من إحاطة الممثلة الرسمية لوزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، موسكو،14 فبراير/شباط 2024
من الأجوبة على الأسئلة:
سؤال: أنزلت الطائرات الإسرائيلية في 12 فبراير من هذا العام ضربات بمدينة رفح جنوب قطاع غزة. وعقب ساعات قليلة، أعلن الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل، في مؤتمر صحفي في بروكسل، إن على سلطات الدول الداعمة لإسرائيل التوقف عن استعطافها لوقف قتل الفلسطينيين في قطاع غزة والبدء في التحرك. على سبيل المثال، الحد من إمدادات الأسلحة. بدوره، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن الولايات المتحدة وشركائها يعملون على التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية المتشددة، ينص على وقف القتال في قطاع غزة لمدة ستة أسابيع على الأقل. وفي وقت سابق، قام وزير الخارجية الأمريكي إنتوني بلينكن بزيارة عدد من دول الشرق الأوسط من أجل حل تسوية النزاع في هذه المنطقة. كيف تقيمون الجهود الأمريكية لتسوية النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي؟
جواب: من أجل تقييم الجهود الأمريكية لتسوية النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي، يتوجب رؤية على الأقل نتائج ما. ولحد الآن نرى "نتيجة معاكسة" تشهد على عجز الولايات المتحدة التام عن تحمل مسؤولية هذه المنطقة وعن تلك النزاعات الدولية التي تعتبر نفسها مؤهلة للمشاركة بمنزلة المنسق.
ومن جانبنا، نؤكد مرة أخرى ضرورة تعزيز الجهود الدولية من أجل التوصل إلى حل سريع للأزمة غير المسبوقة في منطقة النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي، والتي أودت بالفعل بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص. الغالبية العظمى منهم من سكان قطاع غزة المدنيين، وبينهم الكثير من النساء والأطفال (حسب بعض التقديرات، أكثر من النصف).
ونشعر بقلق بالغ من البيانات الإسرائيلية بشأن التوسع المزمع للعملية العسكرية في مدينة رفح. وسيؤدي تجسيد هذا السيناريو الخطير إلى زيادة حجم الكارثة الإنسانية بصورة مأساوية، وسيكون في مركزها أكثر من مليون من سكان قطاع غزة، الذين فروا من العمليات القتالية الدائر، إلى هذه المدينة الواقعة على الحدود مع مصر. ومن الضروري بذل كل ما هو ممكن لمنع التطورات على هذا النحو. وتتمثل مهمتنا المشتركة بوقف إراقة الدماء في أسرع وقت ممكن، وتوفير الظروف لإقامة قنوات مستدامة لتقديم المساعدات الإنسانية لسكان القطاع.
لقد تحدثت روسيا أكثر من مرة عن إنه وبدون استعادة " الأفق السياسي" الواضح لحل مشكلة الشرق الأوسط، من غير الممكن تحقيق سلام دائم في منطقة النزاع. ولذلك، وبعد تجاوز المرحلة الحادة من الأزمة، نرى أنه من الضروري المباشرة في تهيئة الظروف لاستئناف الحوار السياسي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بهدف التوصل إلى حل شامل لجميع القضايا الخلافية ضمن الأطر القانونية الدولية المعروفة التي حددتها قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي. وينبغي أن تكون نتيجة عملية التفاوض هذه إقامة دولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، تتعايش في سلام وأمن مع إسرائيل. وتظهر الأحداث المأساوية التي تتكشف في المنطقة أنه لا يوجد بديل معقول لهذا النهج.
سؤال: على الرغم من قرار المحكمة الدولية بمنع خطر الإبادة الجماعية في قطاع غزة، يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية التي يٌقتل فيها المدنيون. كيف تقيمون ممارسات إسرائيل المخالفة للقرارات الدولية؟
الجواب: لقد علقت للتو على وجه التحديد في سياق الوضع في رفح الذي تجري مناقشته حاليا في جميع أنحاء العالم. وقد دعت وزارة الخارجية الروسية وبلدنا ككل، مرارا إلى وفاء جميع الأطراف بالالتزامات الدولية. وينبغي أن يكون الهدف هو عملية التسوية. ولهذا السبب نركز على عنصر القانون الدولي لعملية التسوية
سؤال: تطرقت المقابلة التي أجراها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون المنشورة في 9 فبراير من هذا العام، إلى قضايا تنمية البريكس وعلاقات حسن الجوار بين روسيا والصين. وقد علقت وسائل الإعلام الرائدة في العالم بشكل نشط على هذه المحادثة، وأوردت بما في ذلك التصريحات الرسمية لمختلف القادة السياسيين الأجانب. في الوقت نفسه، هناك القليل جداً من المعلومات حول كيفية تلقي المواطنين العاديين في الدول الأجنبية للمقابلة التي أجراها فلاديمير بوتين. من فضلكم أخبرونا عن ردود الفعل على المقابلة المذكورة في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي الآسيوية. وأعتقد أن بعثاتنا الدبلوماسية تطلع وزارة الخارجية على هذه المسائل.
الجواب: أنتم تسألوني سؤالاً بنفس الصيغة في الوضع في الغرب، التي نراها. وتطلبون مني، كشخص يمثل مؤسسة حكومية، أن أخبركم كيف يستجيب الناس للمقابلات في الخارج. بوسعكم أن تروا ذلك بنفسكم، لا سيما وأن الجميع الآن يعبرون عن آرائهم على الشبكات الاجتماعية. وتتمتع شبكات التواصل الاجتماعي بفرصة للترجمة الفورية. يمكنكم أن تشاهدوا بنفسكم رد الفعل هذا حتى لا نلعب هذه "الألعاب" الغربية: فرض الرقابة على المعلومات، وانتحال حق التحدث باسم الناس دون سؤالهم.
لقد تحدث الناس بالفعل. لقد فعلوا ذلك من خلال عدد المشاهدات. لقد فوجئوا عندما علموا أنه لا يجوز لهم مشاهدة شيء ما. ومن غير الواضح لماذا. وليس لأن هناك شرط السن أو بعض المعلومات التي تتعارض مع القانون، ولكن ببساطة لأن شخصا ما في البيت الأبيض، أو في وزارة الخارجية، قرر أنه من الأفضل عدم مشاهدة هذا. وفي رأيي، إن هذا صدم الجميع.
وتم في المقابلة مع الرئيس فلاديمير بوتين، عرض خطنا الاستراتيجي، والذي جرى الإعلان عنه مرارا خلال الاجتماعات مع دوائر الرأي العام والمقابلات مع الصحفيين والمؤتمرات الصحفية. ومن المدهش أن العالم الغربي لم يكن مستعداً لأن يبدأ الناس بالمشاهدة والاستماع وطرح الأسئلة.
لقد حاولوا أن يقولوا "الريح، لا تهب" - وهذا تقريبا نفس الشيء. ويبدو أنهم أخطأوا في حساباتهم. وحصلنا على بضع عشرات الملايين من المشاهدات. وكما تفهمون، عندما يقال للناس "لا تشاهدوا"، دون تقديم أي حجج سوى عدوانيتهم وغضبهم، فإن الجميع بالطبع سوف يشاهدون.
أعتقد أنه سيكون من الأفضل أن تشاهدوا التعليقات بنفسكم. ومن ناحية أخرى، فإنه ليس من الصعب علي. ورداً على سؤالكم، إننا وبكل سرور نشرنا على شبكات التواصل الاجتماعي تعليقات تتضمن مقتطفات من تقييمات المنطقة التي ذكرتها، سواء وسائل إعلامها أو أفرادها الذين، من وجهة نظرنا، الأكثر تمثيلاً لها.