من كلمة المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في المؤتمر الصحفي المنعقد بتاريخ 2 مارس 2018
على مدى الإسبوعيين الماضيين، زاد التوتر في تطور الوضع في سوريا وما حولها. وتصادم توجهان. من ناحية ذلك التوجه الذي تحدد بصورة رئيسية بجهود روسيا وشركائها في إطار استانا، وفريق مبعوث امين عام الامم المتحدة للشأن السوري ستفان دي ميستورا. ان هذه الجهود تهدف الى الحفاظ على الزخم الذي منحه مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي، للتسوية السياسية في هذه البلاد، وضمان تقدم فعلي نحو السلام على أساس قرار مجلس الامن رقم 2254. ومن ناحية أخرى محاولات الإرهابيين المحمومة الرامية لعرقلة ذلك التوجه. ومع الأسف ان بعض الشركاء الغربيين ليس لم يشجبوا هذه الممارسات وحسب، وانما غطوا عليها بشتى الوسائل وبرروها، ونظروا لها كفرصة لأخذ زمام المبادرة من روسيا ومواصلة تنفيذ خططهم الجيو/ سياسية المغرضة، التي لا تمت بصلة بمصالح الشعب السوري. ان لدى هذا الشعب وجهات نظر مختلفة عن بلده ونظامه السياسي وعن مستقبله. بيد ان ما يقوم به الارهابيون، والمقاتلون، والمتطرفون، لا يستجيب ابدا لمصالح شعب سوريا.
ومن الناحية السياسية، تطورت المواجهة حول الوضع الانساني غير البسيط، فضلا عن التهم المستمرة التي لا أساس لها لدمشق في استعمالها الاسلحة الكيميائية.
وارتدى الموضوع الاخير حصرا طابعا مصطنعا، حيث لم تُقدم اية أدلة مقنعة على إستعمال دمشق الأسلحة الكيمائية. ويشير الى ذلك، من بين أمور اخرى، التصريحات الاخيرة لوزير الدفاع الامريكي جيمس ماتيس الذي اعترف علنا بعدم وجود مثل هذه الأدلة لدى واشنطن.
وتستند جميع التهم بهذا الصدد على شهادات زور من المسلحين و بعض" المتطوعين" من " الخوذ البيض" سيئة السمعة، الذين تم ضبطهم مرات عديدة متلبسين بنشر صور فيديو مزورة. وكان اخرها الذي يجري الترويج له حاليا في شبكة الانترنت، تمثيل"هجوم كيميائي" جديد باستعمال الكلور في بلدة الشيفوني. وفي الوقت نفسه يتم تجاهل تقارير عن حالتين من الإستفزازات التي إشتملت على استخدام المتطرفين موادا سامة. ففي الفترة من 15 الى 17 فبراير/ شباط تم تسجيل، في محافظة ادلب، حالتين من الاستفزازات باستخدام المسلحين الكلور ضد القوات الحكومية (قرية هوين وناحية سنجار).
الان عن المكون الانساني. في منتصف فبراير/ شباط اوصلت اللجنة المشتركة بين الامم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، بعد فترة توقف طويلة، امدادات غذائية وطبية الى مدينة النشابية في الغوطة الشرقية. وقد تم توفير الظروف اللازمة لذلك بفضل مساعدة الجيش الروسي الذي حقق سريان مفعول فترة توقف للطيران لمدة 72 ساعات في هذه المنطقة. ولكن هذا لم يوقف الارهابيين الذين تحصنوا في الغوطة والمتفاعلين معهم من التشكيلات المسلحة غير المشروعة، استمرار اطلاق الصواريخ وقذائف الهاون على دمشق وضواحيها. واطلقت للفترة من 24 الى 25 فبراير/ شباط اكثر من 70 لغما وصاروخا على دمشق.
ان قصف العاصمة مستمر بشكل منتظم، مما يؤدي الى إزهاق ارواح الابرياء كل يوم. وذكرت وزارة الصحة السورية ان 32 مدنيا قتلوا خلال الأيام القليلة الماضية، وأُصيب أكثر من 200 آخرين.
