من إحاطة الممثلة الرسمية لوزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، موسكو، 21 أغسطس/آب 2024
بشأن الوضع الإنساني في قطاع غزة
يثير الوضع الإنساني الكارثي، الذي تشكل في القطاع الفلسطيني، نتيجة العملية العسكرية التي ينفذها الإسرائيليون هناك وفرضهم حصار شامل أدى عمليا إلى عزل غزة تماما عن العالم الخارجي، قلقا استثنائيا.
وغدت البنية التحتية المدنية للقطاع على حافة الانهيار: فالمناطق حيث اختفى النازحون مؤقتاً، والمدارس والمستشفيات التي سلمت من الدمار قد اكتظت بالنازحين، ونظام إمدادات المياه معطل عملياً.
ووفقا لوكالات الأمم المتحدة المشاركة في تنفيذ برامج المساعدة المختلفة لفلسطين، فإن المشاكل المتعلقة بإمدادات الغذاء للسكان، تتفاقم بصورة سريعة. واحتياطاتها عند مستوى حرج. ووفقاً للمعلومات المتوفرة، لم يتبق في غزة سوى مستودع واحد عامل لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة. وفي الوقت نفسه، تتقلص مساحة المناطق الآمنة بسبب شدة الضربات الإسرائيلية، كما أن عمليات الإجلاء الجماعي لآلاف المدنيين تؤدي إلى تعقيد حركة القوافل الإنسانية وتقديم المساعدة اللازمة.
ولا يمكن للشاحنات التي تحمل المساعدات الإنسانية المقدمة من الأردن ومصر، وكذلك عبر ميناء أشدود الإسرائيلي، دخول القطاع إلا عبر ثلاث نقاط تفتيش عاملة. وتمكن برنامج الغذاء العالمي، في يوليو من هذا العام من توصيل 11.5 ألف طن من الغذاء، وهو بالطبع رقم لا يكاد يذكر بالنسبة لسكان غزة الذين يزيد عددهم عن مليوني نسمة.
وبسبب نقص الرعاية الطبية، ونقص منتجات النظافة، وكذلك بسبب سوء نوعية المياه، تدهور الوضع الصحي والوبائي بصورة كبيرة. وجرى الإعلان عن وباء شلل الأطفال في القطاع، وتجاوز عدد الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد الوبائي (أ) 40 ألف شخص.
ومن جانبنا، فإننا نقدم مساهمتنا الممكنة في الجهود الرامية إلى تخفيف معاناة المدنيين. واعتبارا من 19 أكتوبر 2023، أوصلت طائرات وزارة الطوارئ الروسية أكثر من 700 طن من البضائع مختلفة الأغراض، إلى مصر لنقلها عن طريق جمعية الهلال الأحمر المصري لاحقاً إلى القطاع الفلسطيني المحاصر.
إن المأساة الإنسانية واسعة النطاق التي تتكشف أمام أعين العالم أجمع لا يمكن أن تترك الكثير من مواطنينا غير مبالين. وإلى جانب الوكالات الحكومية، تشارك الكثير من المنظمات غير الحكومية والاجتماعية الروسية والأفراد بصورة نشطة في جمع المساعدات الإنسانية للفلسطينيين المحتاجين. وتم بجهودهم جمع مئات الأطنان من المواد الغذائية والأدوية والضروريات الأساسية في جميع أنحاء البلاد. إن هذا العمل مستمر.
نلفت مرة أخرى، الأنظار إلى أن الوضع الكارثي في قطاع غزة هو نتيجة مباشرة للعمليات القتالية المستمرة هناك منذ أكثر من عشرة أشهر. وفي هذا الصدد، نؤكد مرة أخرى ضرورة التنفيذ الفوري لقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة التي تطالب بوقف إطلاق النار وتأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع من دون عوائق. وهذا من شأنه أن يتيح تهيئة الظروف للتطبيع طويل الأمد في منطقة النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي ونقل جهود حله إلى المستوى السياسي والدبلوماسي.
