كلمة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وإجاباته على أسئلة وسائل الإعلام في ختام الأسبوع رفيع المستوى للدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك
نختتم عملنا في الأسبوع رفيع المستوى للدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة. لقد أتيحت لكم الفرصة للتعرف على الكلمات التي ألقيتها ونتائج الفعاليات متعددة الأطراف التي أقيمت ضمن مجموعة العشرين ومجموعة البريكس وغيرها من الفعاليات الأخرى.
عقدت أنا وزملائي ما مجموعه 7 فعاليات متعددة الأطراف و28 جولة من المحادثات الثنائية. وتم خلال هذه الاجتماعات مناقشة جميع القضايا الرئيسية المدرجة على جدول الأعمال بشأن العلاقات بين روسيا والدول المعنية ذات الصلة، حيث تم التطرق إلى مسائل كيفية تنفيذ الاتفاقيات التي تم التوصل إليها من قبل قادتنا حول الشؤون الثنائية والإقليمية.
تم إيلاء الكثير من الاهتمام لقضايا الشرق الأوسط، من بينها مشكلة اندلاع الصراع الأخير في الأراضي الفلسطينية ولبنان وسورية، بالاضافة إلى الأحداث التي نشهدها على الأراضي العراقية، والوضع المتعلق بمحاولات توريط إيران من أجل إثارة حرب كبرى في الشرق الأوسط. كما تطرقنا إلى الأزمات في منطقة الصحراء والساحل، والسودان، وأجزاء أخرى من أفريقيا وأفغانستان.
كما اغتنمنا هذه الفرصة للحديث عن تقييمنا الحالي لمجريات الأزمة الأوكرانية.
تحظى مبادراتنا المتعلقة بصياغة بنية أمنية أوراسية مستقلة وإنشاء آليات الدفع، التي لن تعتمد على نزوات وأهواء الغرب، باهتمام كبير، وكذلك أفكار لإصلاح المؤسسات العالمية حتى يعكس فيها الثقل الحقيقي لدول الأغلبية العالمية والجنوب والشرق العالمي، استجابة جيدة.
أود أن أهنئ الجميع باليوم الدولي لتعميم الانتفاع من المعلومات الذي يحتفل به اليوم. حيث بادرت منظمة اليونسكو بالاعلان عن هذا اليوم في عام 2015 وأرست حق كل فرد في الانتفاع من المعلومات وتلقيها ونشرها بحرية.
وفي هذا الصدد، أود أن أخبركم كيف يتم الاحتفال بهذا اليوم في ألمانيا. تفيد التقارير أنه تم في البلاد اعتقال زوجين يشتبه في قيامهما بتنظيم البث عبر الإنترنت لعدة قنوات تلفزيونية روسية. وبحسب إدارة الجمارك الألمانية، فإن المشتبه بهما هما ألماني يبلغ من العمر 37 عامًا وزوجته البالغة من العمر 42 عامًا تحمل الجنسية الأوكرانية، الذين يواجهان حكماً يقتضي بالسجن لمدة أكثر من سنة واحدة. هكذا هنأت إدارة الجمارك الألمانية بيوم "الانتفاع" من المعلومات، الأشخاص الذين أرادوا نشرها بحرية.
سؤال (ترجمة من الإنكليزية): التقى الرئيس السابق دونالد ترامب أمس مع فلاديمير زيلينسكي، ووعد الأول بأنه في حال فوزه بالانتخابات في تشرين الثاني/نوفمبر، فإنه سيتم تسوية مسألة الحرب بسرعة. كيف يمكنكم التعليق على هذا؟ ما رأيكم في هذا اللقاء؟
سيرغي لافروف: لقد صرح دونالد ترامب قبل عدة أشهر إنه سيحتاج إلى 24 ساعة للقيام بذلك، أما الآن الصياغة مختلفة.
أياً كان الأمر نحن نرحب بأي مبادرات من شأنها أن تؤدي إلى النتيجة المرجوة. لكن لا يمكن أن يكون هناك سوى طريقة واحدة، وهي حل هذه المشكلة على أساس إزالة الأسباب الجذرية للأزمة الأوكرانية. وهذه الأسباب تتمثل، قبل كل شيء، في حقيقة أنه على الرغم من الضمانات التي تم تقديمها لنا، إلّا أن حلف شمال الأطلسي استمر في التوسع، ولم يف الغرب بتعهداته، التي تمت الموافقة عليها على أعلى مستوى في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، والتي تتمثل بضمان عدم قيام أي طرف بتعزيز أمنه من خلال تقويض أمن أي دولة أخرى، وعدم ادعاء أي منظمة في فضاء منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بالهيمنة.
لكن هذا ما فعله حلف شمال الأطلسي بالضبط، حيث قام بتوسيع رقعة تواجده، من خلال "ابتلاع" الدول، واستغلال أراضيها لنشر معداته العسكرية وبنيته التحتية، وهنا كانت أوكرانيا هي الدولة التالية في هذه القائمة. هذا الأمر شكل خطراً مباشراً يهدد أمن روسيا الاتحادية، حيث تضمنت خطط الناتو إنشاء قواعد عسكرية في شبه جزيرة القرم على بحر آزوف ونشر أسلحتهم هناك، التي كادت أن تشكل خطراً من شأنه أن يهدد دولتنا. وبالتالي لا يمكننا السماح بذلك أبداً.
ضمان أمن الدولة هي مسألة مهمة دوماً وأبداً. ونحن بحاجة إلى هذا الأمن ليس كشيء مجرد، ولكن كشيء يحتاجه الناس العاديون. حالياً يصرح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وممثله إن موقف المؤسسة الدولية لا يجوز انتهاكه، وهذا الموقف يدعو إلى حل الأزمة في أقرب وقت ممكن على أساس القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ووحدة أراضي أوكرانيا. وهنا أقول أنه يتعين على الأمين العام معرفة الميثاق بشكل معمق ومفصل أكثر، وأنا تطرقت للتو إلى هذا الأمر في الجلسة العامة.
أهم شيء بالنسبة لي في هذه الوثيقة (وعلى ما يبدو أن الآباء المؤسسين للمنظمة كانوا يفكرون بنفس الطريقة) هو أن المادة الأولى تعلن عن ضرورة احترام حقوق كل شخص، بغض النظر عن العرق والجنس واللغة والدين.
إن الزملاء في الغرب يضعون حقوق الإنسان في المقدمة لأي سبب أو بدونه. لقد بذلوا قصارى جهدهم لضمان هذه الحقوق في "ميثاق المستقبل" بشكل مفرط، وإبرازها في المقدمة تقريبًا. حتى أن الميثاق ينص على إنه ينبغي منح مجلس حقوق الإنسان بعض الصلاحيات المستقلة عن الدول الأعضاء. ولكن في حالة الأزمة الأوكرانية، فإن الغرب لا يتذكر حقوق الإنسان على الإطلاق.
أنا اقتبست أثناء حديثي وتحدثت عن ضرورة احترام حقوق كل شخص، بغض النظر عن اللغة أو الدين. حيث ذكّرت الجمعية العامة اليوم بأنه تم اجتثاث اللغة الروسية في أوكرانيا على المستوى التشريعي (من التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة حتى الجامعات). وقد تم بالفعل طرد جميع وسائل الإعلام الناطقة بالروسية من أوكرانيا أو تم إغلاقها. وفي المجال الثقافي، يتم التخلص من الكتب باللغة الروسية من المكتبات، كما كان الحال في ألمانيا النازية. بالاضافة إلى ذلك تم اعتماد مشروع قانون يحظر الكنيسة الأرثوذكسية. مع أن دستور أوكرانيا لا يزال ينص على أن الدولة تضمن حقوق الروس والأقليات القومية الأخرى، بما في ذلك التعليم وما إلى ذلك.