بعد تبني مجلس الامن الدولي في 24 فبراير/شباط بالاجماع القرار 2401، الهادف للمساعدة على تخفيف الحالة الانسانية في جميع انحاء سوريا، بما في ذلك مطالبة الأطراف بوقف العمليات القتالية من دون تأخير، باستثناء العمليات العسكرية ضد الارهابيين، لإقامة فترة توقف ثابتة لفترة لاتقل عن 30 يوما، صعد المسلحون هجماتهم. ورد المقاتلون على اعلان العسكريين الروس والسوريين فترة توقف لمدة خمس ساعات يوميا، وانشاء ممر للمدنيين الذين يرغبون بالخروج من الغوطة الشرقية، بقصف متهور ومنعوا التحرك الآمن للناس وللإمدادات الانسانية.
ان استفزازات التشكيلات المسلحة غير المشروعة هذه جعلت من الضروري والمحتم القيام بعملية برية واسعة النطاق لمكافحة الارهاب في الغوطة الشرقية، دعمتها القوة الجوية السورية والقوة الجوية الفضائية الروسية. وتم تحرير المناطق السكنية حزرما والصالحية وجزئيا النشابية. وتمت السيطرة على تل فرزات الاستراتيجي . وبعد معارك عنيفة مع الارهابيين، سيطرت القوات السورية على قرية حوش الضواهرة. ويجري قتال عنيف في منطقة اوتايا الى جنوب ـ شرق دمشق. وفي حرستا انتزع جنود الفرقة الآلية الرابعة عدة مباني في حي العجمي. ويُبدى المقاتلون هناك مقاومة عنيفة. وذُكرت تقارير انهم استخدموا صواريخ " تاو "(TOW) الامريكية المضادة للدبابات. وتوسع القوات الحكومية هجومها على حرستا من الشمال، وتطويقها.
وظلت الحالة في منطقة تخفيف التصعيد " حمص" هادئة بوجه عام. وسُجلت حادثة إستفزاز واحدة في شمال محافظة حماة، قام بها عناصر "جبهة النصرة" وحلفاؤهم.
وفي محافظة دير الزور، ظهرت علامات تطبيع الحياة في الاراضي المحررة من داعش. وفي الأسابيع الاولى من فبراير/ شباط عادت نحو 300 أسرة الى ديارها في أبو كمال. ولتيسير هذه العملية، تقيم السلطات المعابر على نهر الفرات. وعمل المعبر الحدودي على الحدود السورية/ العراقية بصورة اعتيادية. وعثر خلال عمليات ازالة الألغام في مدينتي ابوكمال والميادين على مخابي اسلحة جديدة لداعش، من بينها أسلحة من صنع اسرائيلي. وعلى الضفة المقابلة لشاطئ نهر الفرات،راح اكثر من 10 اشخاص ضحية للقصف العشوائي لطيران التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمعسكر النازحين داخليا.
ونتابع عن كثب تطور الوضع في داخل منطقة إدلب لتخفيف التصعيد، حيث ترد معلومات عن وقوع مواجهات بين اتحاد المعارضة السورية المسلحة " جبهة تحرير سوريا" الذي تشكل مؤخرا، و" جبهة النصرة"( "هيئة تحرير الشام"). ونتيجة لذلك تراجعت "جبهة النصرة" وراحت تترك مدينة بعد اخرى.
ونحن وكالسابق نشعر بقلق بالغ من تصرفات التحالف الذي تترأسه الولايات المتحدة الامريكية في سوريا، ولاسيما استمرار الشركاء الامريكيون الحصار المفروض على وصول المساعدات الانسانية الى معسكر "رقبان" للنازحين الداخليين الذي يقع على بعد 55 كم من ما يسمى بمنطقة " التفكيك". ان هذا الموقف يتناقض مع قرار مجلس الأمن 2401. ان الوجود غير القانوني للقوات الامريكية في المنطقة المحيطة بالتنف، واغلاق أهم شريان نقل بين دمشق وبغداد، يشكل انتهاكا صارخا لسيادة سوريا.
