من إحاطة الممثلة الرسمية لوزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، موسكو، 12 يوليو/ تموز 2024
سؤال: تواصل إسرائيل قصف سوريا، وبالتالي من حيث الجوهر تساعد الإرهابيين. هاجمت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي مجددا ميناء بانياس على الساحل السوري. فكيف يمكن لروسيا، مع الأخذ بالاعتبار وجودها على الأراضي السورية، التأثير على مثل هذا السلوك الإسرائيلي ووقف الهجمات على أراضي دولة ذات سيادة؟ وكيف يمكن لروسيا أن تساعد سوريا كي تتمكن من الدفاع عن نفسها من مثل هذه الهجمات؟
الجواب: إن العالم برمته يعرف كيف تساعد روسيا سوريا.
قصفت طائرات إسرائيلية ليلة 9 يوليو من هذا العام، منشأة في ضواحي مدينة بانياس في محافظة طرطوس السورية، بذريعة وجود مستودعات أسلحة هناك، زُعم أنها مخصصة ل "حزب الله".
لقد اعطينا مرارا تقيمنا للهجمات الإسرائيلية غير المبررة على أراضي الجمهورية العربية السورية - وندين بشكل حاسم مثل هذه الممارسات غير المسؤولة. إنها تزيد من إمكانيات نشوب نزاع مسلح في الشرق الأوسط، وتدفع المنطقة نحو هاوية خطيرة.
وكانت المنطقة في أبريل من هذا العام على حافة اندلاع "حرب كبيرة" بعد الغارة الجوية الإسرائيلية المثيرة للسخط، على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، ورد فعل طهران اللاحق عليها. إننا ندعو بإلحاح القيادة الإسرائيلية للتخلي عن الأعمال العسكرية العدوانية ضد سوريا، والاستخفاف بالقانون الدولي، المحفوف بعواقب وخيمة.
ونود أن نلفت الأنظار إلى أن ليس جميع أعضاء المجتمع الدولي يدينون الهجمات الإسرائيلية على الدول المجاورة بذريعة الوقاية من التهديدات التي تهدد الأمن القومي وتصفيتها مبكرا. ولا يقومون بذلك أولئك الذين بوسعهم بذل محاولة لوقف مثل هذا التطور للأحداث، وفي المقام الأول شريك إسرائيل الاستراتيجي - الولايات المتحدة، وكذلك حلفاؤها الغربيون، ويلتزمون الصمت، وينظرون الى الضربات المتكررة التي تنزلها إسرائيل في البلدان المجاورة، التي هي معها في حالة وقف إطلاق النار، الذي حددته قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، على أنها امر مسلم به. إن تواجد القوة العسكرية الأميركية في منطقة ما وراء الفرات و"مغازلة" العناصر الإرهابية، يؤخر لسنوات طويلة إمكانية تطبيع الأوضاع في الجمهورية العربية السورية.
إن روسيا بدورها تبذل كل ما في وسعها من أجل منع حدوث تصعيد واسع النطاق. إننا نعمل باستمرار مع كافة اللاعبين الإقليميين، بما في ذلك مع إسرائيل، وندعو إلى التخلي عن منطق المواجهة. ولدى بلادنا مقترحات ملموسة ومعروفة للجميع، سواء فيما يتعلق بحل النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي أو ما يخص تطبيع الوضع الأمني في الشرق الأوسط، وما زالت تلك المقترحات "على الطاولة". ونحن منفتحون لمناقشتها مع دول المنطقة.