نحن غير قادرين الحصول على إجابة لا من الغرب ولا من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حول السؤال التالي: لماذا يصمت الجميع عندما يكون هناك الكثير من المبادرات المطروحة حول طرق التسوية؟
الشيء الرئيسي هو قضية ضمان المسائل الأمنية من وجهة نظر عدم جواز انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي أو أي تكتل عسكري آخر وقضية حقوق الإنسان.
الأمر لا يتعلق بالأراضي، كما يطلب فلاديمير زيلينسكي، عندما يقول، أعطونا إياها بحدود عام 1991. نحن لا نتحدث عن الأراضي، بل عن السكان الذين عاشوا على هذه الأراضي لعدة قرون، وقاموا بتطويرها، وبنوا المصانع والطرق والسفن وغير ذلك بكثير. هذه هي الأسباب الحقيقية.
في حال نجح دونالد ترامب في إلغاء هذه القوانين، التي نتحدث عنها، فسيكون هذا بالفعل خطوة إلى الأمام. والأمر أسهل مما نتصور، علينا فقط اللجوء إلى التصويت.
ولكن هناك نقطة أخرى لم يذكرها أحد الآن أيضًا، مع العلم أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لفت الانتباه حول هذا الأمر مرارًا وتكرارًا. والحديث يدور عن أنه يوجد في أوكرانيا مرسوم صادر عن فلاديمير زيلينسكي يحظر المفاوضات مع روسيا. لذلك، لا أستطيع التكهن حول مسألة كيف سيقومون بإعداد "العملية".
على كل حال موقفنا واضح تماماً، وهو أنه يجب معالجة الأسباب الجذرية، التي يعرفها الجميع.
سؤال (ترجمة من الإنكليزية): روسيا تدعو إلى بناء نظام متعدد الأقطاب، والتعاون بين القوى الرائدة من أجل جعل هذا العالم أفضل قليلًا. هل تعتقد أن الحرب في الشرق الأوسط، إذا انتصرت إسرائيل وحلفاؤها، ستضعف روسيا والعقيدة الروسية المتعلقة ببناء نظام متعدد الأقطاب؟ ما الذي يمكن أن تفعله روسيا من أجل ضمان استمرار بناء هذا العالم على أساس التعاون بين القوى الرائدة، دون السماح بأن تكون هناك قوة مهيمنة واحدة في الشرق الأوسط في المقام الأول؟
سيرغي لافروف: الحديث لا يدور عن كيف ستؤثر هذه المآسي (بدون مبالغة) المتمثلة بالأحداث الجارية في الشرق الأوسط، أو لن تؤثر على مواقفنا على الساحة الدولية، نحن نريد فقط إنقاذ حياة الناس.
في أعقاب الهجوم الإرهابي الذي وقع يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، والذي قمنا بإدانته بشدة، استشهد بحسب الإحصائيات الأخيرة خلال عام واحد (منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023) 41 ألف فلسطيني من المواطنين المدنيين وأصيب نحو 100 ألف شخص بجروح، ولا تزال الأرقام في تزايد في الأراضي الفلسطينية، كل ذلك نتيجة الحملة التي تنفذها إسرائيل والعقاب الجماعي بحق الفلسطينيين.
وللمقارنة، بعد الانقلاب في أوكرانيا عام 2014، عندما أعلن الانقلابيون، الذين وصلوا إلى السلطة، أن الأشخاص الذين يعيشون في شرق البلاد هم إرهابيون، وبدأوا حربًا أهلية ضدهم، حيث قتل خلال هذه السنوات العشر، من المدنيين على جانبي الصراع الأوكراني أقل بمرتين ونصف من عدد الفلسطينيين الذين قتلوا في عام واحد. هذه إحصائية معبرة، وهي مستمرة في التغير. لذلك نحن مهتمون بوضع نهاية فورية لهذه المذبحة.
لقد أغلق الأميركيون كافة الآليات القائمة التي تهدف لتعزيز عمليات التسوية في الشرق الأوسط. والحديث يدور قبل كل شيء عن "اللجنة الرباعية" للوسطاء الدوليين، والتي ضمت روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي. الآن تريد الولايات المتحدة احتكار جهود الوساطة وتنظم صيغاً مختلفة: إما مع الأردنيين، أو مع المصريين، أو مع زملائهم القطريين. لكن المشكلة تكمن في أن الأميركيين ما زالوا يحاولون إدارة كل هذا بأنفسهم. والولايات المتحدة هي التي تعد الأوراق التي تعرض على الجميع والتي يعتبرونها تسمح بإنهاء الصراع.
لكن إسرائيل تزيد من مطالبها في كل مرة، وما حصل بالأمس في بيروت هو جريمة قتل سياسية أخرى. أنا سمعت الرئيس الأمريكي جو بايدن يقول إن هذا القرار كان صحيحاً. هذا يعني أن لديهم موقفًا مختلفًا تجاه كيفية التصرف في النزاعات وما الذي يجب الاسترشاد به. هل تتذكرون كيف أبدت وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك هيلاري كلينتون إعجابها وضحكها وهي تنظر إلى الشاشة التي عرض عليها مباشرة الرئيس الليبي القذافي الملطخ بالدماء؟ أو زميلتها مادلين أولبرايت التي قالت، في معرض تعليقها على العمليات التي شنها العدوان الأمريكي على العراق، إن الديمقراطية تستحق موت 400 ألف إنسان. والجميع يعلم أنه لم تكن هناك أسلحة دمار شامل في العراق، كما أعلن الأمريكان لتبرير غزوهم.
فالولايات المتحدة تريد احتكار العمليات ليس فقط في منطقة الشرق الأوسط. إنهم يريدون التحكم في منطقة الهندي والهادئ أيضًا. ولتحقيق هذا الهدف يتم إنشاء تجمعات وتكتلات مختلفة مثل "أوكوس" والرباعية (نيوزيلندا وأستراليا واليابان وكوريا الجنوبية). كما يتم استقطاب الفلبين أيضًا إلى تكتل مماثل، مما يشير إلى إنه لديهم نشاط واسع النطاق. وعندما يتعاملون مع القضايا الإقليمية، فإنهم يفكرون في شيء واحد فقط وهو كيف يمكن الحفاظ على هيمنتهم والتحكم بكل شيء.
روسيا ليس لديها مثل هذه المطامع. وأود القول أنه من غير الإنساني أن نغض الطرف عن مئات الآلاف من الضحايا بينما يستمر البعض في التحرك نحو الهدف الرئيسي وهو البقاء في موقع الهيمنة.
سؤال: كان هناك الكثير من الحديث في هذه الجمعية العامة عن إصلاح الأمم المتحدة. كما تحدث الرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب عن هذا الموضوع واقترح طرد روسيا من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. هل هذا ممكن؟ كيف يجب التعامل مع مثل هذه المقترحات؟
سيرغي لافروف: "الشباب الفنلندي من أصحاب الرؤوس الساخنة" هم أشخاص مميزون.
أنا أعرف ألكسندر ستوب جيدًا منذ أن كان وزيرًا لخارجية فنلندا. بعد انتهاء حرب "الأيام الخمسة" التي شنها ميخائيل ساكاشفيلي في أوسيتيا الجنوبية ضد قوات حفظ السلام الروسية، قام ألكسندر ستوب بزيارة تبليسي وتوقف في موسكو في طريق العودة. أخبرني في لقاء ثنائي قبل إجراء المباحثات مع خبرائنا، عن انطباعاته بشأن اللقاء مع ميخائيل ساكاشفيلي. كان في حديثه صفة فاحشة واسم "السائر أثناء النوم". ليس من الصعب تخمين ما هي الصفة ذكرها ستوب. وعندما دعوته لأن يذكر هذه المعلومات أمام الجميع ويشير إلى حقيقة هذا الشخص، أجابني إن الأمر لا يستحق ذلك.
