15:03:23

كلمة وأجوبة وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرغي لافروف على أسئلة وسائل الإعلام خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير خارجية دولة الكويت سالم الصباح في ختام المباحثات في موسكو 3 تشرين الثاني/نوفمبر 2023

2225-03-11-2023

السيدات والسادة

لقد أجرينا مفاوضات موسعة مع زميلي وزير خارجية دولة الكويت السيد سالم الصباح، حيث تم التركيز بشكل خاص على آفاق تطوير العلاقات الثنائية التي تحمل تقليدياً طابعاً ودياً. وهنا لابد من الاشارة إلى أننا في شهر آذار/مارس 2023 قمنا بإحياء الذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا. كما أكدنا التزامنا بمواصلة التقدم في كافة الاتجاهات على أساس الاتفاقات المبدئية التي تم التوصل إليها على أعلى المستويات.

واتفقنا على تقديم المساعدة في بناء العلاقات البرلمانية، مع التنويه إلى أن معالي الوزير سوف يلتقي اليوم مع رئيس مجلس الدوما السيد فياتشيسلاف فولودين، وفي هذا السياق اتفقنا على تكثيف تبادل الوفود.

كما تم إيلاء اهتمام خاص لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية. وتمت الاشارة إلى الدور الهام الذي تلعبه في هذا الصدد اللجنة الحكومية المشتركة المعنية بالتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والتقني. واتفقنا على الإسراع بعقد الدورة السابعة من اجتماعات اللجنة المشتركة المقبلة، والتي ستعقد حسب الدورية في روسيا الاتحادية.

كما تمت الاشارة إلى أن روسيا أصبحت وجهة سياحية مرغوبة بالنسبة لمواطني دولة الكويت. حيث ازداد منذ بداية هذا العام حجم التدفق السياحي من الكويت إلى بلادنا بنحو 10 مرات مقارنة بعام 2022. وفي هذا الاطار لعب قرار إنشاء رحلات جوية مباشرة بين موسكو والكويت في شباط/فبراير 2023 دورًا إيجابيًا. وبالتأكيد كان لقرار الجانب الروسي منح نظام تأشيرات مبسط لمواطني الكويت اعتبارًا من 1 آب/أغسطس من هذا العام - بالإضافة إلى عدد من الدول الأخرى - تأثيرًا مهماً أيضًا، علماً أن هذا القرار ينص على استخدام التأشيرة الإلكترونية التي يتم إصدارها بسرعة ودون أي تأخير بيروقراطي.

بالاضافة إلى ذلك اتفقنا اليوم على التفكير في إعداد اتفاقية حكومية دولية بشأن الإلغاء الكامل لمتطلبات التأشيرة لمواطني بلدينا. ونحن في هذا الصدد نود التوقيع على مثل هذه الوثيقة من دون أي تأخير.

تحدثنا عن المواضيع الإقليمية الراهنة. وقد تم إيلاء الأولوية للتسوية في منطقة الشرق الأوسط، مع الأخذ بعين الاعتبار التدهور الحاد للوضع في منطقة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وهنا نؤكد بأن روسيا، مثلها مثل الكويت، تدين وترفض بشكل قاطع أي أعمال إرهابية، فضلاً عن الاستخدام العشوائي للقوة ضد السكان المدنيين، واحتجاز الرهائن وغيرها من انتهاكات القانون الإنساني الدولي.

ونرى أنه من الضروري اتخاذ تدابير عاجلة لتحقيق وقف فوري لإطلاق النار وفتح الممرات الإنسانية لتجنب وقوع إصابات جديدة وتقديم المساعدة اللازمة للمدنيين المتضررين. وهنا نحث إلى تكثيف الجهود من أجل تهيئة الظروف المناسبة بهدف استئناف عملية التفاوض الشاملة بين الفلسطينيين والإسرائيليين في أقرب وقت ممكن. نعم من الواضح أن هذا أمر صعب القيام به في هذه المرحلة. ولكن بمجرد التوصل إلى وقف لإطلاق النار، يتعين علينا العودة إلى استئناف المفاوضات المباشرة بشأن إنشاء دولة فلسطينية مستقلة، على النحو المنصوص عليه في قرارات مجلس الأمن الدولي، ضمن حدود عام 1967، دولة تتعايش في سلام وأمن جنباً إلى جنب مع إسرائيل.

وتطرقنا إلى الأوضاع في سورية وما حولها. وعلى وجه الخصوص عودة دمشق إلى جامعة الدول العربية وضرورة تعزيز هذا القرار الإيجابي بإجراءات عملية لتحسين الوضع على الأرض. وأكدنا موقفنا المبدئي الداعم للتسوية السورية الشاملة على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، والذي يؤكد على ضرورة الحفاظ على سيادة ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية.

أود التنويه هنا إلى إن روسيا أبلغت الأطراف عن خطواتنا الرامية إلى تعزيز أجندة موحدة خاصة بمنطقة الخليج العربي. علماً أننا قمنا بمناقشة هذا الموضوع في شهر تموز/يوليو 2023، عندما قام جميع وزراء مجلس التعاون لدول الخليج العربي بزيارة روسيا وعقدنا الاجتماع الوزاري الدوري في إطار الحوار الاستراتيجي. وأعربنا عن الترحيب بتطبيع العلاقات بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، في إشارة إلى إن هذا يخلق الأساس لتطوير آليات الثقة الجماعية وتعزيز أشكال التعاون المتنوعة.

