15:05:38

كلمة وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرغي لافروف خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع وزير خارجية دولة قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني عقب محادثاتهما، موسكو، 14 مارس/ آذار 2022

497-14-03-2022

السيدات والسادة المحترمون،

 

أجرينا محادثات مفيدة وغنية بالمضمون مع زميلي وصديقي القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.

لأسباب واضحة، تم إيلاء الكثير من الاهتمام للموضوع الأوكراني. تحدثنا عن كيفية اختمار الأزمة الحالية لسنوات عديدة وبمشاركة الزملاء الغربيين الذين تولوا رعاية نظام كييف. واطلعنا على كيف يجري حاليا تنفيذ العملية العسكرية الخاصة من أجل حماية سكان دونباس من التهديد العسكري المباشر، وكيف يتم تحقيق قضية نزع السلاح وتصفية النهج النازي في أوكرانيا، بما في ذلك من خلال المفاوضات التي بدأت قبل أسبوع وتستمر على المنصة البيلاروسية وعبر مؤتمرات الفيديو. وتحدثتُ عن لقائي مع وزير خارجية أوكرانيا ديمتري كوليبا على هامش منتدى أنطاليا الدبلوماسي في تركيا. وتحدثنا عن الاهتمام الذي يوليه ممثلو روسيا لحل القضايا الإنسانية، وإنشاء ممرات لإجلاء المدنيين من منطقة العمليات القتالية، وإيصال المساعدات الإنسانية الطارئة (الأدوية وغيرها من الضروريات الأساسية) من روسيا إلى سكان المناطق المعنية في أوكرانيا.

نقدر اهتمام القيادة القطرية (شخصياً الأمير تميم بن حمد آل ثاني) بالوضع الحالي. ترغب قطر وتسعى لاستعمال قدراتها للمساعدة على التوصل إلى اتفاق بشأن القضايا المدرجة على جدول الأعمال، مع مراعاة مصالح الأمن الأوروبي المشترك (بما في ذلك أمن روسيا وأوكرانيا) وضرورة العمل على ألا تنطلق أي تهديدات لروسيا الاتحادية من أراضي أوكرانيا، ولا لأولئك الذين يرغبون في حماية اللغة والثقافة والتقاليد الروسية (بما في ذلك تقاليد الكنيسة الأرثوذكسية الروسية) والعيش في البلاد دون التعرض لأي تمييز، وخاصة المرتبطة بمظاهر النازية الجديدة.

وجدنا أن مثل هذه المحادثة مفيدة. واتفقنا على مواصلة الاتصالات حول هذا الموضوع. نحن نقدر اهتمام دولة قطر بالمساعدة في تحقيق النتائج المرجوة.

ناقشنا العلاقات الثنائية النامية بصورة ارتقائية. إن هذا يتجاوب مع المصالح طويلة المدى لبلدينا. واتفقنا على الخطوات الإضافية التي سنتخذها للحفاظ على الدينامية الإيجابية في التبادل التجاري، وتطوير التعاون الاستثماري، وفقا للاتفاقات التي تم التوصل إليها بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني. وسيعقد في الدوحة هذا العام اجتماع دوري للجنة الروسية ـ القطرية للتعاون التجاري والاقتصادي والفني.

لدينا آفاق جيدة ومصلحة مشتركة في استمرار التنسيق في سوق الطاقة العالمية، بما في ذلك في إطار منتدى الدول المصدرة للغاز. ويتعاون صندوق الاستثمار المباشر الروسي مع وكالة قطر للاستثمار وينفذ حزمة كبيرة من المشاريع المشتركة.

نحن تقليديا نتعاون بشكل وثيق مع قطر بشأن المشاكل القائمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. هناك احتمال كبير لنشوب نزاع. وهناك خطر تفاقم الأزمات القائمة.

فيما يتعلق بسوريا، فإننا نؤيد التنفيذ الكامل والشامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254. تحدثنا عن كيف تبدو الآن نشاطات تنسيق أستانا. ومن المقرر أن يعقد في المستقبل القريب اجتماع الـ "الترويكا" بمشاركة المراقبين والأطراف السورية. نتذكر اهتمام دولة قطر بالتعاون مع روسيا وتركيا للمساعدة في حل المشاكل الإنسانية في سوريا.

لقد قام الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لسوريا غير بيدرسن مؤخرا بزيارة روسيا الاتحادية. كما التقيت به في 10 مارس من هذا العام. في انطاليا. نؤكد خطط استئناف عمل اللجنة الدستورية نهاية مارس 2022 بجنيف. ومن الضروري زيادة المساعدات الإنسانية العاجلة للسوريين، بما في ذلك في تنفيذ مشاريع "التعافي المبكر": إعادة الكهرباء، والخدمات الطبية، والإسكان، والتعليم. وتحدث جميع أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لصالح ذلك في يوليو 2021، واعتمدوا القرار ذي الصلة. ولحد الآن يجري تنفيذه ببطء. نلفت، في إطار الأمم المتحدة، نظر رؤساء الهياكل الدولية والجهات المانحة، الذين يجب عليهم تلبية هذه الدعوة الصادرة عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

نحن نتعاون للمساعدة على التسوية الليبية، حيث ظهرت مؤشرات على تفاقم الوضع الآن.

تؤيد روسيا وقطر تعزيز الجهود الدولية، في أقرب وقت ممكن، لاستئناف المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية من أجل حل القضايا الرئيسية المتعلقة بالوضع النهائي لدولة فلسطين والتسوية السلمية الشاملة. وأشير إلى الأهمية الخاصة لاستعادة الوحدة الفلسطينية. ويمكن لروسيا وقطر، بل وإنهما تسعيان للمساهمة في تحقيق هذه المهمة التي تنطوي على أهمية كبيرة.

 بعد انسحاب الوحدات العسكرية الأجنبية من أفغانستان، يتطلب الوضع هناك اهتماما يوميا من قبل المجتمع الدولي. وقد اضطلعت قطر، مع أطراف خارجية أخرى، بدور هام في الجهود الرامية إلى استقرار الوضع، بما في ذلك توفير تمويل البرامج الإنسانية التي يحتاج إليها بشكل حاد سكان هذا البلد الذي طالت معاناته.

لدينا جدول أعمال واسع. وقد أتاحت مفاوضات اليوم تحقيق تقدم كبير فيما يتعلق بإيجاد إمكانات مشتركة للمساعدة على حل المشاكل الكثيرة في عالم اليوم.

不正确的日期
高级设置