هناك العديد من القصص لدى الفولكلور الاسكندنافي. ولكن هناك شيء آخر يثير دهشتي أكثر، وهو أن ألكسندر ستوب يريد أن يكون أوكرانيًا "أكثر" من الأوكرانيين أنفسهم. أعلم أن ممثلي كييف يتحدثون باستمرار عن عدم شرعية روسيا الاتحادية، لأن ميثاق الأمم المتحدة يذكر "الاتحاد السوفيتي". وأود أن أشير إلى أن الميثاق يقول أيضا "جمهورية الصين" وليس "جمهورية الصين الشعبية". كل شيء بقي على ما كان عليه عندما تم إنشاء الأمم المتحدة، عندما كانت تايوان تمثل الصين. وعندما استعادت جمهورية الصين الشعبية حقوقها، وعندما أصبحت روسيا - خليفة الاتحاد السوفييتي، عضواً في مجلس الأمن، قرروا عدم تغيير أي شيء، لأن كل شيء كان واضحاً بالفعل.
فوجئت أكثر بما قاله الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في معرض حديثه عن إصلاح مجلس الأمن الدولي، أن "أوروبا ممثلة تمثيلًا زائداً". ومن بين أعضائها الدائمين في مجلس الأمن فرنسا وبريطانيا وروسيا الاتحادية. خلال اللقاء معه أمس، سألته: هل يعتقد فعلاً أننا مع لندن وباريس «مصنوعون من نفس القماش» ؟ فأجابني: "حسناً، ومن أنتم؟". أعتقد أن هذا الفهم للصورة الجيوسياسية للعالم يقود إلى أفكار «خطيرة»، باعتبار أن القائل هو الأمين العام للأمم المتحدة.
سؤال (ترجمة من الإنكليزية): بالأمس، كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حاضراً في مبنى الأمم المتحدة، وهو مبنى تم تشييده للحفاظ على السلام والأمن. بالأمس، قُتل زعيم حزب الله السيد حسن نصر الله خلال هجوم على بيروت. فهل قتله سيوقف إسرائيل، أم أنه سيرغب نتنياهو في "المضي قدماً" والسيطرة على جنوب لبنان؟
سيرغي لافروف: هذه ليست جريمة القتل السياسي الأولى. هل تتذكرون رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الذي قُتل في العاصمة الإيرانية خلال مراسم تشييع الرئيس السابق للجمهورية الإسلامية الإيرانية إبراهيم رئيسي؟ هذه ليست مجرد جريمة قتل سياسية، ولكنها جريمة تحدي للجميع. تذكرون تم استهداف القنصلية الإيرانية في سورية، حيث قُتل مواطنون إيرانيون أيضًا. والآن قُتل الأمين العام لحزب الله السيد نصر الله.
يبدو للكثيرين (وأنا منهم) أن إسرائيل تريد خلق ذريعة لجر الولايات المتحدة مباشرة إلى هذه الحرب، ولهذا السبب فإنها تستفز إيران وحزب الله بكل الطرق الممكنة. يبدو لي أن القادة الإيرانيين يتصرفون بمسؤولية كبيرة، وهذا الأمر يستحق التقييم.
هناك أيضًا أوجه تشابه مع أوكرانيا. في إشارة إلى إن زيلينسكي يبذل أيضًا قصارى جهده لإثارة مسألة توريط دول الناتو في الأعمال القتالية المباشرة. ثم يتنحى ببساطة جانبًا ويراقب المشهد الذي يعتقد أنه سينقذه.
لا أعتقد أن هذه هي الطريقة الصحيحة. وإنني على قناعة بأنه من الضروري وقف إراقة الدماء والتخلي عن الأساليب الإرهابية لتصفية الحسابات السياسية.
سؤال (ترجمة من الإنكليزية): هناك اعتقاد واسع النطاق بين أتباع حزب الله بأن إيران تخلت عنهم. وأن كل هذه الشعارات «سندعم حزب الله، سنقاتل معكم» لا تجدي نفعاً. وعندما جاءت اللحظة المهمة، كانت إيران كعادتها تراقب من خلال وسطاء ولم تتدخل في مثل هذه الأحداث. هل سيؤدي مقتل نصر الله إلى اتخاذ إجراءات انتقامية من قبل إيران؟
سيرغي لافروف: لا أعتبر أنه من حقي التعليق على أي شيء يتعلق بقضايا إيران ومصالحها. لا أستطيع الإجابة على الأسئلة حول ما ستفعله إيران. لأن هذا غير صحيح وليس من باب الأدب.
سؤال (ترجمة من الإنكليزية): أشار الرئيس فلاديمير زيلينسكي مرارًا وتكرارًا إلى إن روسيا تخطط لمهاجمة محطات الطاقة النووية الأوكرانية. كيف يمكنكم التعليق على هذا؟
كما تعلمون، فقد أنشأت البرازيل والصين وغيرهما من البلدان ذات التفكير المماثل منصة "أصدقاء السلام" للتوسط في حل الأزمة الروسية الأوكرانية. هل تدرس روسيا أي خطط للسلام في الجنوب العالمي؟
سيرغي لافروف: بالنسبة لتصريحات السيد زيلينسكي، فقد اعتاد الجميع منذ فترة طويلة على تصريحاته "الارتجالية". عندما كان يمارس مهنة التمثيل على خشبة المسرح، كان أداؤه أفضل لأنه لا يرتجل. "شقي كل من يرتجل".
هو صرح بأن كل بند من "صيغة السلام" تستند إلى مبادئ وقواعد ميثاق الأمم المتحدة. وهنا وصف زيلينسكي بشكل وقح المبادرة الصينية البرازيلية، قائلًا إنه من غير الواضح سبب طرحها، هل يريدون من خلالها الحصول على جائزة نوبل للسلام. وأضاف أنه لا توجد نسخ مختلفة لميثاق الأمم المتحدة بالنسبة لأجزاء مختلفة من العالم. ولا يوجد ميثاق منفصل لدول البريكس ومجموعة السبع وروسيا وإيران والصين والبرازيل. هذا هو "تكريم" زيلينسكي للجهود الصادقة التي بذلها الزملاء في الصين والبرازيل.
في المرحلة السابقة، ناقشنا خططهم خلال تواصلنا مع الزملاء، وسألت ما هو المحتوى المحدد لهذه المبادرة. رأيت بأن كل الكلمات في البنود الصينية والبرازيلية صحيحة، فهي تدعو إلى السلام والعدالة وتنفيذ القانون الدولي، ولا أحد يجادل مع هذا. ولم يخبرني أحد بعد كيف يخططون على وجه التحديد للتحرك نحو السلام، هذه المسألة لا تزال قيد الدراسة. كما تم الإعلان عن إنشاء "مجموعة الأصدقاء" التي لم تضم جميع الدول الحاضرة في الاجتماع. حيث تم إنشاء "المجموعة" في نيويورك على مستوى الممثلين الدائمين. ولا أعلم إلى أي مدى يمكن معالجة هذه المسألة بجدية من هنا، ولكنني على يقين من أن الممثلين الدائمين أشخاص موهوبون. دعونا نرى ما ينتجونه.
والأهم من ذلك، أن مبادرة الأمن العالمي التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ في شباط/فبراير 2023 المكرسة لتسوية أي صراعات، تشير إلى ضرورة الاتفاق حول القضاء على الأسباب الرئيسية للصراع.
