22:10:37

كلمة وأجوبة وزير خارجية روسيا الاتحادية على أسئلة وسائل الاعلام خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أبو الغيط ووزير خارجية جمهورية مصر العربية سامح شكري في ختام المحادثات التي جرت في موسكو في 4 نيسانأبريل 2022

السادة والسيدات المحترمون

أود أن أعرب عن الشكر لضيوفنا، ممثلي مجموعة الاتصال التابعة لجامعة الدول العربية، التي تم إنشاؤها على خلفية الوضع في أوكرانيا.

أجرينا حواراً مفيداً، حيث تحدثنا بالتفصيل عن جذور الوضع الراهن، الذي نضج على مدى سنوات عديدة، بما يتماشى مع النهج الذي اتبعه جيراننا الغربيون بهدف جعل أوكرانيا دولة معادية لروسيا بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى، وهذا ما تحدث عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتفصيل.

اليوم قمنا بإعادة قراءة تاريخ هذه الأحداث وتسلسلها الزمني. ومرة أخرى قدمنا توضيحاً مفصلاً عن أهداف العملية العسكرية الجارية في أوكرانيا التي بدأت تنفيذاً لقرار الرئيس فلاديمير بوتين. أجبنا على أسئلة كثيرة طرحها أصدقاؤنا، منها ما يتعلق بآفاق تسوية الوضع الراهن، خاصة ما هي متطلبات ذلك، وكيف يؤثر على علاقاتنا الثنائية وتعاوننا مع العالم العربي ومع بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

لا تتأثر هذه العلاقات بالوضع نفسه، بل تتأثر بالعقوبات غير الشرعية وغير القانونية وغير المسبوقة التي فرضها الغرب ضد روسيا. هذه العقوبات تضر بالاقتصاد العالمي، بما في ذلك البلدان التي تستهلك المنتجات الزراعية والأسمدة ومنتجات أخرى كثيرة، والتي ترتبط ارتباطاً مباشراً بالعلاقات التجارية والاستثمارية التي تشارك فيها روسيا الاتحادية.

لقد أعربنا عن امتناننا لجامعة الدول العربية على القرارات التي اتخذتها فيما يتعلق بالأزمة، بما في ذلك أثناء انعقاد الجلسة العامة لجميع الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية في النصف الأول من شهر آذار/مارس من هذا العام. وقد أعربنا عن استعدادنا للتعاون ومواصلة وضع زملائنا بصورة تطورات الوضع وآفاق تحقيق الأهداف المحددة.

استعرضنا الوضع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث أولينا اهتماماً خاصاً للقضية الفلسطينية التي لم يتم حلها منذ سنوات عديدة. وفي هذا السياق نؤكد بأنه لدينا موقف موحد، ندعو من خلاله إلى حل جميع قضايا الوضع النهائي، بما في ذلك القدس، فقط من خلال المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

ونقدر عالياً الجهود التي تبذلها مصر وعدد من الدول الأخرى الأعضاء في جامعة الدول العربية لإعادة توحيد الفلسطينيين وإعادة الوحدة الفلسطينية. نعتقد أن هذه مهمة أساسية أصلاً تعتمد على العرب أنفسهم.

كما تحدثنا عن الوضع في ليبيا واليمن وسورية. وأعربنا عن الأمل في أن تحل مسألة عودة سورية إلى حضن جامعة الدول العربية في القريب العاجل. وهذه العودة سوف تعزز من مكانة أصدقائنا العرب في جميع أنحاء المنطقة.

أود أن أشكر ممثلي جامعة الدول العربية والأمين العام لجامعة الدول العربية أبو الغيط ووزير خارجية جمهورية مصر العربية سامح شكري على مشاركتهم في هذه الفعالية التي تجري في الوقت المناسب.

