من إحاطة الممثلة الرسمية لوزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، موسكو، 20 مارس/ آذار 2025

442-20-03-2025

حول الوضع الحالي في اليمن

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 15 مارس من هذا العام، عن بداية عملية عسكرية واسعة النطاق ضد حركة "أنصار الله" في اليمن بهدف إجبارها على وقف الهجمات (كما صيغت) التي تقوض سلامة الملاحة الدولية في البحر الأحمر.

وأنزلت القوات المسلحة الأمريكية على مدى الأيام القليلة الماضية، ضربات بالصواريخ والقنابل بمحافظات صنعاء وصعدة ومأرب، والبيضاء، وذمار، وحجة. في الوقت نفسه إن هدفها ليس المنشآت العسكرية فحسب، بل والبنية التحتية المدنية. ووفقًا لبيانات الخدمات الطبية، فقد تجاوز عدد القتلى حتى 18 مارس من هذا العام 50 شخصًا وأكثر من 100 جريح. ويحاول الحوثيون بالرد على ذلك، بمهاجمة سفن المجموعة الأمريكية الضاربة.

لقد عرضنا تقييمنا لما يحدث في اليمن، في البيان الصحفي الذي صدر عقب المحادثة الهاتفية التي جرت في 15 مارس من هذا العام بين وزير خارجية روسيا الاتحادية، سيرغي لافروف، ووزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، مارك روبيو ، وقد أكد الجانب الروسي  ضرورة الوقف الفوري للتحرك العسكري، وأشير أيضاً إلى أهمية إقامة حوار سياسي من أجل منع تصعيد المواجهة المسلحة.

وندعو أطراف النزاع مرة أخرى إلى الامتناع عن حل المشاكل بوسائل القوة. ونرى أن تحقيق التطبيع المستدام للوضع في اليمن وما يتعلق به، ممكن فقط بالسبل السياسية والدبلوماسية.

و نرى أن مهمة كافة أعضاء المجتمع الدولي الذين يتحلون بالشعور بالمسؤولية، تتمثل في تعبئة الجهود  لمساعدة اليمنيين على إطلاق عملية تسوية سياسية شاملة تحت رعاية الأمم المتحدة على أساس الاتفاقات التي تم التوصل إليها سابقا بوساطة المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان، والمنصوص عليها في "خارطة الطريق" ذات الصلة.

من الأجوبة على الأسئلة.

سؤال: بعث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم برسالة إلى القيادة السورية الحالية يعرض فيها المساعدة والدعم. هل ترى روسيا وجود خطر من تحول سوريا حيث تسيطر الفصائل المتحاربة على أجزاء مختلفة من البلاد، إلى عراق أو ليبيا جديدة؟،

جواب: أود أن اعيد للأذهان أن وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرغي لافروف اعطى تقييمات للأحداث المأساوية الأخيرة في سوريا، في المؤتمر الصحفي الذي عقد عقب المحادثات مع الأمين العام لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا فريدون سينيرلي أوغلو في 11 مارس من هذا العام، كما علقنا عليها بالتفصيل خلال إحاطة إعلامية في 13 مارس من هذا العام.

إن استخدام العنف ضد المدنيين أمر غير مقبول على الإطلاق. ولا يمكن تبرير مثل هذه الأعمال بأي شكل من الأشكال. وتستحق الشجب.

وكما تعرفون، لقد بادرنا في ضوء التدهور الحاد للوضع في غرب سوريا، مع زملائنا الأمريكيين إلى إجراء مشاورات عاجلة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، جرت في 10 مارس من هذا العام. وأسفر العمل الذي جرى إنجازه، عن تبني بيان رئيس المجلس الذي شجب تصاعد العنف في الجمهورية العربية السورية، بما في ذلك المذابح الجماعية التي اُرتكبت بحق المدنيين. كما أكد البيان ضرورة إجراء تحقيق مستقل، وضرورة ضمان حماية جميع السوريين، بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية والدينية.

إن مستقبل سوريا يعتمد إلى حد كبير على مدى نجاح السلطات السورية في التعامل مع تلك التحديات. ويحدونا الأمل بأن تسهم التدابير التي تُتخذ، بما في ذلك تشكيل لجنة مستقلة خاصة للتحقيق في الأحداث المأساوية في المحافظات الساحلية، في استعادة القانون والنظام وضمان السلم الأهلي في الجمهورية العربية السورية. إن هذه المهمة تكتسب طابع الأولوية في ظل الظروف الصعبة "للمرحلة الانتقالية" التي يمر بها هذا البلد.

سؤال: هناك دعوات تتعالى في أوساط العلويين السوريين إلى روسيا لوضع مناطقهم تحت الحماية العسكرية. وهم يتحدثون على وجه الخصوص عن اللاذقية وطرطوس. هل من الممكن أن تدرس روسيا في مثل هذا الخيار، وهل هي مستعدة للنظر فيه؟

جواب: إن هذا السؤال موجه بالدرجة الأولى إلى وزارة الدفاع الروسية.

سؤال: لقد انتهكت إسرائيل وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وأسفرت هجماتها الأخيرة عن مقتل 404 شخصا من بينهم أطفال. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إنهم سيشنون هجمات عنيفة وسيستمرون في الهجوم حتى تحقيق أهدافهم. هل تعتقدون أن إسرائيل التي تشن مثل هذه الهجمات، ستستأنف المفاوضات مع حماس؟

جواب: لقد حددنا موقفنا المبدئي من استئناف إسرائيل غاراتها الجوية على قطاع غزة في بياننا الصحفي الصادر في 18   مارس من هذا العام.

ونحن مقتنعون بأن السبيل إلى تطبيع الوضع في القطاع الفلسطيني يمر عبر تنفيذ الأطراف بحسن نية بنود الاتفاقية  بين إسرائيل وحماس التي أبرمت في 15 كانون يناير من هذا العام بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة بشأن وقف الأعمال القتالية، وتبادل المحتجزين. ومن شأن العودة إلى هذه الاتفاقات أن تخلق الظروف الملائمة لوقف إطلاق النار، وتقديم المساعدات الإنسانية اللازمة لسكان غزة الذين هم في أمس الحاجة إلى المساعدة الخارجية، وإطلاق عملية إعادة إعمار  القطاع.

وننتظر أن تبذل الدول الوسيطة جهوداً إضافية للسعي في إعادة الإسرائيليين والفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات. وفي الوقت نفسه، نؤكد من جديد العزم على مواصلة التعاون البناء مع جميع الأطراف المعنية من أجل استقرار الوضع في منطقة النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي وفي الشرق الأوسط بأسره في أقرب وقت ممكن.

سؤال: لقد حل موسم الربيع. وعلى أية حال، هذا هو بالتأكيد أفضل مقياس. كان لدينا سؤال بشأن سوريا، لكنكم أجبتم على سؤال زميلنا بصورة كاملة تماما. هل يتيسر إقامة علاقات مع الحكومة الجديدة في سوريا؟ وما هي آفاق إقامة مثل هذه العلاقات؟

جواب: إننا نعلق بانتظام على هذا الموضوع. إن الاتصالات تجري بأشكال مختلفة. والعمل جارٍ. الآن نوصف بهذه الصورة.