وأسبابه الجذرية في أوكرانيا هي جر نظام كييف إلى حلف شمال الأطلسي، وهذا الهدف لا يزال على جدول الأعمال، حيث يكرر ينس ستولتنبرغ وممثلو الحلف الآخرون هذا بانتظام وبإصرار يحسد عليه. والسبب الثاني هو حقوق الإنسان. حظر اللغة الروسية والثقافة والتعليم والكنيسة الأرثوذكسية على المستوى التشريعي. علماً أنه في إسرائيل، لم يحظر أحد اللغة العربية رسميًا، لكن زيلينسكي حظر اللغة الروسية، على الرغم من أن التحدث بها ليس فقط من قبل ممثلي القومية الروسية، ولكن أيضًا من قبل غالبية سكان أوكرانيا.
ولا يمكن لأشخاص محددين على مستوى الممثلين الدائمين الذين سيشاركون في تجسيد هذا المفهوم أن يتجاهلوا هذه الحجج والأسباب الجذرية. ويتعين عليهم أن يسترشدوا بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة ليس بشكل انتقائي، وإنما بشكل شامل ومترابط.
حقوق الإنسان هي أحد مبادئ ميثاق الأمم المتحدة التي تم انتهاكها بشكل صارخ. وحتى الدستور الأوكراني يتضمن التزامات باحترام حقوق الأقليات القومية في جميع الجوانب. عند تفسير مبدأ وحدة الأراضي، لا يمكن تجاهل علاقته بمبدأ تقرير مصير الشعوب. وفي هذا الصدد هناك أيضًا إجماع حول هذه المسألة، حيث اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1970 بالإجماع إعلانًا أقر أنه من الضروري احترام وحدة الأراضي لتلك الدول التي تمثل حكوماتها جميع السكان الذين يعيشون في هذه المنطقة.
والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا قبل الجميع إعلان كوسوفو كدولة مستقلة من جانب واحد بكل هدوء في عام 2008؟ وقتها أشادت الولايات المتحدة بهذا الاعتراف، قائلة إنه مظهر من مظاهر حق الشعوب في تقرير المصير. وبالمناسبة، لم يكن هناك أي عمليات عسكرية في كوسوفو.
وبعد سنوات قليلة، في عام 2014، بعد انقلاب دموي في أوكرانيا، ذهب الفاشيون الذين استولوا على السلطة إلى الحرب في شبه جزيرة القرم، وعلى خلفية ذلك أجرى سكان القرم استفتاءً. حينها رفض الأميركيون الاعتراف بالاستفتاء بحجة أن الوضع الحالي ينطبق عليه مبدأ وحدة الأراضي.
المهم في هذه القضية هو أن من يريد تقديم المساعدة الصادقة وإيجاد نهاية لهذه الأزمة، يجب أن يدرك الأسباب الحقيقية. ومن الضروري الاعتماد على ميثاق الأمم المتحدة في مجمله وترابط مبادئه. هذا هو رجائي ورسالتي لأولئك الذين سيعملون في مجموعة "أصدقاء السلام".
سؤال: صرح ممثلو الانفصاليين الذين ينشطون في مالي على قناة فرانس 24 التلفزيونية أنهم على تواصل مع أوكرانيا. كيف يمكن لروسيا، وهي حليفة لمالي، أن تعلق على حقيقة وجود اتصالات بين المعارضين لدولة مالي وأوكرانيا؟ ما الذي يجب فعله حتى يتمكن المجتمع الدولي من محاسبة أوكرانيا على ذلك؟
سيرغي لافروف: لقد علقنا بالفعل على هذا الوضع. لقد ثبت بالحقائق أن الأوكرانيين يعملون مع المنظمات الإرهابية التي تقاتل الحكومة الشرعية في مالي. ومنذ وقت ليس ببعيد وقع هجوم على مجموعة من الجنود الماليين أسفر عن عدد كبير من القتلى. وهذه الجريمة من فعل الإرهابيين المرتبطين بالأوكرانيين.
هذه ليست المنطقة الوحيدة على هذا الكوكب. فعلى سبيل المثال لدى الأوكرانيون أيضًا اتصالات مع التنظيم الارهابي "هيئة تحرير الشام" الذي لا يزال يسيطر على الأراضي السورية في منطقة خفض التصعيد بإدلب، حيث يقوم الجانب الأوكراني بتجنيد المسلحين لإرسالهم إلى ساحات القتال، أو مساعدتهم في التحضير لعمليات استفزازية.
الجدير بالذكر أنه بعد مقتل أفراد عسكريين ماليين على يد الإرهابيين، ناشدت مالي والنيجر وبوركينو فاسو مجلس الأمن الدولي من أجل إدانة مثل هذه الأنشطة التي تقوم بها أوكرانيا. والنتيجة هي أن اثنتين من هذه الدول قطعت العلاقات الدبلوماسية معها.
هذه أعمال قطاع الطرق، وسنبذل قصارى جهدنا حتى تحصل البلدان الأفريقية، التي ترغب في العيش بشكل مستقل واختيار مساراتها التنموية، على الدعم في مجال الأمن والقدرة الدفاعية، ونحن نقوم بذلك.
سؤال (ترجمة من الإنكليزية): سؤال حول المبادرة الصينية البرازيلية. أشار البيان يوم أمس إنه يأخذ بعين الاعتبار المصالح المشروعة للطرفين. هذا ما قيل بعد الكلمة التي ألقيتموها. هل تعتقدون أن هذه الخطة ستساعد في الخروج من المأزق الذي نشهده اليوم؟ وكما قلتم يجب معالجة الأسباب الجذرية. هل تم ذكرها بوضوح في بيان يوم أمس؟
سيرغي لافروف: اقرأ ما قمتم باقتباسه وقارنه بما قلته لكم للتو. لم أر خطة عمل في الوثيقة، ولكن فقط إعلان نوايا، الذي يشير إلى إنه يتعين الكفاح من أجل كل شيء جيد ضد كل شيء سيء.
منذ سنوات عديدة، تم بحث الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مرة أخرى في مجلس الأمن الدولي. حينها قام الوسطاء "الأربعة" ("الرباعية" - روسيا والولايات المتحدة والأمانة العامة للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي) بوضع "خارطة طريق" للتسوية الفلسطينية الإسرائيلية من خلال إنشاء دولة فلسطينية مستقلة. وهذه الخطة مدتها سنة واحدة للتنفيذ، حيث تم وضع الخطوات التي يجب اتخاذها كل شهر. كانت تلك هي الخطة لكن لم يتحقق شيء. وإلّا لما رأينا الحرب التي تُشن الآن في الشرق الأوسط.
نصيحتي للأشخاص الذين سيعملون في نيويورك كجزء من مجموعة "أصدقاء السلام" هي قراءة ميثاق الأمم المتحدة. وأنا تحدثت بأكبر قدر ممكن من التفاصيل سواء في الجلسة العامة أو في مجلس الأمن الدولي، بمعنى الجميع يعرف الحقيقة منذ زمن طويل.
بدأت الأمور منذ الانقلاب في أوكرانيا. طوال هذه السنوات كنا نحذر من "الانجرار" إلى مسألة الانضمام إلى الناتو، وعدم الحاق الضرر بحقوق المواطنين الروس. لكن زيلينسكي قبل ستة أشهر من العملية العسكرية الخاصة، صرح خلال مقابلة، ردًا على سؤال حول شعوره تجاه الأشخاص المقيمين على الجانب الآخر من منطقة دونباس، الذين لم يقبلوا الانقلاب، والذين بدأ نظام كييف القتال ضدهم، أن "هناك أناس وهناك مخلوقات - أفراد". وفي مرة أخرى قال إنه "إذا كنت تشعر بأنك على علاقة بالثقافة الروسية وتعيش في أوكرانيا، انقلع من هنا إلى روسيا". ومع ذلك لم يكن هناك رد من أحد على هذه التصريحات.
أما فروبليفسكي سفير أوكرانيا لدى كازاخستان، فقد أشار خلال مقابلة، إلى إن هدفهم الرئيسي هو قتل أكبر عدد ممكن من الروس حتى يكون لدى أطفالهم عمل أقل للقيام به. والسؤال هل قام أحد من الصحفيين بلفت انتباه قرائهم إلى هذا الأمر؟ أنا لا أتذكر.