وتوازيا مع تكثيف المتطرفين"على الارض" جهودهم لنسف التهدئة، كان رعاتهم الأجانب ووسائل الإعلام المتحيزة، يثيرون الهستيريا بشأن مزاعم عدم تنفيذ دمشق وموسكو أحكام قرار مجلس الامن الدولي 2401 . واود ان اقول مرة اخرى، ان روسيا صوتت لصالح القرار، وقامت فورا بعد اعتماده وبالتنسيق مع الحكومة الشرعية السورية باتخاذ خطوات عملية بهدف وضع موضوعاته الرئيسية في الشكل المبين في نص الوثيقة. وسنواصل العمل في هذا الاتجاه. ومع ذلك لا ينبغي الرهان على اننا سنضع العراقيل امام السلطات السورية في محاربة الارهابيين الذين قصفوا البعثة الدبلوماسية الروسية في دمشق مرارا وتكرارا. وقد تحدث وزير الخارجية سيرغي لافروف عن هذا مرات عديدة، وعند التعليق على القرار الذي إعتمده مجلس الامن الدولي، وجرى الحديث عن ذلك ايضا في بيانات وتعليقات وزارة خارجية روسيا.
ان تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2401 لا يحتاج لأوراق مزورة غير موقعة تتهم الحكومة السورية الشرعية وروسيا وايران بانتهاك قرارات مجلس الامن الدولي 2254 و 2268 و2401، بل من خلال الأعمال الملموسة التي ينبغي ان تؤدي الى فك الإرتباط بين اؤلئك الذين هم على إستعداد لدعم وقف إطلاق النار، والارهابيين، والقضاء لاحقا في كامل الارض السورية على كافة المنظمات الارهابية التي اعترف بها مجلس الامن على هذا النحو، وترتيب التسوية السياسية في هذا البلد على اساس قرار مجلس الامن الدولي 2254 وفي ضوء القرارات التي اتخذها مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي.
بصدد التداعيات الانسانية التي سببتها عملية
التحالف الذي تترأسه الولايات المتحدة الامريكية بالسيطرة على الرقة
نشعر ببالغ القلق من الوضع في مدينة الرقة، وهي المركز الاداري للمحافظة الواقعة شمال سوريا التي تحمل نفس الاسم. بلغ عدد سكان المدينة قبل بداية ازمة 2011 نحو 300 الف شخص، بيد انه وتوازيا مع استيلاء مقاتلي داعش على الاراضي السورية الى الشرق من نهر الفرات، ارتفع عددهم حتى 2014 الى 800 ألف، بسبب لجوء المشريدين داخليا لها. وبالتالي فان كافة هؤلاء الناس المسالمين اصبحوا في واقع الأمر" درع بشري" لخلافة داعش المزيفة، التي حولت الرقة الى "عاصمة" لها.
وفي نوفمبر 2016 بدأت " قوى سوريا الديمقراطية" التي يشكل الاكراد ولحد اليوم نواتها، عملية تحرير الرقة من الارهابيين، والتي استكملت في اكتوبر عام 2017. وطوال هذا الوقت تلقت قوى سوريا الديمقراطية دعما كثيفا من قبل طيران ومدفعية التحالف المناوئ لداعش،الذي تقوده الولايات المتحدة الامريكة، وبمعنى الكلمة غطت المدينة بقذائف المدفعية والهاون والقنابل، بما في ذلك المحشوة بالفسفور الابيض. وعلى مدى عام تقريبا وجدت حارات مدينة الرقة والسكانها المسالمين، نفسها في مرجل حقيقي، وتعرضوا لإبادة منهجية. ولم يرغب المستشارون الاجانب الذين قادوا العملية ان يسمعوا عن انشاء ممرات انسانية او توقف انساني، ولا عن الإجلاء الطبي او ايصال الامدادات الانسانية الى المحتاجين.
اما الان فغالبا ما يجري موازاة بما جرى على سبيل المثال في حلب. واود ان اذكركم بانه وعلى وجه الخصوص، عندما اجرى الجيش السوري بدعم من القوة الجوية الفضائية الروسية عملية تطهير للمنطقة من الارهابيين، فكرنا دائما بالدرجة الاولى، وحسبنا الامكانية بشان سلامة حياة الناس وضمان امن المدنيين. واود ان اذكركم كذلك بعدد المرات التي تحدثنا فيها في هذه القاعة عن نصب كاميرات الويب على موقع وزارة الدفاع الروسية، التي تبث الوضع من الممرات الانسانية، و تحدثنا عن العمليات التي تم التخطيط لها وجرى تنفيذها بشان تسليم الامدادات الانسانية، وتقديم المساعدة الطبية لإولئك الذين خرجوا من الأماكن التي قام الارهابيون بتمشيطها.
