كلمة وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرغي لافروف خلال المؤتمر الصحفي المشترك عقب المباحثات مع نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية والمغتربين للمملكة الأردنية الهاشمية أيمن الصفدي، عَمان ، 3 نوفمبر / تشرين الثاني 2022
شكرا عزيزي أيمن
السيدات والسادة المحترمون،
وأود أن أعرب عن خالص امتناني لأصدقائنا الأردنيين، وشخصياً، للملك عبد الله الثاني على الترحيب الحار الذي لقيه وفد بلادي.
أجرينا محادثات مثمرة مع زميلي الأردني وصديقي أيمن الصفدي. وعلى فق تقليد جيد، إنها جرت بطريقة بناءة قائمة على الثقة. وكانت مفيدة للغاية وتمت في الوقت المناسب.
بعد الانتهاء من هذا المحفل، سيكون لدينا لقاء مع جلالة الملك عبد الله الثاني. أقصد أن أنقل إلى جلالة الملك التمنيات الشخصية، وكذلك تقييمات بعض مشاكل العالم من رئيس روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين.
نظرنا بالتفصيل في المجالات الرئيسية للتعاون الثنائي بين روسيا والأردن. واتفقنا على العمل بنشاط لتنفيذ القرارات التي تبنتها اللجنة الحكومية الدولية للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والتقني في اجتماعا في فبراير من هذا العام. هناك آفاق جيدة للتعاون في مجالات الزراعة والبنية التحتية للنقل والاستخدام السلمي للطاقة الذرية لإنتاج النظائر للأغراض الطبية. كما سيستمر التعاون في مجال التعليم. يدرس في روسيا حاليا ، 1500 مواطن أردني. نحن على استعداد لزيادة عدد المُنح الدراسية المقدمة سنوياً للمملكة على حساب الميزانية الروسية.
خلال تبادل وجهات النظر حول القضايا الدولية والإقليمية، أولينا اهتماماً خاصاً لسوريا في سياق ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، وجددنا التأكيد على موقفنا المشترك الداعم لوحدة سيادة الجمهورية العربية السورية وسلامتها الإقليمية، وكذلك الحق المشروع للسوريين في تقرير مستقبلهم بشكل مستقل، مع مراعاة مصالح جميع الفئات السكانية. وشددنا على أهمية تكثيف الجهود الدولية لحل المشاكل المذكورة وتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي. وأشارنا إلى أهمية الصيغ المتعددة الأطراف المختلفة، ولا سيما صيغة أستانا، التي يشارك فيها الأردن بصفة مراقب. إننا نقدر ونرحب سعي أصدقائنا الأردنيين في دفع مهام التسوية السورية في إطار جامعة الدول العربية. وأشارنا إلى ضرورة تكثيف المساعدات الدولية لدمشق من أجل التخفيف من حدة الوضع الإنساني وتنفيذ مشاريع الإنعاش المبكر، على وفق قرار مجلس الأمن الدولي الذي جرى تبنيه في يوليو من هذا العام، والذي لا يحظى حاليا باهتمام كبير من المانحين الدوليين.
جرى اطلاعنا على سير انعقاد قمة الجامعة العربية التي ختمت إعمالها في 2 نوفمبر من هذا العام في الجزائر، وكذلك اطلعنا على قرارات هذا المحفل الذي نرحب به. مواقفنا تتطابق أو قريبة بشأن معظم القضايا التي تطرق لها إعلان قمة جامعة الدول العربية.