هذا سؤال هام. ولا يكفي مجرد مراعاة المصالح. لا أفهم شيئًا واحدًا فقط: كيف تواجد الفرنسيون والسويسريون في اجتماع الأمس؟ إنهم يدافعون بشكل فعّال عن أوكرانيا، ويطالبون بتحقيق النصر على روسيا الاتحادية، ويزودونهم بأسلحة وصواريخ بعيدة المدى. سألت زميلي من الصين: قال إنهم كانوا يترجون كثيرًا، وقد تقرر بشكل جماعي دعوتهم كمراقبين.
إذاً هناك الكثير من العمل أمام هذه المجموعة يجب القيام به، ونحن على استعداد لمساعدتهم بالمشورة. المهم في الموضوع هو أن يتم بناء جميع مقترحاتهم على أساس الواقع، ولا يأخذونها من المحادثات المجردة.
سؤال (ترجمة من الإنكليزية): سؤالي هو متابعة للسؤال الذي طرحته في العام الماضي. هل يمكن أن تخبرني ما إذا كانت هناك أي مفاوضات بشأن الأطفال الأوكرانيين الذين تم نقلهم إلى روسيا؟ قلتم أن هناك حوالي مائة منهم فقط. لكن بحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر، هناك 19 ألفاً منهم، على حد علمي، بعض الدول مثل قطر تلعب دور الوسيط في هذه المسألة.
سيرغي لافروف: نحن نقوم بنشر مثل هذه المواد. هل لديكم ممثل في موسكو؟
سؤال (ترجمة من الإنكليزية): لا. لقد انتقلت إلى وسيلة إعلام أخرى.
سيرغي لافروف: لقد تم تحديث المعلومات منذ اجتماعنا الأخير عدة مرات. لن أذكر الأرقام مرة أخرى. لكننا قمنا بدعوة العديد من الصحفيين الأجانب لحضور عدد من الإحاطة الاعلامية ذات الصلة.
منذ بعض الوقت، ظهرت حقائق مفادها أنه تم العثور في ألمانيا على العديد من الأطفال (المئات) الذين كانوا مدرجين في قوائم "المختطفين" المزعومين من قبل روسيا. هناك الكثير من "الفتيان" الذين يعانون من هوايات غير تقليدية. هذا ليس سؤالاً سهلاً.
ماريا زاخاروفا: نود أن نكرر دعوتنا بصفتكم الجديدة لزيارة روسيا وإجراء مقابلات مع المسؤولين. نحن في انتظاركم.
سؤال (ترجمة من الإنكليزية): أدى بيع روسيا منظومة إس-400 لتركيا إلى خلق توتر في العلاقات مع الولايات المتحدة. ومؤخرًا، اقترح وزير تركي سابق أن تركيا يمكنها بيع منظومة إس-400 إلى دول ثالثة، مثل الهند أو باكستان. كيف سيكون رد فعل روسيا على مثل هذا الصفقة المحتملة للمنظومة؟ وما هي عواقب ذلك على العلاقات الروسية التركية؟
سيرغي لافروف: منظومة إس-400 هو نظام دفاع صاروخي. وتم تسليمه إلى تركيا. ليس لدي ما أعلق عليه.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رجل دولة ذو خبرة، وهو يتخذ القرارات في أي قضية انظلاقاً من مصالح شعبه والدولة.
"الإضافة" الوحيدة. يوجد في عقود بيع الأسلحة مادة تتحدث عن شهادة المستخدم النهائي. ومن أجل القيام بأي شيء تجاه الأسلحة المزودة بهذه الشهادة، والتي تحدد ماهية الدولة التي تلقت الأسلحة باعتبارها المستخدم النهائي، يلزم الحصول على موافقة الطرف الذي قام بتوريد هذه الأسلحة.
سؤال (ترجمة من الإنكليزية): قال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إن الحرب في أوكرانيا لم تكن لتبدأ لو كان رئيساً. وفي حال تم إعادة انتخابه، فسوف تنتهي الحرب في اليوم الأول. كيف سيكون رد فعل روسيا على اقتراح دونالد ترامب للسلام في حال أعيد انتخابه؟ ما هي الشروط التي يجب أن تتوفر حتى توافق روسيا على ذلك؟
سيرغي لافروف: فيما يتعلق بالسيد ترامب، وتصريحاته حول أنه لم تكن الحرب لتبدأ لو أن ...
يمكنني أيضاً أن أعرض بعض الأحداث السابقة ونعود إلى أحداث شباط/فبراير 2014. حيث قام رئيس أوكرانيا آنذاك فيكتور يانوكوفيتش بالتوقيع على اتفاق بإجراء انتخابات مبكرة مع معارضته، التي جلبت مئات الأشخاص إلى الساحة الرئيسية بأموال غربية (كانت هناك احتجاجات لا نهاية لها). وقبل إجراء هذه الانتخابات سيتم تشكيل حكومة وحدة وطنية. وكان ذلك بضمان كل من ألمانيا وفرنسا وبولندا. وفي صباح اليوم التالي، استولت المعارضة على المباني الحكومية. سألنا لماذا فعلوا هذا. رد الزملاء الألمان والفرنسيون بأن الديمقراطية تتخذ في بعض الأحيان "منعطفات" لا يمكن التنبؤ بها. حينها كان هذا أيضاً تصريح الأمريكيين.
ولو تم تنفيذ ذاك الاتفاق، لكانت أوكرانيا ضمن حدود عام 1991 التي يتحدث عنها فلاديمير زيلينسكي. ومن طلب منهم تقويض شرعيتهم؟ طالما بقي هذا النظام في السلطة، فسوف يتم تقويضه. ولو ... لبقي شبه جزيرة القرم أيضًا في أوكرانيا. أريد أن يفهم الجميع. هذا إذا تم اتباع منطق "لو".
ولو تم تنفيذ اتفاقيات مينسك، التي تم التوقيع عليها بعد عام والتي نص عليها قرار مجلس الأمن الدولي، لكانت أوكرانيا موحدة، ولكن من دون شبه جزيرة القرم. لقد فقدوا شبه جزيرة القرم عندما أوصلوا قطاع الطرق إلى السلطة.
وفي شهر نيسان/أبريل 2022، تم في إسطنبول التوصل إلى اتفاق بين المفاوضين الروس والأوكرانيين. ولو تم تنفيذه، لكانت أوكرانيا قد احتفظت بجزء من منطقة دونباس. ولكن في كل مرة يتم فيها تقويض الاتفاق الذي توافق روسيا دائماً عليه، تصبح أوكرانيا أصغر حجماً.
فيما يتعلق باتفاقيات اسطنبول، أجرى أراخاميا رئيس الوفد الأوكراني، مقابلة مؤخرًا واعترف بأن رئيس الوزراء البريطاني آنذاك جونسون جاء إلى كييف وقال إنه ليست هناك حاجة إلى اتفاقيات، استمروا في القتال، وسوف نقوم بتوريد الأسلحة والأموال.
لقد قدمت لكم الحقائق. وإذا استمرت أوكرانيا في السير في طريقها الخاص واستخدمت بعض الحيل لكسب الوقت، فلن تنجح.
آمل أن يأخذ أصدقاؤنا الصينيون والبرازيليون والذين يشكلون جزءاً من مجموعة "أصدقاء السلام" بعين الاعتبار بشكل كامل سلوكيات وعادات القيادة الأوكرانية الحالية ومحاولاتها التي لا نهاية لها لاستدراج الجميع بالخداع إلى أرض هشة.
