من إحاطة الممثلة الرسمية لوزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، موسكو، 30 مايو/أيار 2024
من الإجابات على الأسئلة:
سؤال: اعترفت حكومات النرويج وإسبانيا وأيرلندا رسميا بدولة فلسطين في 28 مايو من هذا العام. وفي سياق تفاقم الأزمة الإنسانية الحالية في قطاع غزة، إثارت قرارات هذه البلدان الثلاثة اهتماما كبيرا. كما أعرب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل عن دعمه للاعتراف بدولة فلسطين. وهو يعتقد أن الاعتراف بدولة فلسطين يجب أن يكون وسيلة للاتحاد الأوروبي للمطالبة "بخطوات مهمة في مجال الإصلاحات". من ناحية أخرى، تدعم واشنطن لفظيا فقط "حل الدولتين". كيف تنظرون إلى التضارب بين تحرك الولايات المتحدة وتحرك أوروبا؟
الجواب: لا أريد أن أكرر نفسي. لقد علقنا بالفعل على هذا الموضوع في الإحاطة الإعلامية الأخيرة.
سؤال: ما تقيم روسيا لفرص الاعتراف بفلسطين في الأمم المتحدة، مع الأخذ بعين الاعتبار موقف الولايات المتحدة؟ وما هو تقييمكم لإمكانية استخدام الولايات المتحدة الفيتو على قرار في مجلس الأمن؟
الجواب: وجه رياض منصور المراقب الدائم لفلسطين لدى الأمم المتحدة، في 2 أبريل من هذا العام، رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس يطلب منه استئناف النظر في الطلب الفلسطيني لعام 2011 لحصول فلسطين على وضع عضو كامل العضوية في الأمم المتحدة.
وصوت مجلس الأمن الدولي في 18 أبريل من هذا العام، على مشروع القرار الذي قدمته الجزائر إلى المجلس، وتوصية الجمعية العامة بمنح فلسطين مثل هذا الوضع. صوت اثنا عشر عضوا في مجلس الأمن، بما في ذلك روسيا، لصالح اعتماد الوثيقة. فمن كان ضدها؟ امتنعت بريطانيا العظمى وسويسرا عن التصويت. وعرقل الأمريكيون وللمرة الرابعة منذ أكتوبر مرة أخرى 2023 اعتماد الوثيقة، واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض، مما أعاق عمل مجلس الأمن.
ثم انتقلت قضية قبول فلسطين في الأمم المتحدة إلى منبر الجمعية العامة في 10 مايو من هذا العام في سير الدورة الاستثنائية الطارئة 10 للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي استؤنفت بناء على المبادرة الجزائرية، وجرى التصويت على مشروع القرار ذي الصلة. وحصلت الوثيقة على دعم الأغلبية الساحقة: 143 دولة، بما في ذلك روسيا. وامتنعت عن التصويت 25 دولة (بشكل رئيسي "الغرب الجماعي" والاتحاد الأوروبي وأوكرانيا). وصوتت ضدها إسرائيل والولايات المتحدة، إضافة إلى 7 دول هي الأرجنتين وجمهورية التشيك والمجر وميكرونيزيا وناورو وبالاو وبابوا غينيا الجديدة.
ويؤكد القرار المعتمد للجمعية العامة للأمم المتحدة أن فلسطين تفي بالمعايير اللازمة للحصول على وضع كامل العضوية في المنظمة العالمية. وبالإضافة إلى ذلك، فإنه يتضمن توصية بأن ينظر مجلس الأمن مرة أخرى في هذه المسألة وأن يتخذ قرارا إيجابيا بشأنها. ووفقا للمعلومات الواردة، فإن المناقشة في مجلس الأمن بشأن الطلب الفلسطيني ستستمر في الفترة المقبلة.
وفي الوقت نفسه، قررت عدد من الدول، ودون انتظار قرار مجلس الأمن الدولي الذي قامت الولايات المتحد بشله، الاعتراف بدولة فلسطين على المستوى الوطني. وعلقوا بصورة مناسبة على هذه المسألة. وبشكل عام انضاف في أبريل ومايو من العام الجاري، إلى قائمة هذه البلدان: بربادوس وجامايكا وترينيداد وتوباغو وكومنولث جزر البهاما، وكذلك إسبانيا وأيرلندا والنرويج. والآن تعترف 147 دولة بفلسطين، وتؤيد منحها العضوية الكاملة في المنظمة العالمية، وتدعو إلى تحقيق التطلعات المشروعة لملايين الفلسطينيين في تقرير المصير وإنشاء دولتهم المستقلة داخل حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
سؤال: على الرغم من رد الفعل الدولي، تواصل إسرائيل قتل الفلسطينيين. فقبل بضعة أيام، هاجمت إسرائيل منطقة رفح، التي قالت إنها " آمنة" وقٌتل 45 شخصا بريئا، معظمهم من الأطفال والنساء. ونُشرت صور ومقاطع فيديو عن نتائج الهجوم في العديد من الأماكن. هل تسنى لكم مشاهدة ذلك أيضا؟ ما تقيمكم لهذا الحادث؟
الجواب: إن هذه المعلومات التي تؤكدها الحقائق، وهذه اللقطات، يمكن أن تثير لدى أي شخص طبيعي رد فعل واحد فقط: الصدمة والتعاطف. نتمنى الشفاء العاجل لجميع المصابين، ونعرب عن خالص تعازينا لأقارب الضحايا، وكذلك لشعب وقيادة فلسطين بأسرها.
ومن المحزن بشكل خاص أن هذه المأساة وقعت في مخيم للاجئين. وهو المكان، وفقا للسلطات الإسرائيلية، الذي تمكن الأشخاص الذين أجبروا على مغادرة منازلهم، الاحتماء به من القصف والشعور بالأمان، والهروب من الحرب. يدل ما حدث بوضوح على أن كامل أراضي قطاع غزة تحولت الآن برمتها إلى منطقة خطر مميت لسكانها. خطر ليس نظري، بل فعلي. انظروا إلى عدد الضحايا. أنتم تتحدثون عن 45 ضحية - هذه لمرة واحدة فقط. لقد قُتل منذ بداية النزاع عشرات الآلاف من المدنيين، بمن فيهم النساء والأطفال.
نحن نعتقد أن ما حدث كان نتيجة مباشرة لتجاهل إسرائيل العديد من قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة التي تطالب بوقف القتال في قطاع غزة، وترتيب وصول المساعدات الإنسانية بصورة مأمونة إلى القطاع.
وفي ضوء ذلك، ندعو مرة أخرى إلى التنفيذ الفوري لهذه القرارات، التي من شأنها ضمان التوصل إلى وقف طويل الأجل لإطلاق النار، وتوفير المساعدة اللازمة لسكان قطاع غزة وتهيئة الظروف لنقل الجهود الرامية إلى حل النزاع إلى المستوى السياسي والدبلوماسي.