووية، متناسية أن القانون الدولي يحظر ايضا على إسرائيل حيازة هذه الأسلحة. إن الضربات الأخيرة التي شنتها إسرائيل والولايات المتحدة على منشآت نووية مدنية وسلمية في إيران، والتي ُنفذت بذريعة مختلقة، تُعيد حتمًا مسألة القدرات النووية الإسرائيلية إلى جدول الأعمال، وتجعل موضوع إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط أكثر إلحاحًا. لقد دارت على مدى سنوات طويلة مناقشات صعبة، وإن كانت مكثفة ومثمرة، بشأن هذه القضية حيث تلعب دول منطقة الشرق الأوسط فيها الدور الرئيس.

إن اسرائيل هي الدولة الوحيدة التي تُصرّ على التملص من هذه الجهود. فمن جهة، تُشيد بمُثُلٍ نبيلةٍ لمنع الانتشار النووي، ومن جهةٍ أخرى، تُحيل كل شيء إلى تهديداتٍ مُفترضةٍ صادرةٍ عن إيران، رافضةً بوضوحٍ أيَّ التزاماتٍ تتعلق بعدم الانتشار: فهي لم تُوقّع على معاهدة حظر الانتشار النووي، ولم تُخضع برنامجها النووي بأكمله لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية. والولايات المتحدة تغض النظر عن هذا السلوك. في غضون ذلك، تعتبر القدس الغربية أن من الممكن استعمال التزامات الدول غير النووية، الأطراف في معاهدة حظر نشر الاسلحة النووية كورقة ضغط عليها، وأداة لتصفية الحسابات السياسية، وحتى ذريعة لشن عملياتها العسكرية. هذه سياسة خاطئة وانتهازية مبنية على مُسلّمات عديمة الصلاحية.

ما زلنا مُقتنعين بضرورة استمرار الجهود الرامية إلى إنشاء منطقةٍ خاليةٍ من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط. ونلاحظ السعي لهذا الهدف من جانب الدول العربية وإيران، التي بمبادرتها - بالاشتراك مع مصر - تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1974 قرارا بشأن "إنشاء منطقةٍ خاليةٍ من الأسلحة النووية في منطقة الشرق الأوسط". ليس لدى القدس الغربية أي سبب موضوعي لتجاهل هذه العملية المسؤولة، التي تتماشى مع مصالحها الوطنية. منذ عام 2018، عُقدت خمس دورات من المؤتمر السنوي لمنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل (باستثناء عام 2020بسبب جائحة كوفيد). ومن المزمع عقد الجولة التالية في نوفمبر من هذا العام في نيويورك. توفر هذه المنصة أفضل الظروف لجميع دول المنطقة، بما في ذلك إسرائيل، للمشاركة في المناقشات والمساهمة في تشكيل الهيكل الأمني ​​المناسب. وكلما واصلت القدس الغربية لاحقا عرقلة هذه الجهود، زاد الضغط الذي سيُمارس عليها، والتداعيات السلبية المصاحبة على المنطقة.

دعوني اعيد لأذهانكم مرة أخرى، منذ عام 2018، عُقدت خمس دورات من المؤتمر السنوي لإنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل. عند تناول هذا الموضوع، ينبغي معرفة تاريخ القضية. لقد اكتسبت طابعا قانونيًا دوليًا. وهذا ليس مجرد مداولات أو نقاش - إنه عمل الدول في إطار القانون الدولي.

 

في الذكرى العشرين لانضمام روسيا إلى منظمة التعاون الإسلامي

يصادف 30 يونيو الذكرى العشرين لانضمام روسيا إلى منظمة التعاون الإسلامي بصفة مراقب.

