16:18:45

كلمة وإجابة وزير خارجية روسيا الاتحادية السيد سيرغي لافروف على أسئلة وسائل الإعلام خلال مؤتمر صحفي مشترك مع أمين عام جامعة الدول العربية السيد أحمد أبو الغيط في موسكو، 9 تشرين الأولأكتوبر 2023

1984-09-10-2023

السيدات والسادة،

لقد أجرينا مفاوضات مع أمين عام جامعة الدول العربية السيد أحمد أبو الغيط.

وناقشنا قضايا تعزيز التعاون العملي بين الجامعة العربية وروسيا الاتحادية. ونحن في شهر أيلول\سبتمبر من هذا العام أحيينا ذكرى مرور 20 عاماً على توقيع مذكرة التفاهم بين وزارة الخارجية الروسية والأمانة العامة لجامعة الدول العربية. واليوم أكدنا أن هذه الوثيقة تبقى أساسًا متينًا للعمل المشترك وتحدد المبادئ التوجيهية الأساسية لمواصلة تطوير علاقاتنا المثمرة.

يعتبر منتدى التعاون الروسي العربي إحدى آليات التعاون الهامة، حيث عقد اجتماعه السابق في موسكو في نيسان\أبريل 2019. لكن بعد ذلك تم تعديل برنامج الاجتماعات اللاحقة بسبب جائحة كوفيد-19. واليوم بالفعل أعربنا عن رغبتنا المشتركة لعقد الاجتماع المقبل وفق هذه الصيغة في شهر كانون الأول\ديسمبر من هذا العام في مدينة مراكش. كما اتفقنا على أن ديناميكية تطور الوضع في العالم ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تجعل مسألة تعزيز تنسيق سياستنا الخارجية أكثر أهمية من أي وقت مضى، خاصة على خلفية ما حدث في الأيام الأخيرة في غزة بشكل خاص وعلى الأراضي الفلسطينية بشكل عام. لقد أكدنا على موقفنا بشأن عدم قبول أي أعمال عنف أو ضرر أو موت للمدنيين (بغض النظر عن الجانب الذي ينتمون إليه)، أو سلب النساء والأطفال كرهائن.

وعلى التوازي وفي انسجام شبه تام دعت كل من جامعة الدول العربية وروسيا الاتحادية، إلى الوقف الفوري لجميع الأعمال القتالية وأعمال العنف والانتقال إلى المفاوضات. إننا نشعر بقلق عميق إزاء مقتل المئات من الإسرائيليين والفلسطينيين، وأعداد الجرحى بالآلاف. ناهيك عن أن إسرائيل أعلنت أن قطاع غزة هو هدف للعمليات الانتقامية. كما نلاحظ وجود اضطرابات خطيرة في الضفة الغربية، وتزداد احتمالات نشوب صراع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

نحن ندين العنف بجميع أشكاله ومظاهره، ونحث الجميع للدعوة بقوة إلى وقف الأعمال القتالية. نعم من الواضح أننا سمعنا تصريحات ذات صلة من زملائنا الغربيين تدين الهجوم على إسرائيل، ونأمل أن يدعوا أيضاً بصدق إلى وقف الأعمال القتالية، ولكن موقفهم يثير تساؤلات جدية. إذ يقول الغربيون يجب وقف الأعمال القتالية فوراً، ولكن "على إسرائيل أن تهزم الإرهابيين وتدمرهم". لقد حدث هذا عدة مرات في تاريخ هذا الصراع الأطول على وجه الأرض الذي لم يتم تسويته حتى الآن.

شهدنا مثل هذه الاختراقات مرات عديدة، لكن بعد أن يهدأ الوضع لم تبذل الجهود اللازمة لإزالة السبب الرئيسي الذي أدى إلى تقويض الاستقرار في الشرق الأوسط. وأعني تسوية القضية الفلسطينية على أساس صيغة الدولتين وفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي، واتفاقيات الأطراف في أوسلو ومدريد، وكذلك مبادرة السلام العربية. وكل هذه الاتفاقيات والقرارات تنص على إقامة الدولة الفلسطينية جنباً إلى جنب مع إسرائيل بسلام وأمن وتعاون.

لقد أكدنا مراراً وتكراراً على لسان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اهتمامنا بضمان أمن فلسطين وإسرائيل، خاصة وإنه يعيش عدد كبير من مواطنينا في إسرائيل. ونحن قلقون بشأن مصيرهم في الوضع الحالي ونبذل قصارى جهدنا لمعرفة ما إذا كان هناك أشخاص بينهم يحتاجون إلى المساعدة. سنكون مستعدين لإجلاء أولئك الذين يرغبون في المغادرة إلى روسيا. واسمحوا لي أن أؤكد مرة أخرى أننا لا نستطيع أن نتفق مع أولئك الذين يقولون إن الأمن لا يمكن ضمانه إلا من خلال مكافحة التطرف والإرهاب، لأن هذا يقوض قرار الأمم المتحدة بإقامة دولة فلسطينية.