سؤال (ترجمة من الإنكليزية): سيشارك كل من الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف ورئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان في قمتي البريكس ورابطة الدول المستقلة، التي ستعقد في روسيا في شهر تشرين الأول/أكتوبر 2024. هل من المقرر عقد أي لقاء بين قادة البلدين لطرح مبادرات سلام جديدة أو مفاوضات بمشاركة روسية؟
سيرغي لافروف: كما يقولون، كل شيء يعتمد عليهما ("الأمر متروك لهما"). إذا أرادا الاجتماع كما اجتمع الوزراء هنا (في الولايات المتحدة الأمريكية) بمشاركة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين.
هناك رغبة جامحة لدى الأمريكيين في أن يكونوا مهيمنين هنا، تمامًا كما هو الحال في الشرق الأوسط. من المهم بالنسبة لهم أن يظهروا أنهم سادة. إذا كان هذا يناسب الأصدقاء في أذربيجان وأرمينيا، فهذا هو خيار الزعيمين.
نحن مستعدون دائمًا لتنفيذ ما اتفقنا عليه بمشاركتنا، بدءًا من تشرين الثاني/نوفمبر 2020. وعلى مدار عامين، التقى زعماء روسيا وأذربيجان وأرمينيا ثلاث مرات أخرى. ثم تم إنشاء مجموعة عمل ثلاثية بشأن رفع الحظر عن وسائل المواصلات. هناك آليات لتنفيذ ترسيم الحدود وغيرها من الأمور الأخرى. ونحن على استعداد للوفاء بجميع التزاماتنا المنصوص عليها في الاتفاقات.
سؤال (ترجمة من الإنكليزية): سؤال مقتضب حول اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد نصرالله. فما الذي يمكن أن تفعله روسيا لمنع انتشار هذه العمليات إلى سورية والعراق؟
سيرغي لافروف: أكرر مرة أخرى أننا نريد من مجلس الأمن الدولي أن يظهر إرادته ويؤدي مهامه. لديه أدوات تسمح له بالتأثير على الطرف الذي لا يلتزم بقراراته.
لا يسمح الأمريكيون للمجلس الدولي باتخاذ مثل هذه الإجراءات، وذلك لنفس السبب وهو أنهم يريدون الاحتفاظ بكل شيء في أيديهم. إن المشاكل الموجودة في العالم لم يعد من الممكن وضعها في يد واحدة أو حتى في يدين. هذا هو جوابنا.
لقد منعوا تمرير جميع المقترحات. حتى أن القرار الذي قدموه بأنفسهم لتبنيه كان عبارة عن "خطوة خادعة". حيث أعلن الأميركيون إن إسرائيل مستعدة لتنفيذه، وهذه كانت كذبة. نحن، توقعنا ذلك، امتنعنا ولم نعترض فقط لأن الأصدقاء العرب طلبوا منا أن نمنحها فرصة.
حول كيفية منع الصراع من الامتداد إلى بلدان أخرى. لقد أجبت بالفعل. وهذا ما نستطيع أن نفعله وسنفعله.
بناء على طلب الحكومة الشرعية، تتواجد قواتنا العسكرية في سورية للمساعدة في ضمان الأمن، وهذه القوات سوف تؤدي جميع مهامها.
وأكرر، لدي شعور بأن هناك من يريد استفزاز إيران أولاً، ومن ثم الولايات المتحدة، وإطلاق العنان لحرب شاملة في جميع أنحاء المنطقة.
سؤال (ترجمة من الإنكليزية): روسيا تدعو تركيا وسورية إلى تطبيع العلاقات. في حال حدث ذلك، فكيف سيؤثر ذلك على الأكراد السوريين؟
سيرغي لافروف: عقدنا اجتماعات بخصوص تطبيع العلاقات بين سورية وتركيا. وفي العام الماضي، التقى وزراء الدفاع والخارجية في إطار اجتماع روسيا وإيران وتركيا وسورية. وهذا الاجتماع يشبه "ترويكا" أستانا بشأن التسوية السورية بمشاركة الجمهورية العربية السورية نفسها.
كانت اللقاءات إيجابية. لقد تحدثت مؤخرًا هنا مع زميلي التركي، وتحدثت أيضاً عن هذا الأمر مع وزير الخارجية والمغتربين الجديد في الجمهورية العربية السورية، بسام الصباغ. في رأيي هناك أفكار لدى الجانبين، ينبغي أن تسمح باستئناف هذه العملية.
نعم أنتم على حق، ستكون القضية الكردية إحدى القضايا الرئيسية خلال هذه المفاوضات، إلى جانب قضايا الحد من مخاطر الإرهاب وضمان أمن الحدود.
على كل حال كانت هناك اتفاقيات بين البلدين على سبيل المثال اتفاقية أضنة لعام 1998. بطبيعة الحال من غير المرجح الآن أن تكون قابلة للتطبيق بشكل مباشر. لكن المفهوم الوارد في هذه الاتفاقية قابل للتنفيذ تماماً (بالطبع، تحتاج إلى تعديل)، وهذا المفهوم يتضمن التعاون بين سورية وتركيا لضمان أمن الحدود وقمع الجماعات الإرهابية.
هناك مشكلة كبيرة تتمثل في أنشطة الولايات المتحدة، التي تريد أن تفعل كل شيء على طريقتها هنا أيضًا. متجاهلين مصالح تركيا وسورية، وها هي قواتها تتواجد بشكل غير قانوني على أراضي الجمهورية العربية السورية - على الضفة اليسرى لنهر الفرات، حيث أنشأت هناك هيكلية تحاكي مؤسسات الدولة. إنهم يستخرجون النفط السوري ويحصدون الحبوب ويبيعونها ويستخدمون هذه الأموال لدعم من هم تحت وصايتهم.
أنا مقتنع بأن المنظمات الكردية يجب أن تنأى بنفسها بشكل قاطع عن الإرهاب، وأن تفهم أخيرًا أنه ليس أمامها خيار آخر سوى العيش داخل الدولة السورية. وفي مرحلة ما، كنا على استعداد لتقديم خدمات الوساطة لدينا، حيث اجتمعنا بالفعل مع قادتهم وهم يعرفون موقفنا. لقد لجأوا إلينا طلباً للمساعدة عندما أعلن الرئيس دونالد ترامب أن قواته ستغادر سورية. بالفعل جاء ممثلون عن الأكراد للتحدث معنا. وبعد أيام قليلة قال الأمريكيون إنهم غيروا رأيهم ولن يغادروا المكان، ولهذا فقد الأكراد الاهتمام بإجراء المحادثات. وبالتالي أرى أن ما جرى هو تعبير عن موقف انتهازي ولا يعكس رؤية طويلة الأمد لمستقبل الشعب الكردي، في تأكيد إلى إنهم بحاجة للتفاوض مع دمشق. وكما أفهم فإن الجيران الأتراك مستعدون للمساعدة في هذا الأمر.
سؤال (ترجمة من الإنكليزية): بعد رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اقتراح وقف إطلاق النار، هل يمكن تنفيذ القرار 2735 في ظل التصعيد في المنطقة؟
سيرغي لافروف: فيما يتعلق بالقرار 2735، أنتم توجهون سؤالكم إلى العنوان الخطأ وتتساءلون عما إذا كان من الممكن تنفيذه الآن. هذا سؤال يجب توجيهه، أولا وقبل كل شيء، لإسرائيل وللولايات المتحدة أيضاً، الذين أكدوا أن هذا القرار من شأنه أن يخفف التوتر بشكل كبير ويساهم في وقف التصعيد. هذا كان تصريح من شخصيات جادة لكن تبين أنهم خدعونا جميعاً. ولا أرى رغبة إسرائيلية في تنفيذ أي خطط للسلام.