تحولت منظمة التعاون الإسلامي، التي تضم 57 دولة في آسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا الجنوبية، على مدار سنوات وجودها، إلى عامل مؤثرا في السياسة العالمية، ذات توجه إيجابي. وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لأول مرة عن رغبة روسيا، موطن ملايين المسلمين في الانضمام إلى المنظمة، إبان زيارته الرسمية إلى ماليزيا عام 2003. وأصبح قرار الانضمام عام 2005 إضافةً منطقيةً للعلاقات الطيبة التي قامت على مدى سنوات طويلة بين روسيا والدول الإسلامية، وساهم في الارتقاء بتعاوننا في مختلف المجالات إلى مستوى جديد.

ونحن نعتبر اليوم دول الحضارة الإسلامية كشريكً موثوق في قضية بناء هيكلة نظام عالمي متعدد الأقطاب، وضمان الأمن والاستقرار الدوليين، وحل المشكلات الاقتصادية على الصعيدين العالمي والإقليمي.

وفي ظل الوضع الدولي الراهن، المُعقّد بفعل تحركات الغرب فرض موقفه "المُسيطر المُراوغ"، نُدرك أن العالم الإسلامي لا يتنازل عن استقلاله، ويظل مُلتزمًا بمبادئ المساواة في السيادة بين الدول، وتطوير العلاقات بينها على أساس القانون الدولي، والاعتراف بالتنوع الحضاري والثقافي.

وغدت مشاركة الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، حسين إبراهيم طه، في احتفالات الذكرى الثمانين للنصر في الحرب الوطنية العظمى بدعوة من رئيس روسيا الاتحادية، فلاديمير بوتين، تأكيد جلي على رغبة الدول الإسلامية في بناء علاقات تعاون مع موسكو.

وتجمعنا مع العالم الإسلامي مقاربات وجهود مشتركة لتسوية الأزمات، لا سيما النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي. ونُتصدى معًا للإرهاب والتطرف، ونُعزز الحوار بين الأديان والثقافات، وندافع عن القيم الروحية والأخلاقية الأصيلة، ونُكافح التمييز العنصري والمضايقة على أسس دينية، بما في ذلك الإسلاموفوبيا والنفور من المسيحية. ونولي أهمية لإقامة تعاون مع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في قضية انشاء اطر قانونية عالمية في مجال أمن المعلومات الدولي، بما في ذلك مكافحة جرائم المعلومات، بالإضافة إلى مكافحة فرض قيم الثقافة الجماهيرية الزائفة.

وعلى هذا الأساس، اكتسب الحوار السياسي بين روسيا ومنظمة التعاون الإسلامي طابعًا راسخًا، ويتواصل التعاون على مستوى برلماني. ويتطور التعاون في مجالات التعليم والعلوم والثقافة، بما في ذلك بمشاركة هيئات منظمة التعاون الإسلامي المتخصصة، وكذلك في المجال الروحي. ومن المزمع تنفيذ مشاريع مشتركة لدراسة التراث الثقافي للشعوب الروسية المسلمة. ويجري التواصل بين المنظمات الروسية والمنظمات التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي المعنية بقضايا الدفاع عن حقوق الإنسان. وتُنفذ بنجاح فعاليات منتدى شباب منظمة التعاون الإسلامي. ويدرس طلاب من روسيا في المؤسسات التعليمية الدينية في الدول الإسلامية. ويتلقى آلاف مواطني الدول الإسلامية تعليمهم في الجامعات الروسية.

تشارك روسيا باستمرار في الدورات الوزارية للجنة الدائمة للتعاون التجاري والاقتصادي التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، التي تُعقد سنويًا في إسطنبول، وكذلك في اجتماعات وزراء الاقتصاد والمالية وتكنولوجيا المعلومات التي تنظمها منظمة التعاون الإسلامي.

نحن عازمون على التطوير اللاحق للتعاون مع الدول الإسلامية في إطار مجموعة الرؤية الاستراتيجية روسيا - العالم الإسلامي، بمشاركة ممثلين بارزين من بلدنا والعالم الإسلامي.