وعبرنا عن امتناننا لأصدقائنا في الكويت على موقفهم المتوازن والموضوعي إزاء ما يحدث في أوكرانيا وما حولها. وأكدت على نهجنا المبدئي من أجل تسوية النزاع. وهذا النهج معروف بشكل جيد، ولكننا لا نرى أي إرادة سياسية في الغرب ولا في كييف لتحقيق عالم مستدام وعادل حقاً. إن النهج الذي نتبعه بهدف ضمان هذا السلام - مع المراعاة الكاملة مصالح روسيا الأمنية والمواطنين الذين عاشوا ويعيشون منذ قرون في هذه الأراضي - معروف بشكل جيد.

أود أن أشكر زميلي على تبادل مثمر لوجهات النظر، والذي يحمل طابع الثقة بين الطرفين.

سؤال: في الفضاء الاعلامي العام ظهرت في الأيام الأخيرة معلومات عن أنه تمت مناقشة خطة إسرائيلية معينة لإعادة توطين الفلسطينيين من قطاع غزة إلى أراضي مصر وكندا. وتم ذكر في هذا السياق ثلاث مراحل:

  1. تنظيم مخيمات في سيناء،
  2. إنشاء ممرات إنسانية لتنظيم عملية الاجلاء،
  3. بناء مستوطنات دائمة خارج منطقة الاستيطان.

ما هو شعوركم تجاه هذا النوع من المخططات؟

سيرغي لافروف: لم أسمع عن خطة لإعادة توطين الفلسطينيين في كندا على الإطلاق. مع أنني لا أستغرب في الآونة الأخيرة أي شيء يتردد عن موقف أوتاوا وتصرفاتها.

لم أسمع عن مثل هذه الخطة. هناك العديد من الأفكار المتداولة، وكل منها يهدف إلى تأخير - إن لم يكن دفن - قرار مجلس الأمن الدولي القاضي بإنشاء دولة فلسطينية.

لقد سبق للمصريين أن أعلنوا صراحة أنهم لا يتفقون بشكل قاطع مع حل القضية الفلسطينية من خلال إعادة التوطين في شبه جزيرة سيناء. وهذا يتعارض بشكل واضح مع مصالح الفلسطينيين والمصريين والسلام بشكل عام في المنطقة.

نحن قلقون للغاية من الخطط الرامية إلى تدمير احتمالات إنشاء دولة فلسطينية والحكم على الفلسطينيين بالعيش الأبدي دون حقوق. وهذا لن يضمن السلام أو الأمن في المنطقة، وإنما سيؤدي فقط إلى تفاقم الصراع. إلاً أنه لن يكون من الممكن دفع هذا الصراع إلى ما هو أعمق من ذلك بكثير وذلك لأنه سيتم زرع "عناقيد الغضب" الأخرى، والتي سوف تنبت بسرعة.

وأود التركيز هنا إلى حقيقة أنه قبل التخطيط لأية مغامرات من الأفضل أن يتم عقد اللقاءات والاتفاق على كيفية تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي. هذه هي الطريقة الوحيدة لضمان السلام والأمن في هذه المنطقة المعقدة القابلة للانفجار.

سؤال: ما هو موقف روسيا حيال مستقبل غزة؟ ما هي المبادرات الروسية التي يتم طرحها، بما في ذلك عبر المحافل الدولية؟

سيرغي لافروف: لقد قلت في كلمتي الافتتاحية أنه من الضروري أولاً وقف إراقة الدماء في أقرب وقت ممكن، وضمان وقف إطلاق النار، وحل القضايا الإنسانية. بعد ذلك التوصل إلى استئناف المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين من دون تأخير، ومن خلال جهود المجتمع الدولي برمته. وهذه المفاوضات يمكن أن تستند فقط إلى الإطار القانوني الدولي الذي أنشأته قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، فضلاً عن الاتفاقات التي تم التوصل إليها في وقت سابق بين الطرفين. وبالتالي فإنني أرى بأن هذه هي الطريقة الوحيدة لحل هذه المشكلة.

الحديث لا يدور عن غزة، بل عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ككل. والدولة الفلسطينية جزء لا يتجزأ من هذه التسوية. وهنا أكرر مرة أخرى أن أي شيء آخر غير ذلك سوف يثير شكوكنا وقلقنا بشكل كبير.

أما بالنسبة للمبادرات فقد قدمنا ​​وما زلنا نقدم المقترحات ذات الصلة في مجلس الأمن الدولي، والتي تهدف في المقام الأول إلى وقف إطلاق النار وحل القضايا الإنسانية وعودة الرهائن. ونحن نقوم بذلك بشكل عملي على أساس يومي من خلال اتصالاتنا مع الإسرائيليين والمصريين والفلسطينيين هنا وفي المنطقة.

وتحدثنا اليوم عن المبادرات المطروحة والتي سيتم تنفيذها خلال الأيام المقبلة، ومن بينها عقد قمة لجامعة الدول العربية وقمة عربية أفريقية حول قضية قطاع غزة.

عند النظر في أي صراع محدد، فإننا نعتمد دائمًا على قرارات وآراء وتقييمات دول المنطقة. في هذه الحالة، بالنسبة لنا سيكون من الأهمية بمكان أن نتعرف بشكل مبدأي على الرأي الموحد في العالم العربي، وأنا متأكد من أنه سيكون هناك رأي مشترك. وسوف نبذل قصارى جهدنا لتسهيل تنفيذ الخطط والمبادرات التي ستضعها دول المنطقة. ونحن نثق بهم تماماً عندما يتعلق الأمر بضمان السلام والاستقرار هنا. وسوف ندعم الحل العربي في هذه القضية المعقدة.


Дополнительные материалы

  • Фото

Фотоальбом

1 из 1 фотографий в альбоме

Некорректно указаны даты
Дополнительные инструменты поиска