سؤال: تتزامن العملية الروسية الخاصة بحملة غربية مسعورة في وسائل الاعلام هدفها التضليل ونشر الأخبار الكاذبة، آخرها الحلقة التي تتحدث عن مقطع فيديو حول أحداث بوتشا. ما سبب العوائق التي وضعها الجانب البريطاني أمام الدعوة إلى عقد اجتماع مجلس الأمن الدولي حول أحداث بوتشا؟ كيف سيكون رد موسكو على أي محاولات من جانب الغرب لاتخاذ خطوات أحادية الجانب خارج حدود القانون الدولي؟ ما هي الآلية المناسبة للنظر على النحو المطلوب في الملف الإنساني الخاص بأوكرانيا، بناءً على الحقائق والأدلة وليس على أساس التضليل والتزوير؟

سيرغي لافروف: بالنسبة لحملة التضليل (للأسف على ما يبدو ليست هذه الحلقة الأخيرة، لكنها هكذا وفقاً للترتيب الزمني لأحداث مدينة بوتشا)، فهي ترافق كل النزاعات اليوم تقريباً. ونحن اعتدنا على ذلك، ونعرف كيف عملت منظمة الخوذ البيضاء في سورية. نذكر أنه مع النجاح الذي حققته القوات المسلحة السورية في القتال ضد الإرهابيين، وجد رعاة هذه المنظمة الغربيون أنفسهم مضطرين لإجلاء عناصر الخوذ البيضاء. حينها أقنع الغرب الأردن في أن يستضيف بضع مئات من هؤلاء العناصر، مطلقين الوعود أنهم سيعيدونهم في غضون بضعة أشهر إلى أراضي الدول الغربية، وعلى وجه التحديد إلى ألمانيا وكندا وبريطانيا. لكن عملياً لم يتم إعادة أي من هؤلاء العناصر لأن الغرب كان مقتنعاً بأن هؤلاء الأشخاص هم متطرفون حقيقيون ويعملون "يداً بيد" مع "تنظيم داعش" والجماعات الإرهابية الأخرى.

بالفعل خلال العملية العسكرية في أوكرانيا كان هناك العديد من الأمثلة على نشر الأخبار الكاذبة والواضحة للعيان. وتم على الفور استغلال هذه الاخبار لخلق حملة دعائية وإثارة الإدانات الغاضبة. لكن بعد أيام قليلة، عندما تم الكشف عن الحقيقة، لم تكن هناك رغبة لدى أحد في الغرب للحديث عن هذا الموضوع. نحن سوف نفضح مثل هذه الأخبار الملفقة، حيث قمنا بفضح أحداث بداية شهر آذار\مارس من هذا العام عندما حاولوا تقديم الوضع في مستشفى التوليد في مدينة ماريوبول على إنها مأساة.

في 30 من شهر آذار\مارس هذا العام وفي إطار إعادة نشر القوات غادرت وحدات من الجيش الروسي منطقة مدينة بوتشا. وعلى مدى الأيام الثلاثة التالية، تحدث رئيس البلدية على شاشة التلفزيون هناك، قائلاً إن المدينة عادت إلى الحياة الطبيعية. بعد ذلك ظهرت القوات المسلحة الأوكرانية في تلك المنطقة، وأظهرت بالتصوير أن الشوارع خالية من الجثث. لكن يبدو بعد مرور ثلاثة أيام قرروا تنظيم هذه "المسرحية".

اسمحوا لي أن أذكركم بأننا طلبنا أمس عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي، حيث رفض زملاؤنا البريطانيون الذين يترأسون حالياً مجلس الأمن الاستجابة لهذا المطلب، حتى إن محاولتنا اليوم لعقد الاجتماع أيضاً لم تكلل بالنجاح، في إشارة منهم إلى حقيقة أنهم هم أنفسهم قد خططوا غداً للنظر في الوضع في أوكرانيا من جميع جوانبه. لكن بما إنني على معرفة بالدبلوماسية البريطانية أعتقد أن المهمة تكمن في تثبيت هذه المسرحية الملفقة التي جرت في مدينة بوتشا في الحجج الديماغوجية حول طبيعة الأزمة الأوكرانية.