ولم يهتم اؤلئك الذين قادوا العملية بمصير السكان المدنيين في الرقة، كما لم يهتم المجتمع الغربي بهم. ان كافة حالات الهدنة القصيرة المعروفة التي اعلنها قادة قوى سوريا الديمقراطية، مرتبطة بالفترات التي تم خلالها إخراج وحدات داعش الاكثر قدرة على المقاتلة بكامل سلاحها من الرقة، بهدف نقلها لاحقا الى دير الزور والى غيرها من الجهات لمواجهة القوات الحكومية.
بعد عدة عدة اشهر من الحصار، تم في الواقع محو مدينة الرقة من على وجه الأرض. وتشهد على ذلك المواد التي تم تصويرها بالطائرات من دون طيار، التي يمكن العثور عليها بحرية على شبكة الانترنت. وتحولت المنازل السكنية والمدارس والمستشفيات والمخابز، الى انقاض. ودُمرت شبكات امداد المياه والصرف الصحي. وليس هناك امدادات كهرباء. وعلى وفق ما قاله شهود عيان ان هناك في بعض مناطق المدينة تنبعث نتانة من الجثث المتبقية تحت الانقاض. العالم الغربي لايريد ان يعرف شيئا عن هذا. والصحفيون الغربيون لا يريدون كتابة شيئا عن هذا. والمنظمات الانسانية، التي تابعت عن كثب ما حدث في حلب، والتي ترصد الآن جميع تحركات القوات الحكومية، لا تريد ان تولي الاهتمام للوضع في الرقة.
ان الرقة تغص وبكل معنى الكلمة بالفخاخ القاتلة التي خلفها الارهابيون كما الذخائر غير المنفجرة التي استخدامها التحالف، وكلاهما بانتظار ضحايا جدد. وفي الوقت نفسه لا تزال بيانات بعض الدول الغربية عن نيتها في تخصيص الاموال لأغراض ازالة الالغام في الرقة معلقة في الهواء.
ومن الصعب معرفة مصير مئات الآلآف من المدنيين الذين كانوا في المدينة في بداية الحصار، وكم منهم مجبرون على العيش الان في ظروف مروعة. ان الرقة اليوم مدينة اشباح، ولديها كما ذكرت تقارير وسائل الاعلام، نوع من" مجلس محلي". ومع ذلك، من غير المفهوم يمثل من، وماهي مسؤلياته، لعل "المرصد السوري لحقوق الانسان" سيخبرنا بذلك.
وفي الوقت نفسه ووفقا للتقارير التي تسربت من هذا "الستار الحديدي" فان السكان الباقون في الرقة في أمس الحاجة الى المساعدات الانسانية العاجلة. وفي هذا الصدد طرحت روسيا الاتحادية مبادرة بتشكيل لجنة تقييم دولية، التي يمكنها ان تعطي تقييما مستقلا ومحايدا للحالة الراهنة في الاراضي التي تسيطر عليها الولايات المتحدة بحكم الواقع، لتقدير احتياجات السوريين المقيمين هناك، ووضع خطط للاستجابة لحالات الطوارئ في ظل الظروف الراهنة.
ونجد انفسنا مضطرين للفت انظار المجتمع العالمي، وبالدرجة الاولى الدول الاعضاء في التحالف المناهض لداعش الى ان المادة 10 من القرار 2410 الذي اعتمده مجلس الامن الدولي بالاجماع، تدعو مباشرة كافة الاطراف لتمهيد السبيل للمساعدات الإنسانية الى المحتاجين على كامل اراضي سوريا والسماح للوكالات الانسانية بالوصول الآمن، ومن دون عوائق الى جميع المناطق المتضررة في سوريا، وهذا يعني الى الرقة كذلك، التي بالمناسبة،ورد ذكرها مرتين في القرار.
