18:51:26

كلمة وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرغي لافروف وأجوبته على أسئلة وسائل الإعلام حول نتائج زيارته للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، الجزائر العاصمة، 10 مايو/أيار 2022

989-10-05-2022

السيدات والسادة المحترمون،

أود أن أعبر مرة أخرى عن خالص امتناني للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، ووزير الخارجية رمطان لعمامرة، وجميع أصدقائنا الجزائريين على كرم الضيافة التقليدي والتنظيم الممتاز لعملنا.

تربطنا علاقات صداقة طويلة الأمد طيبة ومخلصة وودية، بلغت الستين سنة في هذا العام. ويتزامن هذا عمليا مع تاريخ إعلان استقلال الجزائر.

ومن أجل تطوير علاقاتنا، في إطار الحوار السياسي وفي مجال التعاون التجاري والاقتصادي والعسكري ـ التقني والثقافي والإنساني، أكدنا اليوم، ونيابة عن الرئيس الروسي فلاديميربوتين دعوة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، للقيام بزيارة رسمية لروسيا الاتحادية.

إن الوثيقة الأساسية في العلاقات الثنائية هي الإعلان حول الشراكة الاستراتيجية، الذي جرى التوقيع عليه عام 2001. وأكدنا مجدداً اهتمامنا المشترك بإعداد وثيقة استراتيجية جديدة بين الدولتين، تسجل ارتقاء تعاوننا إلى مستوى نوعي جديد.

أعربنا عن ارتياحنا بصدد أنه وعلى الرغم من جائحة فيروس كورونا، فقد ارتفع حجم التبادل التجاري في عام 2021، وتجاوز 3 مليارات دولار، وهناك احتمالات جيدة لاستمرار هذا الاتجاه. تهتم العديد من الشركات الروسية بتنفيذ مشاريع مشتركة مع شركاء جزائريين في مجالات مثل الطاقة، والموارد المعدنية، والاستكشاف، والأدوية. وستكون هذه القضايا محور الاهتمام في الاجتماع المقبل للجنة الحكومية الروسية ـ الجزائرية المشتركة للتجارة والتعاون الاقتصادي والعلمي ـ التقني، المقرر عقده في الجزائر العاصمة في الأشهر المقبلة.

تحدثنا عن التطوير اللاحق للتعاون العسكري ـ التقني، الذي له جذور عميقة وآفاق جيدة. تقدّر روسيا الإتحادية الثقة التي منحنا إياها أصدقاؤنا الجزائريون لتعزيز القدرة الدفاعية للجزائر.

اتفقنا على الخطوات اللاحقة لتوسيع التعاون في المجال الإنساني والتبادلات الثقافية وفي مجال التعليم. ونواصل زيادة عدد المنح الدراسية المقدمة إلى الجزائر لتلقي التعليم في روسيا الإتحادية.

ناقشنا الوضع في الساحة العالمية، وتنسيق خطواتنا بشأن القضايا الرئيسية في عصرنا، بما في ذلك في الأمم المتحدة، وكذلك في إطار منتديات مثل منتدى التعاون الاقتصادي العالمي و"أوبك+ ".

من الأهمية بمكان أن تكون روسيا والجزائر عضوين في مجموعة الأصدقاء المدافعين عن ميثاق الأمم المتحدة التي تم تشكيلها مؤخراُ. إن لهذه المجموعة آفاقا جيدة لزيادة نشاطها. تحدثنا عن مبدأ المساواة في السيادة بين الدول، المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة، وهو أمر أساسي بالنسبة لنا وللجزائر ولمعظم دول العالم، ولكن يتم تجاهله باستمرار من قبل الولايات المتحدة.

أطلعنا أصدقائنا الجزائريين بالتفصيل على تطور العملية العسكرية الخاصة لروسيا الإتحادية في أوكرانيا، جنبا إلى جنب مع ميليشيات دونباس.

إننا نقدر الموقف المتزن والموضوعي والمتوازن الذي اتخذته الجزائر بشأن القضية الأوكرانية في إطار المنظمات الدولية وفي سياستها الخارجية.

سؤال: ما هو موقف موسكو حيال اقتراح الجزائر لعب دور الوسيط بين روسيا وأوكرانيا؟ وكيف تقيمون موقف الجزائر من إمدادات الغاز، ومن قضايا دولية أخرى، أعني مالي؟

لافروف: بالنسبة لموقف الجزائر من القضية الأوكرانية، فقد سبق لي أن علقت عليه. لقد لاحظت بشكل خاص فهم أصدقائنا الجزائريين لمجموعة كاملة من المشاكل التي تتعلق بالوضع الحالي على الأراضي الأوكرانية.

 

 

 

الجزائر عضو في مجموعة الاتصال التابعة لجامعة الدول العربية، التي زارت روسيا الإتحادية مؤخراً، ومن ثم التقت بوزير خارجية أوكرانيا. استرشد أصدقاؤنا العرب بالقرارات المتخذة داخل الجامعة العربية على المستوى الوزاري والتي نعتبرها موضوعية ومفيدة.

نحن مقتنعون بضرورة مساعدة جميع الأطراف في مالي في إقامة حوار سياسي شامل لاستعادة الوفاق الوطني. ونعتقد أن اتفاق الجزائر للسلام لعام 2015 هو أساس جيد لذلك، ونرى أن حل مشاكل مالي من خلال فرض عقوبات على القيادة الحالية سيأتي بنتائج عكسية.

حول قضايا إمدادات الغاز إلى السوق العالمية. نحن والجزائر، والمشاركون الآخرون في منتدى الدول المصدرة للغاز، نلتزم بالاتفاقيات التي تم التوصل إليها. وأنا متأكد من أنه سيستمر على هذا النحو.

سؤال: كيف تقيمون مبادرة جوزيب بوريل الداعية لتسليم الأصول الروسية المجمدة إلى أوكرانيا على أنها "تعويضات"؟ هل من الممكن أن نقول "لقد نُزعت الأقنعة أخيراُ" والغرب يمضي قدماُ للقيام بسرقة مكشوفة؟

لافروف: يمكن القول إنها سرقة، لا يحاول أحد إخفاءها.

أصبح هذا السلوك بالنسبة للغرب عادة: فقد جمدوا في الولايات المتحدة أموالاً تعود لأفغانستان (للبنك المركزي للبلد في الخمسينيات من القرن الماضي). إنهم لا يريدون استخدامها لتلبية احتياجات السكان الأفغان الذين عانوا من عواقب تواجد دول الناتو على مدى 20 عاما، ولكن لبعض الأغراض الأخرى التي لا تتعلق باستعادة الاقتصاد الأفغاني.

يشتهر جوزيب بوريل ليس فقط بهذا البيان والأفكار في مجال مصادرة ممتلكات الآخرين. منذ وقت ليس ببعيد، قال إن الأزمة الأوكرانية يجب حلها بالوسائل العسكرية فقط. من الأفضل أن يتذكر ما هو المسمى الوظيفي له. إنه كبير الدبلوماسيين، وليس قائدا عسكريا في الاتحاد الأوروبي.

ربما سنرى قريباً أنه سيتم إلغاء منصب كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي، لأن الاتحاد الأوروبي ليس لديه عملياً سياسة خارجية خاصة به، ويتضامن تماماً مع الأساليب التي تفرضها الولايات المتحدة.

سوف نعارض باستمرار محاولات إقامة نظام عالمي أحادي القطبية، وتصفية المبادئ التي تأسست عليها الأمم المتحدة.

Corretamente as datas especiais
Ferramentas adicionais de pesquisa