أصبح المنتدى الاقتصادي الدولي "روسيا - العالم الإسلامي: منتدى قازان"، الذي يُعقد سنويًا في عاصمة تتارستان، آليةً فعّالة للتعاون بين روسيا والدول الإسلامية في مجموعة واسعة من القضايا المتعلقة بالاقتصاد والتجارة والمالية والاستثمار والرقمنة وغيرها. وقد عُقدت الدورة السادسة عشرة لمنتدى قازان مؤخرًا بنجاح. كما حظي منتدى قازان بمكانة فريدة كمنصة للحوار بين الأديان على المستوى العالمي، وللتعاون المباشر بين الكنيسة الأرثوذكسية الروسية والعالم الإسلامي.

كما يجري التعاون في مجالات مثل ضمان أمن وموثوقية بناء مرافق دعم الحياة والبقاء على قيد الحياة في المناطق الزلزالية، وكذلك استخدام الذكاء الاصطناعي في إنتاج الفيديو، بموجب اتفاقية بين وكالة سبوتنيك للأنباء واتحاد وكالات الأنباء التابع لمنظمة التعاون الإسلامي.

من المهم أن يحظى توسيع العلاقات بين روسيا ومنظمة التعاون الإسلامي بدعم الرأي العام الواسع، بما في ذلك من دوائر الأعمال والجمعيات الدينية ومنظمات الشباب ورجال العلم والشخصيات الثقافية. وتُسهم المناطق الروسية، التي عاش فيها المسلمون تاريخيًا في انسجام وسلام ووفاق مع ممثلي الديانات الأخرى، إسهامًا كبيرًا في الجهود المشتركة. وتجدر الإشارة إلى أن قازان قد مُنحت لقب العاصمة الثقافية للعالم الإسلامي لعام 2026.

سيجري بمناسبة هذه الذكرى، تبادل برقيات تهنئة بين وزير خارجية روسيا الاتحادية، سيرغي لافروف، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، حسين طه؛ وستُقام فعاليات مُخصصة لهذا التاريخ. وسنُطلعكم عليها، بما في ذلك عبر حسابات وزارة الخارجية الروسية على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

 من الأجوبة على الأسئلة:

 

سؤال: صرّحت وزارة الخارجية الصينية بأن بكين تراقب باهتمام بالغ التطورات في الشرق الأوسط، ولا ترغب في أي تصعيد إضافي للتوترات، ويحدوها الأمل في ان ينتهي النزاع بأسرع وقت. وتدعو الصين جميع الأطراف المعنية إلى العودة إلى المسار الصحيح للتسوية السياسية في أقرب وقت ممكن، وهي مستعدة للعمل مع المجتمع الدولي للحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة. كيف تعتقدون أن تنسق الأطراف، وخاصة الصين وروسيا، جهودها للمساعدة على حل سلمي لأزمة الشرق الأوسط؟

 جواب: ‏‏تلتزم روسيا والصين بمواقف متشابهة بشأن التسوية في الشرق الأوسط. لقد أدانت بلداننا بحزم الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على المنشآت النووية والبنية التحتية المدنية في إيران، التي رافقها اغتيال ضباط عسكريين رفيعي المستوى وعلماء فيزياء نووية. كما أنها قامت بانتهاك سيادة الجمهورية الإسلامية وأمنها ووحدة اراضيها. وأدانت موسكو وبكين بشدة الضربات الأمريكية في 22 يونيو على عدد من المنشآت النووية في إيران.

واشار البيان المشترك لزعيمي البلدين، الذي صدر بحصيلة زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى موسكو في 8 مايو من هذا العام، على وجه الخصوص، إلى أن موسكو وبكين "تعتزمان القيام بدور فاعل وبناء في تسوية الوضع المتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، مؤكدين أن ذلك سيساهم في الحفاظ على النظام الدولي لمنع الانتشار النووي، والسلام والاستقرار في الشرق الأوسط. وتدعو روسيا والصين الأطراف المعنية إلى حل خلافاتها سلميًا بالوسائل السياسية والدبلوماسية، مشيرين إلى ضرورة الحفاظ على مكانة معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية بصورة عملية، والاسترشاد بأهداف عدم الانتشار النووي والاستخدام السلمي للطاقة النووية من أجل التوصل إلى حل مع مراعاة القلق المعقول لجميع المشاركين في العملية عن طريق الحوار والمفاوضات".