سؤال (ترجمة من الإنكليزية): سؤال حول أوكرانيا. لقد صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن رفع القيود المفروضة على استخدام الصواريخ بعيدة المدى التي يزود الغرب أوكرانيا، سيكون بمثابة إعلان حرب. كما نفهم، فإنهم الآن على وشك الإعلان عن رفع هذه القيود. ربما ستقتصر على 20-40 كيلومترا، ومع ذلك يمكن أن يحدث هذا الأمر.
سيرغي لافروف: لقد أجبت بالفعل على هذا السؤال.
سؤال (ترجمة من الإنكليزية): أنتم قلتم للتو إنكم ترغبون في أن يتولى مجلس الأمن الدولي مسؤولية منع نشوب حرب واسعة النطاق في المنطقة. ما هي الأدوات التي تعتقد أن مجلس الأمن الدولي يمكن أن يستخدمها في ظل الاستخدام المستمر لحق النقض، وخاصة فيما يتعلق بقطاع غزة؟ هل ينبغي النظر في الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة؟
سيرغي لافروف: لقد قلت بالفعل أن مجلس الأمن الدولي لديه القدرة، التي تشمل الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. على الرغم من أنه يجب تنفيذ جميع قرارات مجلس الأمن الدولي. هذا ما تنص عليه المادة 25 من ميثاق المنظمة. الفصل السابع إلزامي بحق الذين تم توجيه إليهم متطلبات القرار ذي الصلة الصادر عن مجلس الأمن الدولي.
على سبيل المثال، هناك مطلب بـ "وضع على الطاولة"، قرار وقف توريد الأسلحة في أي صراع عندما يزداد الوضع تأزماً. من الطبيعي أن الجميع يدرك أن الأميركيين سوف يستخدمون حق النقض (الفيتو) ضد ذلك، كما فعلوا من قبل.
من الممكن اقتراح عقوبات ضد أولئك الذين لا يلتزمون بتنفيذ مطالب مجلس الأمن الدولي. واثق من أن الأمريكيين سيستخدمون حق النقض ضد هذا الاقتراح أيضًا. هناك أدوات. لا داعي للاستسلام لأن بسبب حظر القرار. لا يمكن دائمًا حظر القرارات من دون الإضرار بسمعة الجهة التي تحظر. ربما يكون لهذا الأمر تأثيراً. على كل حال كما يقول المثل في روسيا: من جد وجد ومن سار على الدرب وصل. الوضع معقد.
سؤال (ترجمة من الإنكليزية): صرح بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي أمس إن "ذراع إسرائيل الطويلة" يمكن أن تطال الجميع في الشرق الأوسط. وبالتالي إذا ما أخذنا بعين الاعتبار اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، هل تتوقعون أي آفاق لتسوية سلمية في منطقة الشرق الأوسط؟
سيرغي لافروف: لقد أجبت بالفعل عدة مرات حول موقفنا تجاه ما يحدث. يجب أن يتوقف القصف بشكل عاجل.
سؤال (ترجمة من الإنكليزية): هل تستطيع روسيا الموافقة على توسيع العضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي من 5 إلى 10 أعضاء؟ هل يمكنك التعليق على هذه المسألة؟
سيرغي لافروف: فيما يتعلق بإصلاح مجلس الأمن الدولي، لم أسمع بفكرة ضرورة وجود 10 أعضاء دائمين. هناك الكثير من الأفكار المطروحة.
موقفنا معروف جيداً وهو أنه يجب تعزيز المجلس حصراً من خلال مرشحين من أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية. ولا يمكن أن تكون هناك زيادة في عدد الدول الغربية وحلفائها (مثل اليابان).
سؤال (ترجمة من الإنكليزية): هل يمكنكم التعليق على التعديلات التي طرأت على العقيدة النووية الروسية والتي أعلن عنها مؤخراً الرئيس فلاديمير بوتين؟ هل هذه إشارة للغرب؟ إذا كان الأمر كذلك، فما نوع الإشارة التي تريد موسكو إرسالها؟
سيرغي لافروف: الرئيس فلاديمير بوتين تحدث بإسهاب عن هذا الموضوع وكل شيء واضح هناك دون أي استثناءات.
عندما نقول شيئًا ما علنًا (خاصة الرئيس فلاديمير بوتين)، فإننا ننطلق من حقيقة أن أولئك المهتمين بنهجنا يسمعونه حتماً. أما كيف يفهمون هذا النهج فليس من حقي أن أحكم.
وعندما يصبح من الواضح بشكل قاطع ما إذا كانوا سيمنحون أوكرانيا الإذن بالحصول واستخدام أسلحة بعيدة المدى، فسوف يتبين لنا كيف فهموا ما سمعوه.
سؤال (ترجمة من الإنكليزية): ستعقد قمة البريكس بعد ثلاثة أسابيع. هل من المتوقع مشاركة دول من أمريكا اللاتينية؟ ما هو موقف روسيا تجاه الوضع السياسي في أمريكا اللاتينية؟
سيرغي لافروف: بالتأكيد ليس مثل مبدأ مونرو.
لدينا علاقات مبنية على الاحترام مع جميع شركائنا. إن أميركا اللاتينية تشكل قطباً قوياً للنظام العالمي الناشئ المتعدد المراكز. والآن مجموعة دول أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي تتنفس الصعداء مرة أخرى بعد وصول الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا إلى السلطة. هناك العديد من المبادرات، بما في ذلك تلك التي تهدف إلى إنشاء آليات تسمح لممارسة التجارة والتعاون والاستثمار، من دون الاعتماد على صندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية، المؤسسات التي تسيطر عليها الولايات المتحدة.
فيما يتعلق بآفاق توسع البريكس. في هذه المرحلة، يرى جميع الأعضاء أنه من المستحسن عدم اتخاذ قرارات جديدة بعد وتكييف اتحادنا المكون من البلدان ذوي التفكير المماثل مع الظروف الجديدة. كنا خمسة، وأصبحنا الآن عشرة أعضاء. بالطبع الأمر يتطلب نوعاً ما من التكيف والدخول السلس للأعضاء الجدد في العمل، مع مراعاة التقاليد التي تطورت على مدار سنوات من عمل مجموعة البريكس "الخماسية".
سيتم النظر في قمة كازان في التوصيات التي طلبها الزعماء في عام 2023 في قمة جوهانسبرج - لتقديم مقترحات حول الشكل الذي يمكن أن تبدو عليه الفئة الجديدة (الدول الشريكة في البريكس)، والتي ستكون على أساس دائم، وليس كمدعوين، وإنما كشركاء يشاركون تقريبًا في معظم أنشطة المجموعة.
هناك قوائم بمثل هؤلاء المرشحين. سيكون هناك حوالي 20 دولة على استعداد لأن يصبحوا شركاء. ويريد عشرات آخرون أو نحو ذلك الحفاظ على اتصالات منتظمة، دون الحصول بالضرورة على صفة الشريك. القرار متروك للرؤساء. "ليس في يدي" أن أحكم مسبقا على كيفية التوصل إلى اتفاق الآن. سيتم الإعلان عنه.
سؤال: لقد ذكرت جورجيا في خطابك اليوم. كيف يمكنكم التعليق على التصريحات الأخيرة للمسؤولين الجورجيين بأن ميخائيل ساكاشفيلي هو من بدأ الحرب؟ هل تعتقدون أنه من الممكن التوصل إلى أي اتفاقيات جديدة بين جورجيا وأوسيتيا الجنوبية وأبخازيا؟
سيرغي لافروف: من الواضح أن القيادة الجورجية الحالية تقيم الماضي بصدق. هذا ما أعلنوا عنه إنهم يريدون المصالحة التاريخية. والأمر متروك للبلدان نفسها ـ أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية ـ لاتخاذ القرار بشأن الشكل الذي يمكن أن تحدث هذه المصالحة. هم جيران لجورجيا، وبالتالي التواصل أمر لا مفر منه. وفي حال كانت هناك اهتمام من جميع الأطراف في تطبيع هذه العلاقات، وضمان إبرام اتفاقيات عدم الاعتداء، بحيث لا يمكن أن يبدي أحد الرغبة مرة أخرى في الاعتداء، فإننا (إذا كانت الأطراف مهتمة) سنكون على استعداد للمساعدة.