لكننا على أي حال من الأحوال سوف ننظم مؤتمراً صحفياً في نيويورك اليوم من خلال بعثتنا الدائمة، حيث سيتم تقديم المعلومات المفصلة عن هذا الموضوع، والتي توضح الطبيعة الحقيقية للأحداث التي يحاول زملاؤنا الغربيون الآن تقديمها في مدينة بوتشا كدليل على جرائم حرب ارتكبتها روسيا الاتحادية. ونحن مصممون على أن الجرائم التي ارتكبتها القوات المسلحة الأوكرانية بقيادة الكتائب القومية المتشددة والنازيين الجدد، لن تمر من دون عواقب.

نحن نعمل مع أصدقائنا وزملائنا لضمان تطبيق معايير القانون الدولي الإنساني ذات الصلة وإنه يجب أن تستند هذه الاتهامات إلى حقائق واضحة ومحددة وثابتة. هذا ما سنفعله بخلاف أولئك الذين يعمدون على تزوير هذه الحقائق.

سؤال: تحدثتم قبل أيام عن التقدم الملحوظ في المفاوضات الروسية الأوكرانية بشأن حياد أوكرانيا. في ظل الظروف الجديدة، ما هي فرص الحل السلمي للنزاع والتوصل إلى اتفاقات يتم فيما بعد التوقيع عليها خلال قمة الرئيسين؟

سيرغي لافروف: بناءً على نتائج جولة المفاوضات التي جرت في اسطنبول في 29 آذار\مارس هذا العام لمسنا ظهور الواقعية في موقف الوفد الأوكراني فيما يتعلق بسبل ضمان أمن أوكرانيا. وقد أصبح من الواضح بالنسبة لممثلي سلطات كييف أنه من المستحيل الحصول على ضمانات أمنية من الناتو وأنه يجب نسيان مسألة الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. بالفعل كان هناك المزيد من الواقعية حول ضرورة تثبيت الوضع المحايد لأوكرانيا في المعاهدة، وكذلك أوكرانيا من دون الأسلحة النووية، أخذاً بعين الاعتبار ما تردد عن هذا الموضوع خلال الأشهر القليلة الماضية على لسان قادة أوكرانيا.

لقد أظهر موقف الوفد الأوكراني فهماً أكبر بكثير للوضع فيما يتعلق بشبه جزيرة القرم وجمهوريات دونيتسك ولوغانسك الشعبية. لكن لم  يتشكل حتى الآن تصور كيف سيتم ترجمة هذه "الملاحظات" إلى لغة تعاقدية على الورق، علماً أن التواصل ما زال مستمراً وفق صيغة الفيديو كونفرنس، والوفود تعمل بشكل مكثف للغاية، على الأقل العمل مستمر من جانبنا.

فيما يتعلق بالسؤال حول الفرص، أقول بأنه هناك دائماً فرصة. ونحن نركز على تحقيق كل هذه الفرص. وقد تحدث رئيس روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين عن أهداف عمليتنا. نحن نعمل على صياغتها وتثبيتها في المعاهدة، التي تتم مناقشتها وإعدادها حالياً. آمل أن يتم الاتفاق على المعاهدة في نهاية المطاف وصياغتها بشكل نهائي في جميع أحكامها.

لقد قال فلاديمير بوتين مراراً وتكراراً أن قمة الرئيسين روسيا وأوكرانيا يمكن أن تنعقد عندما تكون هناك نتيجة، وبالتالي يمكن الدعوة لمثل هذه القمة من أجل تثبيت هذه النتائج.