سؤال: هل أثرت الضربات الأمريكية على إيران على علاقات الجمهورية الإسلامية مع روسيا؟ كيف ستبني موسكو وطهران علاقاتهما عقب الضربات الأمريكية؟ ما هي عواقب هذه الضربات على تعاون موسكو وطهران في المجال النووي، ولا سيماً بناء وتشغيل محطة بوشهر للطاقة النووية؟

جواب: كما تعرفون، شجبت روسيا بشدة الضربات الأمريكية على المنشآت النووية المدنية في إيران، والتي أعقبت الهجمات الإسرائيلية على الجمهورية الإسلامية. إننا نرفض رفضًا قاطعًا محاولات تقييد الحقوق المشروعة لدولة ذات سيادة في تطوير برنامج نووي مدني باستخدام القوة الغاشمة. إن تعاوننا مع طهران في المجال النووي السلمي معروف، ومشروع تمامًا ويلبي مصالح البلدين، وسيستمر. وأود أن أؤكد أن أية جهة لم تعترض عليه، بل حظي بدعم الهيئات المتخصصة في منظمة الأمم المتحدة. أما بالنسبة لآفاق التعاون مع إيران بشكل عام، فسيستمر في التطور بشكل مثمر في جميع المجالات وفقًا لمعاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة لعام 2025 بين روسيا الاتحادية وجمهورية إيران الإسلامية.

سؤال: اعتادت أوكرانيا وزيلينسكي على لعب دور رئيسي في الساحة العالمية. كيف برأيكم سيؤثر النزاع بين إسرائيل وإيران على الأزمة الأوكرانية واهتمام ترامب بها؟

جواب: ينبغي على ممثل ترامب، أو هو نفسه، الحديث عن اهتمام الرئيس الأمريكي ترامب. وجهوا سؤالكم الى الطرف الأمريكي. نرى ما أن يشعر زيلينسكي بتراجع الاهتمام به، ليس فقط بصدد هذه الأحداث، بل أيضًا الأحداث السابقة، أو أن هناك أحداثًا أهم منه بكثير بالنسبة للمجتمع الدولي، يشرع ببذل   محاولة هستيرية لاستعادة الاهتمام به.

وكان الحال على هذا النحو عشية 9 مايو، عندما بدأوا بالتهديد، والصراخ وإرهاب الجميع. وكان المهم بالنسبة لهم أن لا يأتِ المحاربون القدامى إلى موسكو (حتى المحاربون القدامى بدأوا يتعرضون للتهديد) أو بدأوا بتهديد الضيوف من مختلف دول العالم بهجمات إرهابية. بهذه الطريقة الهستيرية، حاولوا إحباط احتفالات النصر العظيم. أكرر القول، بل وصل بهم الأمر إلى تهديد من خاضوا الحرب أو عائلاتهم وأقاربهم.

من الواضح انهم ينظرون بأقصى درجة من العدوانية إلى كل ما يهدد بفقدان الاهتمام بشخصية فلاديمير زيلينسكي النرجسية.

سؤال: قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في خطابه الأخير في منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، إن روسيا عرضت على إيران نظام دفاع صاروخي، لكنها رفضت. هل روسيا مستعدة لتقديم الدعم العسكري لإيران في ضوء الأحداث الأخيرة؟

جواب: كما سبق أن قلنا، إن معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة لعام 2025 بين روسيا الاتحادية والجمهورية الإسلامية الإيرانية تنص على مجالات وأشكال مختلفة للتعاون، بما في ذلك في مجال التعاون العسكري والفني - العسكري.

وقد صادق المجلس الإيراني (البرلمان) الآن على هذه المعاهدة. ودخلت للتو حيز التنفيذ، لا تنسوا ذلك أيضا.