وفي الوقت نفسه وبدلا من المساعدة في حل مشكلة المدينة السورية التي عانت طويلا، فان وسائل الإعلام، كما لوكانت ترد على المبادرة الروسية، تطلق اعلانات من نوع مختلف مثل " المسؤولون العسكريون" وعن " عدم وجود قيمة في الجهود الموازية للجهود الروسية" بشان التسوية في سوريا. وفي ضوء ذلك اود ان ارد على هذا النوع من "التحليلات": لم يكن لدى روسيا ولا يوجد اي"موازي" او عمودي"وتهدف اعمالنا الى التنفيذ الشامل والدقيق لأحكام القرارين 2254 و2410 التي اعتمدهما مجلس الأمن الدولي بالاجماع. وفي الوقت نفسه ان روسيا تقدم باستمرار اسهاما كبيرا في هذه العملية، على عكس بعض شركائنا الذين يواصلون وفقا لتقيماتنا بذل الجهود من اجل تحقيق مخططاتهم الجيو/ سياسية في سوريا، التي لا علاقة لها بمصالح تسوية سورية طويلة الأمد.
واود ان اذكركم، لقد قيل لنا الكثير حينها عن حلب، ان كل شيء ليس كذلك وليس بهذه الطريقة. ووفقا لرئيس بلدية حلب،(الرجل الذي تحمل بطريقة او باخرى مسؤولية هذه المدينة التي عانت طويلا) ان هناك يعيش الان 200 ألف من السكان المسالمين. لا نحتاج لمن يعلمنا. انا افهم تماما، ان المعطيات التي نقولها، تزعج. ولكن هذه هي الحقيقة يارجال.
حول الوصول الى المواطنين الروس
في المؤسسات العقابية العراقية والوضع المتعلق بهم
وفقا للمعلومات المتاحة يحتجز في احد سجون بغداد، الى جانب المواطنيين والاطفال من البلدان الأخرى 22 أمراة ناطقة بالروسية و49 طفلا من مواطني الاتحاد الروسي.
ويحظر على النساء اللواتي رهن التحقيق الاتصال وحتى نهايته بالشخصيات الغريبة بما في ذلك الدبلوماسيين. لذلك فان وصول موظفي السفارة الروسية في بغداد لهم غير متاح.
وتخطط السلطات العراقية، وفقا لنتائج التحقيق اجراء محاكمات بشان قضايا زوجات مقاتلي داعش الاجانب، بما في ذلك المواطنات الروسيات وستوجه لهن تهمة التواجد في الاراضي الاراضي العراقية بصورة غير مشروعة، فضلا عن الاشتراك في النشاط الارهابي او المساعدة على تنفيذه. وفي الحالات التي يعتبر فيها ذنبهن مؤكد، قد يواجهن عقوبة الإعدام او السجن لمدة طويلة جدا. ان القانون العراقي صارم جدا " بشان مكافحة الإرهاب" ولا يمكن ان يعول المتورطون في جرائم داعش في الاراضي العراقية، على التسامح.
وتتفاقم المشكلة اكثر بسبب الصعوبات في تحديد هوية النساء واطفالهن المتواجدين في السجن. وقد قامت بعضهن عمدا بلإتلاف وثائقهن ويظللن السلطات العراقية عن جنسياتهم، بينما فقدت الاخريات بالفعل جوازاتهن اثناء الاعمال القتالية. وكما تعرفون ان تحديد جنسية الاطفال الصغار هي اكثر صعوبة، لانهم لا يتكلمون حتى الآن باية لغة.
ومع ذلك فان السفارة الروسية في بغداد تعمل باستمرار وبفعالية كافية، لتحديد جنسية هؤلاء الافراد، وظروف وصولهم للعراق وتواجدهم في اراضيه واسباب الاعتقالات. وارسلت مذكرات دبلوماسية الى وزارات العراق ومؤسساته ذات الصلة مع طلبات بزيارة السجن من قبل موظفي القسم القنصلي في سفارتنا في بغداد وفقا للمعايير الدولية. وفي حالة اثبات الجنسية الروسية لهولاء النسوة، من المزمع ان يكفل ضمان مراعاة حقوقهن في الدفاع بالمحكمة بقدرات المحامين المحليين ورفع دعاوى استئناف في حال صدور احكام صارمة.
ونتوقع احراز تقدم في المستقبل القريب في موقف الجانب العراقي فيما يتعلق بمنح دبلوماسيينا في بغداد الحق في زيارة النساء اللواتي يفترض انهن من حملة الجنسية الروسية.