ولا يسعني إلا أن أذكر السياسة المدمرة التي تنتهجها الولايات المتحدة، والتي تقوض الجهود المشتركة في إطار اللجنة الرباعية للوسطاء الدوليين، التي تضم الأمم المتحدة وروسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وهذه هي الآلية المعترف بها باعتبارها أساسية في قرارات مجلس الأمن الدولي. ومن أجل استخدام هذه القناة والتعاون مع الجامعة العربية، يحاول الأميركيون احتكار جهود الوساطة وحرف الحوار بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعيداً عن التسوية السياسية وإقامة الدولة الفلسطينية. إنهم يحاولون استبدال تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي من خلال الحديث عن تخفيف المشاكل الاجتماعية والاقتصادية للسكان الفلسطينيين، وعن إقامة اتصالات مستمرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين لضمان الأمن اليومي "على الأرض". لكن الأميركيين يفضلون عدم الحديث عن إنشاء دولة فلسطينية أو تنفيذ قرارات الأمم المتحدة.

نحن ننطلق من حقيقة أنه من الضروري تقديم الدعم الفعال لجامعة الدول العربية. إذ أعلنت هذه المنظمة مؤخراً عن العديد من المبادرات المتعلقة بعودة سورية إلى «الأسرة العربية». كما تجري الآن عمليات التطبيع بين السعودية وإيران. وهناك تقدم بسيط في العلاقات بين سورية وتركيا. وإذا تم تحقيق هذه العمليات بالكامل، فإن ذلك سوف يساعد على استقرار الوضع في المنطقة برمتها.

لا يمكن تأجيل "القضية الفلسطينية" أكثر من ذلك دون التوصل إلى تسوية، ويجب تنفيذ قرارات الأمم المتحدة. ونعتقد أن الجامعة العربية - من خلال تشجيع هذه العمليات وتعزيز الخطوات العملية نحو إنشاء الدولة الفلسطينية - يمكنها أن تلعب دوراً حاسماً في التحسين الشامل للوضع الإقليمي. وبحسب قرارات الأمم المتحدة، سوف تتعايش فلسطين جنباً إلى جنب مع إسرائيل، مما يضمن أمن بعضهما البعض وحسن الجوار بشكل طبيعي. هذه هي الطريقة الأكثر موثوقية لحل المشاكل التي تندلع في هذا الجزء من العالم.

كما ناقشنا أيضاً مسائل حل الأزمات في سورية وليبيا، الدولتين التي تم تدمير مؤسساتهما نتيجة لعدوان حلف شمال الأطلسي في عام 2011. والآن، وبصعوبة بالغة، تُبذل محاولات لتجميع ما تبقى من هذه المؤسسات، لكنها لم تكن ناجحة حتى الآن. وتحدثنا عن ضرورة تقديم المساعدة في وقف إراقة الدماء في السودان. وهنا، لدى الجامعة العربية أيضاً أفكار نحن على استعداد لدعمها.

بناءً على طلب أصدقائنا تحدثنا عن الوضع الراهن، وأوضحنا موقفنا - فيما يتعلق بالوضع المحيط بأوكرانيا - من الدعوات المختلفة لبدء المفاوضات. لقد أعلن رئيس روسيا الاتحادية السيد فلاديمير بوتين مراراً وتكراراً عن موقفنا بوضوح، بما في ذلك خلال منتدى فالداي مؤخراً. ونحن لم نرفض أبداً المفاوضات إذا عرضت على أساس جدي وليس على شكل إنذارات. ونرى رفض أوكرانيا القاطع للدخول في أي حوار إلا على أساس «صيغة زيلينسكي»، وهي عبارة عن مشروع دعائي غير قابل للتحقيق.

أنا ممتن لصديقي وزميلي وأعطيه الكلمة.

سؤال: على مدى العام ونصف العام الماضيين، أثارت روسيا مراراً مسألة إمدادات الأسلحة الأمريكية وغيرها من أسلحة الناتو إلى أوكرانيا، والتي انتهى بها الأمر بعد ذلك في الأسواق السوداء. منذ بضعة أيام، بدأ أعضاء الكونغرس الأمريكي يتحدثون عن حقيقة أن الأسلحة التي قدمها الغرب وإدارة بايدن إلى زيلينسكي، ظهرت في الشرق الأوسط واستخدمت لقتل المدنيين. هل تعتقدون أن البيت الأبيض قد استخلص العبر؟

سيرغي لافروف: من الصعب بالنسبة لي أن أتحدث عما يمكن أن يفعله البيت الأبيض. على مدى العام ونصف إلى العامين الماضيين، لاحظنا العديد من التصرفات والتصريحات الصادرة عن البيت الأبيض والتي لا تتناسب مع المنطق الذي يتحدث به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزارة الخارجية بشأن السياسة الخارجية، وهو البحث عن حل مقبول للطرفين لأي قضية دولية.

نعم لقد أعلن البيت الأبيض أن الهدف هو إلحاق "هزيمة استراتيجية" بنا (وهذه حسب زعمهم "مهمة وجودية" للولايات المتحدة)، وأن روسيا لا بد من "هزيمتها في ساحة المعركة". إذاً فليكن في ساحة المعركة. ومع ذلك كلما كان هناك عدد أقل من الأسلحة الغربية من النظام النازي الأوكراني في ساحة المعركة، كلما كان من المحتمل أن يتم تنفيذ المهام التي حددها الرئيس بوتين بشكل أسرع. ومع ذلك سيتم تنفيذها في أي حال من الأحوال.

