15:50:07

الإحاطة الإعلامية للمتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، موسكو، 13 مارس/آذار 2025

405-13-03-2025

سؤال: ما هي الجهود التي تبذلها روسيا لتسوية الأوضاع في سورية؟ وهل تجري مفاوضات مع أية دول وأطراف بشأن هذا الأمر (إن كان هناك مفاوضات)؟ وهل تسمح روسيا لنفسها بأي نوع من التدخل في الصراع السوري الداخلي، بالاضافة إلى السياسي والدبلوماسي، بما في ذلك ربما بالتعاون مع دول أخرى، مثل الولايات المتحدة وإسرائيل (التي تقول إنها ترغب في الاحتفاظ بقواعد عسكرية روسية في سورية)، وتركيا؟

الجواب: نحن ندعو باستمرار إلى تعزيز الجهود الدولية من أجل التوصل إلى تسوية شاملة للأزمة في الجمهورية العربية السورية.

وفي الوقت نفسه، فإننا نؤكد بشكل ثابت على ضرورة الالتزام الصارم بسيادة هذا البلد ووحدة وسلامة أراضيه. وقد زادت أهمية هذه المهام المعقدة والصعبة بشكل أكبر في ضوء الأحداث المأساوية الأخيرة التي وقعت غرب سورية، والتي تم تقييمها أيضًا.

في هذا السياق نحن نحافظ على اتصالات مكثفة مع شركائنا في المنطقة، بما في ذلك الدول العربية وتركيا وإيران، من أجل تحقيق الاستقرار طويل الأمد للوضع في الجمهورية العربية السورية.

لقد تمت مناقشة القضية السورية بالتفصيل خلال زيارة وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرغي لافروف إلى أنقرة وطهران والدوحة في الفترة من 24 حتى 26 فبراير/شباط من هذا العام. نحن منفتحون على إقامة تعاون في المسار السوري مع جميع البلدان ذات التوجه البنّاء.

أما بالنسبة للولايات المتحدة، فقد بادرنا مؤخراً، جنباً إلى جنب مع الأميركيين، إلى إجراء مشاورات عاجلة في مجلس الأمن الدولي بشأن سورية. حيث أظهر النقاش الذي تم في هذا الاطار أنه فيما يتعلق بالتصعيد الأخير للوضع في المنطقة الغربية من سورية، فإن غالبية أعضاء مجلس الأمن الدولي يتّخذون مواقف مماثلة. وبالتالي فإن هذه القواسم المشتركة في التوجهات تمنح الأمل في أن يسود في الغرب ربما الحس السليم والفهم لضرورة العمل المشترك من أجل تسوية القضية السورية وغيرها من المشاكل الملحة في منطقة الشرق الأوسط، أياً كان الأمر فالعمل جاري.

سؤال: بخصوص عمليات قتل ممثلي الأقليات الدينية في سورية، هل هناك معلومات عمّا إذا كان هناك مواطنين روس بين الضحايا؟ وهل هناك أي تدابير إضافية مطلوبة من وزارة الخارجية الروسية لحماية مواطنينا والدبلوماسيين الذين لا يزالون في سورية؟

الجواب: الوضع صعب للغاية. وأود أن أذكركم بأن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تحدث بالتفصيل عن هذا الموضوع في مؤتمر صحفي عقده في 11 مارس/آذار من هذا العام، ونحن مستمرون في مراقبة هذا الوضع.

في الواقع نحن نشعر بصدمة كبيرة من الأحداث المأساوية التي وقعت في سورية، التي أودت بحياة العديد من المدنيين الأبرياء. ونحن نرى بأن استخدام العنف ضد المدنيين أمر غير مقبول على الإطلاق، ولا يمكن تبريره بأي شكلٍ من الأشكال.

أما بالنسبة لتقييماتنا فهي مبدأية. وهنا لا يمكننا إلا أن نكررها آخذين بعين الاعتبار تطور الأوضاع، وبالتالي تعديل هذه التقييمات وفقًا للظروف ذات الصلة. نحن نشعر بالقلق إزاء التطورات في سورية وندين هذه المجازر بشدة. وإننا في هذا الصدد إذ نعبر عن تعازينا لأسر الضحايا.

أنت على حق تمامًا عندما تطرح السؤال المتعلق بالمواطنين الروس. بالفعل نتلقى العديد من الرسائل والطلبات من مواطنينا، ومن أبناء الوطن في الخارج، ومن مواطني دول أخرى (وخاصة من مواطني سورية ومن الأشخاص المهتمين في جميع أنحاء العالم)، نتلقى الكثير من الأسئلة وطلبات المساعدة.

