13:15:32

رد الممثلة الرسمية لوزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على سؤال وسائل الإعلام بمناسبة يوبيلية منظمة الأمم المتحدة

30-17-01-2025

 

سؤال: نحتفل هذا العام بالذكرى الثمانين لتأسيس منظمة الأمم المتحدة، التي دخل ميثاقها حيز التنفيذ في 29 أكتوبر 1945، بعد أن أودع الاتحاد السوفييتي وثيقة التصديق لدى حكومة الولايات المتحدة. ما هو تقيمكم  لدور المنظمة العالمية في ضمان مصالح روسيا الأمنية في فترة ما بعد الحرب؟

جواب: لقد كان إنشاء الأمم المتحدة ثمرة النصر العظيم في الحرب العالمية الثانية، الذي تحقق بفضل التضحيات البطولية غير المسبوقة للجنود السوفييت وحياة الملايين من مواطني الاتحاد السوفييتي، فضلاً عن الدول الأخرى التي كانت جزءًا من التحالف المناهض لهتلر.

لقد ساهم الاتحاد السوفييتي، الذي تُعد روسيا خليفته، في تأسيس منظمة الأمم المتحدة. وفي موسكو بالذات، توصل الحلفاء في الحرب العالمية الثانية ــ ممثلو الاتحاد السوفييتي وبريطانيا العظمى والولايات المتحدة - في خريف عام 1943 إلى اتفاق بشأن ضرورة تأسيس منظمة دولية لحماية الأجيال القادمة من نزاع عالمي آخر. وفي وقت لاحق، وبالدور القيادي للاتحاد السوفييتي، جرى تحسين هذه الفكرة، و بالمحصلة وضعت موضع التنفيذ إبان مؤتمر سان - فرانسيسكو عام 1945.

وأصبحت الأمم المتحدة نواة نظام يالطا- بوتسدام الجديد للعلاقات الدولية. وقد حدد ميثاق المنظمة قواعد القانون الدولي الأساسية التي شكلت قواعد تصرف الدول على الساحة العالمية. ويدور الكلام بالدرجة الأولى عن المساواة في السيادة بين الدول، وحق الشعوب في تقرير المصير، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. ولا يسعنا إلا أن نذكر مبدأ وحدة الأراضي، ولكن مع تحفظ مبدأي: فوفقًا لإعلان مبادئ القانون الدولي المعتمد بالإجماع لعام 1970، لا ينطبق هذا الحق إلا على الدول التي تمثل حكومتها شعبها بالكامل، دون تمييز على أي أساس.

 و حصل المجتمع الدولي في كيان منظمة الأمم المتحدة، على منصة تفاوضية فريدة من نوعها من حيث شرعيتها وتمثيلها. وتم إرساء أساس مؤسسي متين لإقامة تعاون متعدد الأطراف على قدم المساواة من أجل حل دائرة واسعة من المشاكل المتعلقة بالحفاظ على السلام والأمن، وضمان التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة، وتعزيز حقوق الإنسان.

لقد مرت الأمم المتحدة عبر تاريخها بالكثير من المراحل الصعبة. وكانت الحرب الباردة التي التي أوصلت البشرية مرارا إلى حافة الكارثة النووية، وخلقت عقبات كبيرة أمام البحث الجماعي عن ردود على التهديدات العالمية، الاختبار الأكثر جدية لمتانتها. وكانت "للحظة الأحادية القطبية" العابرة في العلاقات الدولية تأثير سلبي أيضاً على مواقف الأمم المتحدة: فقد شرعت الولايات المتحدة وأذنابها، بعد أن تصورت نفسها منتصرة في الحرب الباردة، في مغامرات غير قانونية مختلفة، متجاهلين في كثير من الأحيان المنظمة وميثاقها.

وفي الوقت الحاضر، غرق النظام المركزي للأمم المتحدة مرة أخرى في أزمة. وغالبًا ما تُتهم المنظمة بالبيروقراطية المفرطة، والتباطؤ، وتنفيذ بعض الأجهزة وظائف متشابهة لبعضها البعض، والاستخدام غير العقلاني للموارد، وما إلى ذلك. ولكن، ينبغي البحث عن جذور هشاشة مكانة الأمم المتحدة وعجز فعاليتها، أولاً وقبل كل شيء، ليس في بعض "عيوب الولادة"، بل في نهج "الغرب الجماعي" المدمر، الذي يقوض المنظمة من الداخل.

وعلى هذه الخلفية، فمن الواضح بأنه لا يمكن استعادة مكانة الأمم المتحدة وهيبتها بالكامل إلا إذا تخلى الغربيون عن ادعاءاتهم غير المبررة بخصوص استثنائيتهم، ويظهرون استعدادهم للتعاون الدولي المتكافئ القائم على توازن المصالح. ولا يمكن التقدم نحو تحقيق الأهداف النبيلة المعلنة في ميثاق الأمم المتحدة وإيجاد حلول فعالة للمشاكل العالمية في عصرنا إلا عن طريق تضافر جهود ميع الدول الأعضاء.

وحتى اليوم وكالسابق لا يوجد بديل للأمم المتحدة. وبموجب مفهوم السياسة الخارجية، تولي روسيا الأولوية في أنشطتها، بما في ذلك مسائل ضمان الأمن القومي. ونحن تقوم بذلك من خلال تطوير وصفات متوازنة لتسوية النزاعات المسلحة، والدفاع عن المصالح الرئيسية لبلدنا وأصحاب التفكير المماثل، من بين البلدان التي تشكل الأغلبية العالمية.

Informations générales

Reportage photos

  • Отделение ООН в Найроби
  • Зал Генеральной Ассамблеи ООН
  • Штаб-квартира ООН в Нью-Йорке
  • Европейское Отделение ООН в Женеве
  • Европейское Отделение ООН в Вене
  • Зал Совета Безопасности ООН