اما بالنسبة للأطفال، فان السلطات العراقية لم تعترض ابدا ولا تعترض على عودتهم الى وطنهم، شريطة تنظيم الوثائق ذات الصلة بشكل صحيح في روسيا وتسليمها من قبل السفارة في بغداد الى الاجهزة القضائية المحلية. وكما تعلمون فقد تراكمت خبرة كافية في هذا الصدد. ومنذ صيف 2017 وحتى الان، عادت من العراق الى روسيا 24 إمراة و73 طفلا.
واود ان اقول مرة اخرى ان وزارة الخارجية ترصد باستمرار هذه المسالة، لذلك نتلقى عددا كبيرا من التبليغات والرسائل والطلبات من الاقارب من المناطق الروسية. ونحن نعمل على ذلك بصورة منتظمة. وكلما سنحت الفرصة، سنعلن عن بعض الحقائق.
الوضع في اليمن
نتيجة التصعيد الجديد للاعمال القتالية يصبح الوضع هناك كارثي على نحو متزايد. اننا نتعامل مع "اكبر أزمة انسانية في عصرنا". وهذا ليس تقيمنا فقط. هذا هو اقتباس أكدته الاحصائيات التي قدمها المبعوث الخاص للامين العام للمتحدة اسماعيل احمد خلال الإحاطة الاعلامية لمجلس الامن الدولي بشأن اليمن في 17 فيراير/ شباط الماضي ( وقد انهى اليوم عمله بهذه الصفة). كما قدم هذه المعلومات واكدها مدير العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة جون غينغ. فما هي الأرقام؟ يحتاج 22.2 مليون شخص للمساعدات الإنسانية. ويعاني اكثر من 8.5 مليون شخص من سوء التغذية، معظهم بالطبع، من الأطفال. اكثر من مليون يعانون من الكوليرا والدفتيريا ـ في القرن 21! وقد اصبح مليوني يمني مشردين داخليا.
عندما شارك الوفد الروسي في أعمال مجلس حقوق الإنسان ومؤتمر نزع السلاح في ادارة منظمة الأمم المتحدة في جنيف، اقترب مني أحد الصحفيين الغربيين وسأل ما اذا كنا نفكر بالاطفال السوريين وتعرضهم للقتل. لقد تحدثنا عن الاطفال االسوريين قبل ان يعرف الغرب عن ذلك، من حيث المبدأ، وايضا قبل المرحلة النشطة من تطور الأزمة الانسانية. لدي سؤل اخر: هل يتذكر أحد في الغرب أطفال اليمن؟ وهل هرعوا الى شخص ما او الى وفد ما وسالوا عما اذا كانوا على بينة لما يحدث لأطفال اليمن؟. عن الاطفال في " البؤر الساخنة ساتحدث اليوم". وبالمناسبة، ومادام ان الحديث قد تناول الاطفال السوريين، ان روسيا الاتحادية تستقبلهم للعلاج وتقدم لهم المساعدة الانسانية، سواء في داخل سوريا او لاؤلئك الاطفال الذين يأتون الى بلدنا. والمسالة الرئيسية ان هذا ليس بعمل مع النتائج. الشئ الرئيسي اننا تحدثنا عن هذا قبل بداية الجحيم الذي لازال يحدث في مناطق سورية محددة، والتي سبق وان تكلمت عنها بشكل خاص.
على وفق اكثر التقديرات تواضعا، اسفر النزاع في اليمن على مدى ثلاث سنوات عن مقتل ما لايقل عن 9.2 ألف شخص وجرح اكثر 50 ألف. ولا تزال البنى التحتية المدنية في هذا البلد تتعرض لإضرار جسيمة نتيجة القصف الجوي. ودُمرت المدارس والمستشفيات ومرافق النقل. وهناك نقص حاد في الأدوية، ويموت الكثير من اليمنيين بسبب أمراض قابلة للعلاج تماما في عصرنا. ولم يستلم نصف مليون من الموظفين الحكوميين في الشمال والجنوب رواتبهم لأكثر من سنة ونصف.
وبدأ الوضع يتحسن الى حد ما بعد ما رفعت المملكة العربية السعودية الحصار المفروض على موانئ اليمن. ومع ذلك لايزال مطار صنعاء مغلقا امام الطيران المدني، ويواصل المشاركون في النزاع وضع العراقيل امام قوافل المساعدات الانسانية.