حقيقة أن الأسلحة التي يتم توريدها إلى أوكرانيا بكميات ضخمة، تنتشر في جميع أنحاء العالم من خلال المهربين وغيرهم من تجار المواد القاتلة عديمي الضمير، كانت حقيقة معروفة منذ فترة طويلة. وقد تم لفت مجلس الأمن الدولي الانتباه إلى هذه الحقيقة أكثر من مرة. وكما نقول: "دق المي وهي مي". وإذا شرع الاستراتيجيون الغربيون في تنفيذ نهجهم من خلال استخدام أوكرانيا وجثث الأوكرانيين كأدوات للعدوان على روسيا، فمن يستطيع أن يفعل أي شيء حيال ذلك.

как об стенку горох

سؤال: لقد تم الآن طرح العديد من المبادرات لتسوية الوضع في الشرق الأوسط. ما هي خطط روسيا بهذا الشأن؟ وإذا لجأت السلطات الإسرائيلية إلى موسكو طلباً للمساعدة من أجل لعب دور الوساطة لتحرير الرهائن أو توضيح الوضع بشأن المفقودين، فهل روسيا مستعدة؟

سيرغي لافروف: أنتم قلتم في سؤالكم، لقد تم اتخاذ العديد من المبادرات من أجل تسوية الوضع في الشرق الأوسط؟ أنا لا أعرف عنها. هناك دعوات لوقف إراقة الدماء فوراً والجلوس إلى طاولة المفاوضات، ولكن لا يمكن أن تكون هناك سوى مبادرة واحدة – وهي تنفيذ قرارات تسوية القضية الفلسطينية التي اتخذت في أروقة الأمم المتحدة. وهذا يفترض التعايش بين دولتين، إسرائيل وفلسطين، في سلام وأمان وحسن الجوار. وهذا هو بالضبط ما كنا نتحدث عنه اليوم. موقفنا المشترك هو أن هذه هي المبادرة الوحيدة التي يمكن أن تكون "مطروحة على الطاولة" ويجب أن تصبح موضوع مفاوضات مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

أما فيما يتعلق بجهود الوساطة، أولاً وقبل كل شيء، يتعين على الأطراف نفسها وقف الأعمال القتالية. وكل شيء آخر يمكن حله ضمن إطار الوضع الطبيعي غير العسكري.

سؤال إلى السيد أحمد أبو الغيط (مترجم من اللغة العربية): هل تمت مناقشة مسألة الأمن الغذائي والجهود التي تبذلها موسكو لمساعدة الدول العربية في القارة الأفريقية اليوم في ضوء المبادرة الثلاثية - روسيا وتركيا وقطر، الخاصة بتوفير الحبوب؟

سيرغي لافروف (يضيف بعد أحمد أبو الغيط): إننا نولي اهتمامًا خاصًا لهذه المسألة. حتى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحدث عن هذا الموضوع أكثر من مرة. وتمت الاشارة إلى حقيقة إن إنهاء "مبادرة البحر الأسود" (بسبب عدم تنفيذ الجزء الروسي منها على الإطلاق) لم يكن له أي تأثير على الأمن الغذائي للبلدان النامية. وإن جميع شركائنا التجاريين، الذين نزودهم بالحبوب والأسمدة، لا يتكبدون أية خسارة.

لا يوجد انقطاع في عملية توريد الحبوب إلى الدول العربية ويجري حالياً تنفيذ جميع الخطط وسيتم الانتهاء منها في الوقت المحدد، على الرغم من العقبات غير القانونية التي خلقتها العقوبات الغربية، بما في ذلك ما يتعلق بالشحن، ودخول السفن إلى الموانئ، وعدد من الإجراءات الأخرى التي يجب تنفيذها.

اسمحوا لي أن أذكركم بأن البلدان الأفريقية، وهي أفقر البلدان، لم تتلق أي شيء عملياً من أوكرانيا في هذا الجزء من الصفقة، التي كانت للأسف مشروعاً تجارياً بحتاً، يصب قبل كل شيء في صالح شركات الحبوب الأمريكية، التي قامت بشراء أكثر من ثلث الأراضي الخصبة من أراضي أوكرانيا. والولايات المتحدة هي التي حصدت الفائدة الرئيسية مما يسمى "صفقة حبوب البحر الأسود".

هنا لابد من الاشارة إلى إن الرئيس بوتين أعلن خلال قمة روسيا-أفريقيا عن قرارنا بإرسال شحنة كبيرة من الحبوب مجانًا كمساعدات إنسانية إلى ستة بلدان أفريقية مدرجة في قائمة برنامج الغذاء العالمي، أي أولئك الذين هم في أمس الحاجة إلى الغذاء. وسيتم الانتهاء من عمليات التسليم هذه بحلول نهاية العام. وسنواصل أنشطتنا الإنسانية في هذا الاتجاه في العام المقبل.

不正确的日期
高级设置