كلمة وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرغي لافروف في حفل افتتاح المعرض المكرس لذكرى مرور 80 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية مع مصر، موسكو، 25 سبتمبر/ أيلول 2023
سعادتكم،
أصدقائي الأعزاء،
نحتفل اليوم بذكرى مرور ثمانين عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين روسيا الاتحادية وجمهورية مصر العربية. وكُرس لهذا الحدث معرض للمواد الأرشيفية الذي يجري افتتاحه.
أود أن أشكر إدارتنا التاريخية ـ الوثائقية في وزارة الخارجية، ومديرتها شخصيا ناديجدا ميخائلوفنا بارينوفا على العمل الدقيق المتعب في جمع وتقديم صورة واسعة لعلاقاتنا في القرنين العشرين والحادي والعشرين.
أقيمت العلاقات بين موسكو والقاهرة في 26 أغسطس 1943 – في مرحلة صعبة لبلدينا وتاريخ العالم بأسره. في ذلك الوقت، وقفنا جنبا إلى جنب مع التحالف المناهض لهتلر، ضد محاولات فرض الهيمنة على العالم، والتي سعت إليها ألمانيا النازية واليابان العسكرية.
اليوم نحن نمر في مرحلة صعبة أيضا. ونرى محاولة أخرى من جانب مجموعة ضيقة من البلدان لإضفاء الشرعية على الهيمنة على الساحة العالمية. ولكن كما في تلك السنوات، فإن الدول التي تحترم نفسها وتقدر تاريخها وتقاليدها تدافع عن حقها في تحديد طرق تطورها بشكل مستقل، دون أي تلقين أو حظر من الخارج لاختيار أصدقائها. وبالذات على أسس احترام المصالح الوطنية لبعضنا البعض هذه، نعمل على تطوير شراكتنا الاستراتيجية مع مصر. وبالضبط هذا هو ما منصوص عليه في الاتفاقية الأساسية للشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي الموقعة في أكتوبر 2018.
لقد أقام رئيسا بلدينا علاقات وثيقة مبنية على الثقة ويتواصلان بانتظام. واجريا في نهاية يوليو من هذا العام مباحثات جديدة مفصلة "على هامش" القمة الروسية - الأفريقية الثانية. اسمحوا لي أن أذكركم أن رئيس مصر، السيد عبد الفتاح السيسي لعب دورا كبيرا في إنشاء المنتدى الروسي - الأفريقي والقمة الأولى في هذا الشكل.
نحن نعمل بسرعة على زيادة وتائر العلاقات التجارية والاقتصادية. ففي عام 2022، ارتفع حجم التبادل التجاري إلى 6 مليارات دولار، وهو ما يقرب من 30 ٪ أكثر من عام 2021. وعُقد في 20 مارس من هذا العام، الاجتماع 14 للجنة الحكومية ا الروسية ـ المصرية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي - التقني في القاهرة، حيث تم تبني قرارات جديدة لتعزيز مشاريعنا المشتركة.
في النصف الثاني من القرن العشرين، نفذ المهندسون والعمال الروس والمصريون بصورة مشتركة في مصر، مشروعا عملاقا لبناء سد أسوان العالي، والآن الرائد في تعاوننا هو إنشاء أول محطة للطاقة النووية في مصر "الضبعة". في الوقت نفسه، يتم إنشاء منطقة صناعية روسية في منطقة قناة السويس.
يمكننا الحديث لمدة طويلة عن علاقاتنا الإنسانية. لقد تلقى آلاف المصريين تعليمهم في بلادنا ويواصلون دراستهم. أقيم في 12 سبتمبر من هذا العام على المسرح الجديد لمسرح البولشوي، الحفل الختامي لعام التعاون الإنساني بين روسيا وجمهورية مصر العربية، والذي جرى على مستوى رفيع،
أهنئ كل واحد منا على هذا التاريخ الهام. إنني أتطلع بسرور لمشاهدة المعرض المثير للاهتمام.