بيان صحفي
يقوم وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرغي لافروف في 5 ـ 6 فبراير بزيارة عمل إلى جمهورية العراق، وسيستقبله رئيس جمهورية العراق عبد اللطيف رشيد، ورئيس الوزراء محمد السوداني ورئيس مجلس النواب (البرلمان) محمد الحلبوسي، ويجري مباحثات مع نائب رئيس الوزراء، وزير خارجية العراق فؤاد حسين.
وسيولى الاهتمام الخاص في الاتصالات المرتقبة إلى الاتجاهات الرئيسية للتطور الارتقائي للعلاقات الروسية ـ العراقية متعددة الأوجه، التي من ضمنها تطوير الحوار السياسي، وتفعيل التعاون التجاري ـ الاقتصادي والعسكري ـ الفني والثقافي ـ الإنساني. وارتفع في عام 2021 حجم التبادل التجاري مقارنة بعام 2020 ب 2.2 مرات (من 127 مليون دولار أمريكي إلى 282 مليون دولارً أمريكيا). وزاد للفترة من يناير إلى نوفمبر 2022 بنسبة 47% مقارنة لنفس الفترة من عام 2021 (من 258.5 مليون دولار أمريكي إلى 381.4 مليون دولار أمريكي). وفي هذا السياق يزمع مناقشة سبل تثبيت ديناميكا التجارة الثنائية عن طريق تنفيذ قرارات اللجنة الروسية ـ العراقية للتعاون التجاري والاقتصادي، والعلمي ـ الفني، التي جرى اجتماعها في أغسطس عام 2022 في موسكو.
وسيجري تحليل وضع الشراكة في مجال ـ الوقود ـ الطاقة وآفاق زيادة التعاون في هذا المجال. وتقوم الشركة المساهمة العامة " لوكويل" والشركة المساهمة العامة" غازبروم نفط" والشركة المساهمة العامة " باشكير نفط"، والشركة المساهمة العامة "شركة النفط " روس نفط" بتنفيذ مشاريع كبرى في العراق.
وستحتل مناقشة خطط تطوير التعاون متبادل المنفعة في قطاعات مثل الصناعة والزراعة، مكانة مهمة في جدول الأعمال الثنائي.
وسيولي الاهتمام اللازم للنظر في آفاق تطور الوضع في العراق نفسه، وبالدرجة الأولى، في سياق تشكيل حكومة ائتلافية للبلاد، تستند على دعم طوائف السكان الاثنية ـ الدينية والجماعات الاجتماعية. وسيعبر الجانب الروسي عن دعمه لجهود مجلس الوزراء برئاسة محمد السوداني الرامية لضمان استقرار والأمن في البلاد.
وترتبط روسيا والعراق بأواصر علاقات صداقة وتعاون متبادل المنفعة على مدى سنوات طويلة، تستند إلى تقارب أو تطابق المقاربات من القضايا الرئيسية على جدول الأعمال الدولي والإقليمي. وتُعد الشراكة في التعاون بين بلدينا عاملا مهما له تأثير إيجابي على العمليات الجارية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وفي هذا الصدد، نحن مهتمين بإجراء "ضبط للساعات" مُفصل حول المشاكل الإقليمية الملحة.
وسيتبادل الطرفان تقييماتهما لآفاق تطور الوضع في سوريا، مع التركيز على تعزيز تسوية متكاملة على وفق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، وتقديم المساعدة على إعادة تعمير البلاد في مرحلة ما بعد النزاع، وتكثيف المساعدات الدولية الإنسانية لدمشق.
وستجري بالتفصيل مناقشة الوضع في منطقة الخليج، بما في ذلك في ضوء المفهوم الروسي المقترح لضمان الأمن الجماعي هناك.
إن العراق وفي ظل الضغط غير المسبوق الذي تمارسه البلدان الغربية، يتخذ موقفا متوازنا ومتزنا من العملية العسكرية الخاصة التي تنفذها القوات المسلحة لروسيا الاتحادية في اوكراينا. إن رفض بغداد الانضمام إلى العقوبات غير المشروعة ضد روسيا، يؤكد أن علاقاتنا الثنائية التي اختبرها الزمن، لا تخضع لتقلبات الظروف، على خلفية تغير الوضع الجيو سياسي.
إننا نعتبر زيارة سيرغي لافروف المرتقبة إلى العراق،جزءأً مهماً من الجهود المتواصلة لتعزيز التعاون متعدد الأوجه مع شركائنا التقليديين في الشرق الأوسط، وإننا ننطلق من أن هذا يتجاوب مع المصالح المشتركة طويلة الأمد الرامية لضمان الأمن، والازدهار والاستقرار في هذه المنطقة ذات الأهمية الاستراتيجية.