حقيقة أن ميخائيل ساكاشفيلي هو من بدأ الحرب كانت معروفة للجميع، ربما باستثناء زملائنا الغربيين والرئيس الجورجي السيدة زاروبيشفيلي.
مباشرة بعد عام 2008، أمر الاتحاد الأوروبي بإجراء تحقيق، أجراه السويسري السيدة المحترمة تاغليافيني. حيث ذكر تقرير نتائج عن هذا التحقيق بوضوح أن ساكاشفيلي هو من بدأ الحرب. ليس هناك ما يستدعي المفاجأة.
سؤال (ترجمة من الإنكليزية): لماذا ذكرت أحداث بوتشا؟ لو كنت مسؤولة روسية لحاولت تجاهل هذه المذبحة. ومع ذلك أدرجت هذا الموضوع في خطابك أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
سيرغي لافروف: ما الذي أدهشك؟ أتحدث عن هذا الموضوع في كل مرة.
كنت قد التقيت السيد غوتيريش عام 2023 في اجتماع لمجلس الأمن الدولي، حيث كان حاضراً. وقبل ذلك بسنة، في عام 2022.
اليوم هو اليوم الدولي لتعميم الانتفاع من المعلومات. أوليس لديكم إمكانية الوصول إلى المعلومات التي "تطفو" بشكل علني على الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي.
لقد تم التوصل في إسطنبول في شهر نيسان/ أبريل 2022، إلى اتفاق يقضي بوقف الأعمال القتالية وتوقيع اتفاق مع الأوكرانيين. وحتى قبل أن يفشل كل هذا، طُلب منا، كبادرة حسن نية، سحب قواتنا من ضواحي كييف، بما في ذلك قرية بوتشا. لقد فعلنا ذلك معتقدين أننا نتعامل مع أشخاص محترمين ولسنا كاذبين. لكن بالطبع قاموا بخداعنا.
يوجد مقطع فيديو على الإنترنت، حيث يقول عمدة هذه المدينة بفخر أمام الكاميرا، بعد مغادرة القوات الروسية هناك، إنهم استعادوا السيطرة على وطنهم "الصغير"، وأنهم الآن هم السادة، ولا يوجد روس هناك.
لقد مر يومان. وفجأة، يعرض فريق وكالة الإعلام "المجيدة" بي بي سي لقطات تلفزيونية ليس لمكان ما في الطابق السفلي، ولكن للشارع الرئيسي الواسع في بوتشا، حيث تم وضع الجثث. وقيل أنه عندما كان الروس هنا ارتكبوا مثل هذه الجريمة. وأكرر، كان هذا بعد يومين من مغادرتنا هناك.
تم الإعلان عن عقوبات جديدة على خلفية هذه “القصة”. ومنذ ذلك الحين، لا جدوى من التعويل على إجراء أي تحقيق. لقد سلكنا أبسط طريق، وسألنا عما إذا كان من الممكن الاطلاع على قائمة بأسماء الأشخاص الذين عرضت جثثهم على هيئة الإذاعة البريطانية. ساد صمت كامل. طلبت ذلك من السيد غوتيريش، وأنا أخبرته بذلك مرة أخرى بالأمس. فأجاب أنهم سيتصلون مرة أخرى. بالفعل اتصلوا بالنظام الأوكراني. لا أحد يقول لهم أي شيء. إذاً نفهم من هذا أنه في حال لم يرد أحد، فهذا يعني أن لديهم ما يخفونه. علاوة على ذلك اتصلت المفوضية السامية لحقوق الإنسان بناءً على طلبنا. لا أحد يقول أي شيء. تم إغلاق المسألة. والنتيجة هي أن الرئيس بايدن وصفها بأنها "مذبحة"، و"بوتين جزار". ليس هناك سر بالنسبة لنا هنا. ما جرى هو عبارة عن استفزاز واضح وضوح الشمس.
تمامًا كما حدث مع ألكسي نافالني. عندما مرض وطلب الألمان إعطائه لهم للعلاج، سمحنا لطائرتهم بالهبوط على الفور وأخذوه. حتى إجراءات الطيران اللازمة لم يتم الالتزام بها. ومكث في مستشفى مدني، حيث لم يعثروا على شيء. ثم تم نقله إلى مستشفى عسكري حيث عثروا على هذه مادة - نوفيتشوك. في وقت لاحق بدا أنه شفي، ومن ثم عاد ومات هنا.
وأثناء وجوده هناك طلبنا من الألمان الكشف عن الفحوصات التي تثبت تسممه بهذه المادة. فأجاب الألمان إنه سر، وأنهم سيقدمون هذا التحليل إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية. ذهبنا إلى هناك وقالوا لنا أن الألمان منعوهم من إظهار الفحوصات لنا. ألا يبدو لكم أي شيء غريب هنا؟ عندما أثيرت الضجة بعد وفاة ألكسي نافالني، ذكّرنا الألمان مرة أخرى وسألناهم عما إذا كان بإمكاننا معرفة ما هو الاختبار وكيف تم علاجه قبل عودته إلى روسيا؟ وكان الجواب الصمت التام.
والأمر نفسه ينطبق على حادثة تسميم سكريبال وابنته في سالزبوري. لا توجد معلومات، رغم الطلبات الرسمية من لجنة التحقيق الروسية ومكتب المدعي العام لزملائهم في بريطانيا.
تبين أن الإعلام يهتم «بالرغوة»، ولهذا ألقي اللوم على روسيا في كل شيء، ثم اختفت من الصفحات الأولى ومن شاشات التلفزيون. نحن نعرف هذا. سنتحدث عن بوتشا وعن نافالني ونطالب بإظهار الحقيقة.
إذا كنتم مهتمون فبإمكانكم تنظيم تحقيق صحفي. اسألوا الأوكرانيين لماذا لا يمكن الحصول على هذه الأسماء. أصدقائي أنتم محترفون. أتمنى أن تثير اهتمامكم، حاولوا معرفة الحقيقة.
سؤال: قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قبل بضعة أيام إنه يتعين على روسيا والولايات المتحدة تقليص ترسانتهما النووية. هل أخبركم شخصياً عن هذا الأمر أثناء الاجتماع؟ وتحت أي ظروف تكون روسيا مستعدة للقيام بذلك؟
سيرغي لافروف: لم يخبرني بأي شيء ولم أسمعه يقول ذلك. نعم في بعض الأحيان يدلي بتصريحات لا تتناسب بشكل واضح مع الحقائق القائمة على الساحة الدولية.
نحن لا نزيد من ترسانتنا وهذا ما أكده مرة أخرى ممثلون روسيا الرسميون. إن الاتفاقية المبرمة بين روسيا الاتحادية والولايات المتحدة الأمريكية بشأن التدابير الرامية إلى زيادة تقليص الأسلحة الهجومية الاستراتيجية والحد منها ساري المفعول حتى عام 2026. وقد تم تحديد المستويات ذات الصلة في هذه الاتفاقية. ونحن نسترشد بها، على الأقل خلال سريان مفعول الاتفاقية. لقد علقنا مشاركتنا فيها، لكننا قلنا إننا سنحترم المستويات ونتبادل أنواع معينة من المعلومات مع الأميركيين.
ولكن بطبيعة الحال، ليس من اختصاص الأمين العام للأمم المتحدة أن يقرر مثل هذه القضايا. هناك رغبة دائمة أن يكون هناك عدد أقل من الأسلحة، ولكن بالمقابل هناك واقع.