ونوصي بالتوجه إلى وزارة الدفاع الروسية للحصول على معلومات أكثر تفصيلا بشأن آفاق التعاون العسكري - التقني.

سؤال: كيف تقيم روسيا تحقيق الهدنة بين إسرائيل وإيران؟ بماذا يهدد استمرار الأعمال القتالية المنطقة وما هي الآن آفاق تطور الوضع بصدد البرنامج النووي الإيراني؟

جواب: علقنا بصورة مفصلة للغاية على هذا الموضوع في بداية الإحاطة.

ترحب روسيا بالتقارير التي تفيد باستعداد إيران وإسرائيل للالتزام بوقف إطلاق النار. لاح أمل في أن يتم إيقاف "دولاب" أخطر تصعيد عسكري، أطلقته إسرائيل في 13 يونيو وواصلته الولايات المتحدة في 22 يونيو.

بالدرجة الاولى، ودون التقليل بأي شكل من الأشكال من مأساة الأشخاص والمدنيين الذين لقوا حتفهم، إننا نفهم أنه كان من الممكن أن يكون هناك عدد هائل من الضحايا لو تعرضت المنشآت النووية للقصف بالصواريخ في وقت أو لحظة كانت فيها مواد مشعة. ولهذا السبب نضع التهديد النووي في المقام الأول. ليس لأننا بأي حال من الأحوال، نعمل على التقليل من موت المدنيين.

لا يجوز أن نسمح بأن يكون قصف المنشآت النووية "روتينيًا"، يناقشه الجميع من زاوية "سوف يطير - لن يطير". أو عندما ينظر الناس إلى كيف تُطلَق الصواريخ على المنشآت النووية ويفكرون فيما إذا ستضربها أم لا. لقد كانت تلك قصة مروعة.

لذلك اعود بكم الى بداية الإحاطة وبوسعكم العودة لها للحصول على معلومات أكثر من هناك. من المهم تعزيز الهدنة الهشة والحفاظ عليها من أجل إعادة الوضع إلى طاولة المفاوضات في أقرب وقت ممكن. إن تسوية البرنامج النووي الإيراني، مثل الأزمات الأخرى في الشرق الأوسط، يجب أن تكون بالطرق الدبلوماسية والمفاوضات. لا يوجد بديل آخر لهذا. لقد حاولوا التسوية بالطرق العسكرية - فإلى أين أدى ذلك؟ لقد راقب العالم ذلك برعب.

سؤال: طُُرحت أسئلة كثيرة بصدد النزاع الإيراني - الإسرائيلي. لقد أوضحتم موقف روسيا وموقفها بوضوح. وصرّح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بأن روسيا مستعدة للمشاركة في حل النزاع بين هذه الدول. وأعلن وزير الدفاع الروسي، اندريه بيلوسوف اليوم، أن روسيا مستعدة للتوسط في حل هذا النزاع. كيف ترى موسكو مشاركتها في حل هذا النزاع؟ وما الذي يمكنها القيام به لضمان استدامة الهدنة أو وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل؟

جواب: دعوني أذكركم بأن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، كان قد صرّح بذلك في 24 يونيو من هذا العام، في منتدى الخبراء - العلمي "قراءات بريماكوف"، وأثناء اجتماعه مع موظفي وزارة خارجية تركمانستان، وفي 25 يونيو من هذا العام إبان لقاءه بأساتذة وطلاب معهد العلاقات الدولية. وقد عُرضت الأفكار الروسية عن كيفية تسوية الوضع المترتب على كافة الأطراف المعنية. أعتقد أنكم تابعتم الأخبار على موقع kremlin.ru وعلى بوابة وزارة الخارجية الروسية. وتهدف هذه الأفكار إلى التغلب على التناقضات المتعلقة بتجسيد البرامج النووية. ونظراً لحساسية هذه القضية، لن نطرحها في المجال العلني. إذا كانت مقترحاتنا محل اهتمام الأطراف المعنية، فسنكون على استعداد لمواصلة دورنا في الوساطة.