سؤال: كيف تؤثر المفاوضات الروسية الأوكرانية على مسار العملية الروسية في أوكرانيا؟

سيرغي لافروف: ليست المفاوضات هي التي تؤثر على مسار العملية، ولكن "اللاعبين" الخارجيين هم الذين يحاولون عرقلة هذه المفاوضات وإبقاء الاشتباكات "على الأرض" لأطول فترة ممكنة. نحن نعلم من الذي يعطي مثل هذه "النصائح" لجيراننا الأوكرانيين، والتي تحمل في طياتها أهدافاً غير مجدية لا علاقة لها بمصالح الشعب الأوكراني ولا بأمن أوكرانيا ولا الأمن في منطقة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ولا في فضائنا الأوروبي.

آمل أن أولئك الذين يديرون وفد كييف في المفاوضات المذكورة سيبدأون في العمل استناداً إلى مصالحهم الوطنية ومصالح شعبهم. بمعنى أنهم سيتخلوا عن الاستماع إلى "المستشارين" من وراء المحيطات، الذين يريدون أحياناً فقط مشاهدة كيف ستتفاقم الأزمة.

سؤال: وصف الرئيس الأمريكي جون بايدن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ "مجرم حرب" ودعا إلى محاكمته بتهمة ارتكاب جرائم حرب. ماذا يعني هذا في سياق سمعة روسيا الدولية؟

سيرغي لافروف: أولاً وقبل كل شيء هذا يظهر أن ضمير العديد من السياسيين الأمريكيين الذين كانوا سبباً في اندلاع حرب العراق تحت ذرائع معروفة ودمروا ليبيا مع شركائهم من حلف شمال الأطلسي وغزوا سورية، ليس على ما يرام. أعتقد أنكم سمعتم أيضاً كيف علق ممثلو إدارة جو بايدن فيما بعد على هذه التصريحات، موضحين أنه "لم يكن يقصد ذلك".

نحن مهتمون بمسألة كيف ينظر الشعب الروسي إلى هذا الوضع (وأي وضع آخر). وما مدى إدراك الشعب الروسي للمهام التي تقوم قواتنا المسلحة بتنفيذها. والأهم من ذلك أنه يدرك أن الأمر لا يتعلق بأوكرانيا على الإطلاق، بل يتعلق بحقيقة أن الغرب الجماعي، بعد أن توحد بشكل نهائي وبدون أدنى شك تحت "سقف" واشنطن، هو عبارة عن نموذج العالم أحادي القطب الذي يود الحفاظ عليه بكل الوسائل المحقة وغير المحقة (في الغالب عن طريق الوسائل غير المحقة).

النقطة المهمة هي أن هذه "السيادة" التي يتمتع بها العالم أحادي القطب تعتبر بأن كل شيء مباح بالنسبة له، بحيث لا يستطيع أحد من الدول الأخرى حتى التلعثم حول كيفية ضمان أمنه. هذه "السيادة" التي تشكلت حول حدودنا وحول خصومها الآخرين خلقت أوضاعاً يجب الآن تسويتها، بما في ذلك من خلال أساليب استخدام القوة إلى حد ما.

لقد تعامل الغرب طيلة سنوات عديدة من المناشدات، التي تحث على ضرورة تنفيذ الاتفاقات الخاصة بعدم تجزئة الأمن، بتجاهل تام وعدم الرغبة في مناقشة أي شيء في هذا الخصوص. وهذه الغطرسة التي طغت على كل المستويات الممكنة لن تؤدي إلى الخير. وهذا الأمر لا يصب في مصلحة أي من شعوب العالم، بما في ذلك الدول الغربية نفسها.

نحن مستعدون لإجراء الحوار الصادق، وأكرر الحوار الصادق فقط. لقد تعودنا على شركائنا بأنهم يعرضون علينا أوراق لعب مغشوشة، تكون نتيجتها النهائية معروفة وهي تحديد الجهة الخاسرة "المذنبة" بشكل مسبق للتأكيد على عظمتهم.

Zusätzliche Materialien

  • Foto

Fotoalbum

1 von 1 Fotos im Album

  • Allgemeine Informationen

    Bildergalerien

    • Украина
    • Украина
    • Украина
    • Украина
    • Украина