18:46:50

من إحاطة الممثلة الرسمية لوزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، موسكو، 11 سبتمبر/ أيلول 2024

1678-11-09-2024

 

 

من الإجابات على الأسئلة:

 

سؤال: هل من الممكن الحديث عن شراكة استراتيجية كاملة مع الدول العربية في ظل ظروف عندما تقع أكبر القواعد العسكرية الأمريكية على أراضيها؟ هل سيؤثر هذا العامل على العلاقات بين روسيا والدول العربية؟

الجواب: يقتضي الفصل بين هذين المكونين. أنا أفهم جيدا سؤالك، ولكن دعونا نأخذ الأمور بالترتيب.

إن علاقاتنا مع العالم العربي، كما مع دول المناطق الأخرى، تقوم تقليديا على مبادئ المساواة والاحترام المتبادل ومراعاة مصالح بعضنا البعض. على عكس بلدان" الغرب الجماعي "، نحن لا نفرض أيديولوجياتنا أبدا على أي كان، ومع مَن يتصادق وضد مَن يقف. هذا هو موقفنا المبدئي. لقد ذكرتُ ذلك بكلمات بسيطة، لكن المصطلحات ذات الصلة  مسجلة في الوثائق المفاهيمية والعقائدية.

ونعتقد أنه بفضل هذه المقاربة  التي لا تقل أهمية من المقاربات الأخرى، تيسر لنا مد علاقات ودية حقيقية مع شعوب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ولا يعود تاريخ تلك العلاقات إلى عقود، بل لها جذور تمتد لقرون طويلة. في الأزمان، عندما لم يسمعوا في هذه المنطقة عن الولايات المتحدة.

ونواصل تطوير تعاون متعدد الأوجه مع شركائنا العرب بالاعتماد على هذا الأساس المتين. إن كثافة تبادل الوفود على جميع المستويات، وزيادة مؤشرات التعاون التجاري مع دول المنطقة من سنة إلى أخرى لا تقبل الشك. هذا من جهة. ومن جهة أخرى، لا يسمح وجود القواعد الأمريكية للكثير من البلدان والمناطق بتطوير العلاقات بصورة كاملة مع مَن ترغب.

ومن بين أمور أخرى، نرى أنه حتى عندما تثير دولة ذات سيادة، بما في ذلك المنطقة التي ذكرتموها، مسألة سحب القواعد الأمريكية من أراضيها، فإنها لا تستطيع تحقيق ذلك. نرى هذا على مثال مختلف الدول. وجاءت الولايات المتحدة لتلك الدول بطرق مختلفة: في مكان عن طريق  احتلال مباشر للبلد بأكمله، وفي مكان آخر فرضوا  السيطرة لغرض استغلال الأمريكيين الموارد الطبيعية في أهم المناطق.

لقد دخلوا الى تلك الدول، وتصرفوا هناك بطرائق مختلفة. لكنهم لا يرومون العودة إلى بلدهم بنفس الطريقة. ومن الصعب على دول المنطقة تحقيق مغادرة القوات النظامية الأمريكية والمرتزقة والجمعيات العسكرية  الأمريكية من أراضيها السيادية. وهذا أمر معقد.

لذلك، تجد البلدان نفسها لسبب أو لآخر، طواعية أو قسرية، إن القوات الأمريكية تحتلها، وعليها أن تفهم  الى أن يمكن أن يؤدي إليه ذلك الوضع.

سأضرب لكم مثالا: بألمانيا. إنها دولة ذات نظام متطور للعلاقات القانونية، وتاريخ ديمقراطي، وما إلى ذلك. وهناك تنتشر  الكثير من القواعد العسكرية الأمريكية  التي تم نشرها هناك من أجل " أن تشعر ألمانيا بالأمن."  ونتيجة لذلك، فقدت ألمانيا أهم عنصر في البنية التحتية  الذي يضمن أمن الطاقة لنفسها أي "نورد ستريم  1 " و"نورد ستريم 2". وهذا كل شيء.

وكما اتضح مؤخرا فأن الأمريكيين يتنصتون بانتظام على مستشاري ألمانيا. هذا هو الجواب على السؤال عما تمارسه هذه القواعد الأمريكية هناك. وهذا لا ينطبق فقط على هذه المنطقة، ولكن أيضا على جميع مناطق العالم التي تمسها " قدم في بسطال الأمريكي".


Documentos adicionales

  • Fotografías

Album de fotos

1 из 1 fotos en el album

Documentos adicionales

  • Fotografías

Album de fotos

1 из 1 fotos en el album

Fechas incorrectas
Criterios adicionales de búsqueda