الحديث يدور عن مئات الرسائل التي نتلقاها عن طريق بعثاتنا الدبلوماسية في الخارج وكذلك من خلال الجهاز المركزي للوزارة. وقد تم الرد على هذه المناشدات بشكل استباقي. في إشارة إلى إن قاعدة حميميم الجوية الروسية في الحقيقة فتحت أبوابها أمام السكان المحليين الذين كانوا يسعون إلى الخلاص من المذابح، مدركين أن الأمر يتعلق بمسألة حياة أو موت. وفي هذا الصدد قدم جيشنا المأوى لأكثر من 8 آلاف شخص. وهذه هي الإحصائيات حتى يوم أمس. والرقم أقرب إلى 9 آلاف مواطن سوري. نحن نتحدث بشكل رئيسي عن النساء والأطفال. وأعتقد أن هذا هو أفضل إجابة على السؤال المتعلق بشأن مساهمتنا الحقيقية في مصير السوريين.

نحن ننطلق من أن السلطات الحالية في دمشق تدرك مسؤوليتها المرتبطة بضرورة ضمان حقوق جميع المواطنين في سورية وحمايتها، بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية. وبالتالي نحن نراقب عن كثب جهودها التي تبذلها من أجل تحسين الوضع المتعلق بتطبيق القانون والنظام.

في هذا السياق أكدت القيادة السورية (وهذا ما أعلنته صراحة) التزامها بالحفاظ على الوحدة الوطنية. وهذا الأمر لا يشمل فقط مسألة القوميات، بل يشمل أيضاً جميع الأديان والطوائف في سورية. وقد تم تشكيل لجنة خاصة لتحديد ملابسات الحادث.

نحن نأمل في أن يتم من خلال إجراء تحقيق موضوعي، تحديد هوية المسؤولين عن هذه الجرائم ومعاقبتهم بما يستحقونه من عقاب. إن ضمان السلم الأهلي والوئام هو المهمة الأهم التي تواجه السلطات السورية في الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد خلال المرحلة "الانتقالية". إن مستقبل الجمهورية العربية السورية يعتمد إلى حد كبير على مدى نجاحها في التعامل مع هذا التحدي (وأنا متأكدة من أنه سيكون هناك أكثر من تحدٍ، علمًا أنه باتت تواجه الكثير من هذه التحديات).

نحن على قناعة بأن الطريق إلى تسوية مستدامة للأزمة السورية يكمن في إقامة عملية سياسية شاملة بمشاركة ممثلي جميع القوى السياسية والمجموعات العرقية والدينية في هذا البلد. ومن جانبنا فإننا ندعم بشكل ثابت سيادة ووحدة وسلامة أراضي الجمهورية العربية السورية.

في ضوء تدهور الوضع العسكري والسياسي في هذا البلد، فإن الأولوية المطلقة هي ضمان أمن المواطنين الروس والمنشآت الروسية المتواجدة في هذا البلد، ولهذا الغرض نحن على تواصل مستمر مع السلطات السورية الحالية. في الحقيقة ليس لدي أي معلومات عن حالات محددة تتعلق بوجود ضحايا بين المواطنين الروس أم لا. ولكن أكرر، هذا الموضوع يحتل الأولوية بالنسبة لنا. روسيا تبذل كل ما في وسعها لضمان سلامة مواطني بلدنا والمنشآت الروسية.

سؤال: قامت الحكومة السورية بالتوقيع مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بقيادة الأكراد، على اتفاقية في 10 مارس/آذار تعترف من خلالها بحقوق الأكراد في الدولة السورية، وتضمن الاندماج في المؤسسات الرئيسية، وتضع إطاراً للتعاون الأمني ​​المشترك.

هل تعتقدين أن الاتفاقية الجديدة سوف تحقق الاستقرار طويل الأمد في سورية، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار التطورات السياسية الأخيرة في غرب سورية؟

الجواب: نحن ننطلق من المبدأ الذي تحدثنا عنه مراراً وتكراراً، وهو احترام سيادة ووحدة وسلامة الأراضي السورية.

وإذ ترحب روسيا بالاتفاقية التي تم التوصل إليها بشأن عودة منطقة شرق الفرات إلى حضن الدولة السورية، مع الأخذ بعين الاعتبار الحقوق والمصالح المشروعة لجميع المجموعات العرقية والدينية التي تعيش في هذه المنطقة.

وبشكل عام فإننا ننطلق من حقيقة أن السوريين وحدهم هم من يقرر مصير بلادهم في إطار حوار وطني واسع ودون أي تدخل خارجي.

ونعتبر أن إبرام الاتفاقية في هذا الشأن بين سلطات الجمهورية العربية السورية وقيادة قوات سوريا الديمقراطية هي خطوة مهمة نحو استعادة وحدة الأراضي السورية وتعزيز أمنها واستقرارها.

ونحن ندرك أن ضمان التنفيذ العملي للاتفاقيات التي تم التوصل إليها سوف يرتبط بالعديد من المشاكل والصعوبات، وبالتالي يتعين على الأطراف الحفاظ على موقف بنّاء والاستعداد لتقديم الحلول الوسط من أجل التغلب على هذه الصعوبات والمشاكل، ونحن نأمل في أن يتمكّنوا من تحقيق النجاح.


Additional materials

  • Photos

Photo album

1 of 1 photos in album