بادئ ذي بدء يتعلق هذا بتسوية الشرق الأوسط. أكدنا في المحادثات مجددا التزام موسكو وعَمان بالأساس القانوني الدولي المعترف به عالمياً للتسوية الشرق أوسطية: قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، وكذلك مبادرة السلام العربية. نحن نقدر تقديرا عاليا الدور الذي يقوم به جلالة الملك عبد الله الثاني فيما يتعلق بالقدس، في سياق ضمان حقوق ممثلي جميع الأديان. وأشارنا إلى أهمية تكثيف جهود المجتمع الدولي من أجل تسوية النزاع العربي - الإسرائيلي. وأكدنا من جانبنا على محاولات الولايات المتحدة غير البناء الرامية لتخريب أنشطة الرباعية للوسطاء الدوليين: إن الآلية الدبلوماسية الفريدة والشرعية للتسوية في الشرق الأوسط، التي وافق عليها مجلس الأمن الدولي، عاطلة عن العمل بسبب موقف الولايات المتحدة، ولا تفي بالمهام الموكلة إليها.
تحدثنا عن الوضع في العراق. وأكدنا مجدداً على أهمية توظيف الحوار الوطني شامل لتحقيق اتفاق عراقي عريض واسع بشأن القضايا الرئيسية في جدول الأعمال السياسي الداخلي، في ظل التحديات والتهديدات المستمرة. نرحب بموافقة مجلس النواب العراقي على الحكومة الجديدة. نأمل في أن يبذل مجلس الوزراء برئاسة محمد السوداني الجهود اللازمة لتحسين الوضع في البلاد، بما في ذلك ضمان الأمن والقانون والنظام، وكذلك حل جميع القضايا المتبقية في العلاقات بين بغداد وإقليم الحكم الذاتي الكردي.
أطلعنا أصدقاءنا الأردنيين بآخر التطورات في إطار العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا. أكدنا مجدداً على التركيز على حماية سكان دونباس، التي تحدث عنها رئيس روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين بالتفصيل في خطاباته الأخيرة، وعلى منع التمييز ضد المواطنين الذين يريدون الحفاظ على ارتباطهم بالثقافة واللغة والتعليم الروسيين.
كما عرضنا الوضع الحقيقي للأمور على خلفية الدعوات الموجهة إلى روسيا الاتحادية لإيجاد حل دبلوماسي للأزمة الأوكرانية. واعدنا الذاكرة إلى الخطوات المتتالية التي يتخذها نظام كييف، منذ أبريل من هذا العام وحتى الآن، لمنع أي فرصة لمواصلة أو استئناف عملية التفاوض.
حول "صفقة الحبوب". لقد اثأر ارتياحنا توقيع القيادة الأوكرانية بمبادرة من تركيا، على ضمانات "على الورق" بعدم القيام بأي محاولات لاستخدام الطرق الإنسانية في البحر الأسود لأغراض عسكرية. وتم استئناف تنفيذ الجزء الأوكراني من "الصفقة"، ولكن في الوقت نفسه، لا نرى نتائج على الجزء الثاني من "الحزمة"، التي اقترحها في حينها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس. اسمحوا لي أن أذكركم أنه يقضي بإزالة أي عقبات أمام تصدير الأسمدة والحبوب الروسية. ودعونا مرة أخرى الأمين العام للأمم المتحدة إلى الوفاء بالالتزامات التي أخذها على عاتقه بمبادرة منه. لقد تحدثت عن هذا بالتفصيل اليوم للسيد الوزير وزملائه.
آمل أن تدرك الدول التي تواصل وضع العراقيل أمام تصدير البضائع الروسية المذكورة (الأسمدة والحبوب) مسؤوليتها بأنها دعمت "الصفقة الشاملة" التي اقترحها أنطونيوغوتيريس. وتتكون الاتفاقية من جزأين: الأوكراني والروسي. وفيما يتعلق بالعنصر الثاني من هذه "الحزمة" ، ينبغي اتخاذ تدابير جادة في المستقبل القريب. وإذا تحدثنا عن أحجام الأسمدة والحبوب المعنية، فإن الجزء الروسي فيها أعلى بما لا يقاس من البضائع الأوكرانية المماثلة.
أعتقد أننا أجرينا محادثة جيدة. واغتنمتُ الفرصة وقدمت دعوة لأيمن الصفدي للقيام بزيارة جديدة إلى روسيا الاتحادية في وقت المناسب له.