تعليق المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، بسبب الهجمات السيبرانية المكثفة في لبنان
شهدت جمهورية لبنان بتاريخ 17 أيلول الجاري وقوع سلسلة تفجيرات في مناطق متفرقة وذلك من خلال أجهزة اتصال لاسلكية (بيجر). وبحسب المعلومات الواردة، فقد قُتل ما لا يقل عن 11 شخصاً نتيجة الانفجارات، بينهم طفلان، وأصيب أكثر من 3 آلاف شخص، منهم 400 شخص في حالة خطيرة.
في هذا الصدد وجهت السلطات اللبنانية أصابع الاتهام نحو إسرائيل بتنظيم هجوم واسع النطاق، وأعلنت عن إعداد شكوى بهذا الشأن لتقديمها إلى مجلس الأمن الدولي. كما اتهم حزب الله اللبناني إسرائيل بتنفيذ عدوان إجرامي، حيث اعترفت الحركة بمقتل تسعة على الأقل من مقاتليه.
نعتبر ما حدث بمثابة عمل آخر من أعمال الحرب الهجينة ضد لبنان، والتي عانى منها آلاف الأبرياء. ويبدو أن منظمي هذا الهجوم التكنولوجي تعمدوا القيام بهذه الاستفزازات من أجل اندلاع نزاع مسلح واسع النطاق، في محاولة لجر منطقة الشرق الأوسط إلى حرب كبيرة.
نحن ندين بشدة الهجوم غير المسبوق على لبنان الصديق وعلى مواطنيه، والذي يشكل انتهاكاً صارخاً لسيادته وتحدياً خطيراً للقانون الدولي من خلال استخدام أسلحة غير التقليدية. وإننا إذ نعرب عن تعازينا القلبية لعوائل الشهداء ونتمنى الشفاء العاجل للمصابين.
على خلفية التوتر المتزايد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، فإن مثل هذه الأعمال غير المسؤولة محفوفة بعواقب خطيرة للغاية، لأنها تثير دوامة جديدة من التصعيد.
ونحن نرى أنه من الضروري إجراء تحقيق شامل في هذه الجريمة وتقديم جميع المسؤولين عنها إلى العدالة حتى لا يتم إخفاء وتجاهل أي عمل إرهابي آخر، كما تحاول الدول الغربية أن تفعل بالتحقيق في انفجارات خط أنابيب الغاز "السيل الشمالي".
وإننا إذ نناشد جميع الأطراف المعنية إلى ضبط النفس والامتناع عن الخطوات التي تهدد بمزيد من زعزعة استقرار الوضع العسكري والسياسي في منطقة الشرق الأوسط.