من المناسب ان نلفت الانظار الى ان عددا من الوفود في مجلس الامن الدولي، تبدي نشاطا مفرطا بشان سوريا وتسعى للعمل من دوافع تزعم انها انسانية بحتة ( كما يقولون عن ذلك)، وبالنسبة للكارثة اليمنية تبدى تواضعا متزايدا.
ونحن مقتنعون بصلابة، بان ليس هناك حلا عسكريا للنزاع اليمني. ومن الضروري البحث عن سبل لإطلاق عملية سلام من دون شروط مسبقة. ويجب اعادة الاطراف الى طاولة المفاوضات. ويعود الدور الرئيسي في هذا الى مبعوث الامين العام للامم المتحدة، الجديد لليمن مارتن غريفيث، الذي نتمنى له النجاحات. ونحن نعول على قدرته على استخلاص الاستنتاجات الضرورية من العمل الذي قام به سلفه.
من الاجوبة على اسئلة وسائل الاعلام
سؤال: لقد توقفكم في الجزء الرئيسي من كلمتكم بالتفصيل عند مبادرة روسيا بفتح ممرات انسانية في سوريا. وبالأمس تحديدا انتقدت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الامريكية هيذر نويرت هذه المبادرة ووصفتها بالمضحكة. ووفقا لقولها ان المدنيين في الغوطة الشرقية لا يستخدمون هذه الممرات، كما لم تُستخدم في حلب.
جواب: من اين لها ان تعرف؟
سؤال: وفقا لمعلوماتها، انهم لايستخدمونها، لانهم يخشون الملاحقة من قبل الحكومة السورية. كيف بوسعكم الرد على هذا النقد؟
جواب: قبل الاعلان عن مثل هذه الاشياء، ينبغي ان تكون لديك فكرة عما يتحدث عنه. وقد بينتُ اليوم وضعا ملموسا، وقلت لو تحدثنا عن الممرات الإنسانية الفعالة، التي نظمها الجانب الروسي، فقد تم توفيرها بصورة لا شائبة فيها اذا اخذنا بالحسبان هذا الوضع المعقد. انها مساعدات انسانية ودعم الادوية والدعم النفسي وضمان أمن فعلي. وقد تم عرض كل ذلك على كاميرات الويب ذات الصلة في موقع وزارة الدفاع. ان الجانب الروسي يتمتع بهذه الخبرة . فهل يمكن الحديث في هذه الحالة عن عدم الفعالية؟.
من الضروري التعليق على قضايا الفعالية في سياق منطقة مسؤولية الولايات المتحدة. واليوم اعطيت مثالا عن الوضع في مدينة الرقة. واود ان استمع الى الجانب الأمريكي، كيف يقيمون فعالية العملية هناك؟. وهل كل شيء طبيعي هناك؟ وهل عادت الحياة الى مجراها الطبيعي؟ واقول مرة اخرى، لقد عاد الى حلب 200 ألف شخص. وعلاوة على ذلك، ان هذه ليست اساطير، وهذه ليست مجرد ارقام على ورقة. وبوسعكم ان تشاهدوا هناك مقاطع فيديو.
وبالمناسبة، ان لدى قناتكم مثل هذه المقاطع، فعندما تاتي الوفود الأجنبية لنا، يقولون انهم يشاهدون تقارير"روسيا اليوم" وبوسعهم مقارنتها بتقارير وسائل الاعلام الغربية، التي تلوذ بالصمت عموما على تطبيع الحياة في المناطق السورية، حيث وبدعم من القوة الجوية الفضائية الروسية قامت الحكومة السورية بعمليات مكافحة الارهاب، وحيث يجري الان تهيئة الظروف لعودة السكان. وبالمعنى الدقيق للكلمة ان هذا الهدف وضع في مكان الصدارة. ولكن لا يوجد شي من هذا في تقارير الاعلام الغربي. ولعل ممثلة وزارة الخارجية الامريكية لا تعرف شيئا عن عودة الناس الى المناطق المحررة، وعودة الحياة الى مجراها الطبيعي، بمعنى ثمة امثلة ايجابية. ربما انها لا تعرف ذلك لانها تشاهد فقط " سي ـ أن ـ أن" و" فوكس نيوز"، على الرغم من المستبعد انها تشاهد" سي ـ أن ـ أن".