كلمة وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرغي لافروف في حفل افتتاح المعرض المكرس للذكرى الثمانين لإقامة العلاقات الدبلوماسية مع جمهورية العراق، موسكو، 11 أيلول/سبتمبر 2024
زملائي الأعزاء،
أصدقائي الأعزاء،
يسعدني أن أرحب بكم في حفل افتتاح المعرض المكرس للذكرى الثمانين للعلاقات الدبلوماسية بين بلادنا والعراق.
أود أن أشكر إدارة وموظفي قسم التاريخ والتوثيق على العمل الدقيق المتعب وعالي الجودة في تنظيم هذه الفعالية.
يقدم المعرض في إطار المعروضات مواد من أرشيف السياسة الخارجية لروسيا الاتحادية عن تاريخ تطور التعاون المتعدد الأوجه - بدءاً من أول برقيات جرى تبادلها بشأن إقامة العلاقات الدبلوماسية وحتى التقارير المصورة عن المفاوضات والاجتماعات الأخيرة.
وقامت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في 9 سبتمبر 1944. ومنذ ذلك الحين، كانت القيادة السوفييتية تفكر جدياً في ضرورة إقامة تعاون وثيق مع العالم العربي. وقامت بلدينا على مدى 80 عاما، بتوسيع وتعزيز التعاون الثنائي في جميع المجالات بصورة مطردة.
وبلغت العلاقات بين بلدينا أوجها في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي. وأبرم الاتحاد السوفييتي في أبريل 1972 معاهدة الصداقة والتعاون مع الجمهورية العراقية. وبمشاركة أخصائيو بلدنا جرى في جمهورية العراق بناء المؤسسات الصناعية والسكك الحديدية ومحطات الطاقة وغيرها من مرافق البنية التحتية الصناعية والاجتماعية كأساس مهم للاقتصاد الوطني. وكانت موسكو أحد الشركاء التجاريين الرئيسيين لبغداد. وأعدت الجامعات السوفييتية الكوادر الوطنية ذات المؤهلات العالية لخدمة الاقتصاد العراقي.
وعندما واجهت جمهورية العراق أحد أفظع التحديات في عصرنا - الإرهاب الدولي الذي تمثله "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، كانت روسيا من بين أول من مد يد العون لأصدقائنا. ولصد الهجمات الإرهابية، تم ترتيب إمدادات الأسلحة والمعدات العسكرية الروسية الحديثة إلى العراق بسرعة. واليوم نساعد في تعزيز القدرات الدفاعية لقوات الأمن العراقية.
ويتم صيانة ودعم الحوار السياسي المبني على الثقة على أعلى المستويات. وقام رئيس الوزراء محمد السوداني في أكتوبر 2023 بزيارة رسمية إلى روسيا. ومن دواعي السرور أن جمهورية العراق تظل اليوم واحدة من الشركاء التجاريين والاقتصاديين الرائدين لروسيا في العالم العربي.
ويعتبر مجال صناعة النفط والغاز تقليديا العنصر المركزي لتعاوننا العملي. ويتم تجسيد عدد من المشاريع الكبيرة بنجاح بمشاركة شركات النفط الروسية الرائدة. ويبلغ إجمالي حجم الاستثمارات الروسية في قطاع الطاقة العراقي أكثر من 19 مليار دولار. تقع الحصة الرئيسية على شركات "لوكويل" و" غاز بروم نفط" و"روس نفط".
وتتطور بصورة كثيفة الاتصالات الثقافية، والإنسانية، والعلمية، والتعليمية. ونواصل هذا التقليد الممتاز. ويدرس آلاف العراقيين في الجامعات الروسية. وبمثابة مثال إيجابي، أود أن أشير إلى الممارسة المعمول بها بتنظيم دورات تدريبية للارتقاء بمهنية موظفي وزارة الخارجية العراقية – وقد تلقى أكثر من 450 دبلوماسيا عراقيا تعليمهم في الدورات التي أجرتها الأكاديمية الدبلوماسية التابعة لوزارة الخارجية،
وبشكل عام، وعلى نحو واضح، ثمة إمكانات كبيرة في العلاقات الثنائية للتعزيز اللاحق لمجمل التعاون بأكمله. وفي هذا الصدد، نقدر عاليا العمل الفعال الذي تقوم به اللجنة الروسية - العراقية للتعاون التجاري، والاقتصادي، والعلمي، والفني.
وأود أن أعرب عن ثقتي في أن العلاقات بين روسيا الاتحادية والجمهورية العراقية ستستمر في التطور المطرد بروح الصداقة الراسخة المتواصلة بين شعبينا على مدى سنوات طويلة.
وأتمنى للجميع الاستمتاع بمشاهدة المعرض.