18:17:26

من إحاطة الممثلة الرسمية لوزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، موسكو، 2 أكتوبر/ تشرين الأول 2024

1853-02-10-2024

          بصدد لقاء سيرغي لافروف برؤساء البعثات الدبلوماسية للدول العربية المعتمدين في موسكو

 

عقد وزير خارجية روسيا  الاتحادية  سيرغي لافروف، بتاريخ 2 أكتوبر، اجتماعا مع رؤساء البعثات الدبلوماسية للدول العربية المعتمدين في موسكو بناء على طلبهم. ووصل الطلب في وقت متأخر من 1 أكتوبر. وتمت الموافقة على الطلب وجرى اللقاء.

وجرى إبان تبادل وجهات النظر حول تطورات الوضع في الشرق الأوسط، إيلاء الاهتمام الرئيسي على استمرار التصعيد غير المسبوق للعنف.

ودعا المشاركون في الاجتماع إلى الوقف الفوري للعمليات القتالية في منطقة النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي. وفي الوقت نفسه أُعربوا عن القلق العميق من تصاعد خطر بدء حرب واسعة النطاق في الشرق الأوسط، تكون لها تبعات مدمرة على المنطقة بأسرها، بما في ذلك على خلفية الضربة الجوابية الصاروخية  التي قامت بها إيران في الأول من أكتوبر على الأراضي الإسرائيلية. كما أكدوا وجوب امتناع جميع الأطراف المعنية عن الأعمال الاستفزازية، وأن تمارس ضبط النفس وتتصرف بمسؤولية، بما ويتماشى مع القرارات المعروفة لمنظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.

وأعرب ممثلو الدول العربية عن امتنانهم للجهود الفعالة التي تبذلها روسيا، بما في ذلك في مجلس الأمن الدولي، بهدف وقف إراقة الدماء في منطقة المواجهة الفلسطينية - الإسرائيلية وتطبيع الوضع في الشرق الأوسط.

وأكد وزير الخارجية الروسية ورؤساء البعثات الدبلوماسية العزم على التنسيق لاحقا بين موسكو والعواصم العربية الخطوات لما فيه مصلحة تحقيق في أقرب وقت ممكن سلام شامل ودائم في الشرق الأوسط، الذي يقضي بإقامة قيام دولة فلسطينية ذات سيادة ضمن حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

 كما تحدثوا عن الأسباب التي أدت الى الوضع الحالي ووصفوه بالمأساة وليس التصعيد. مشيرين إلى أن بين أسبابه هو موقف ممثلي الدول الغربية الأعضاء في مجلس الأمن الدولي. حيث ظلوا منذ عام يعرقلون عمل المجلس، مما حال دون إرسال  هذه الهيئة الدولية صاحبة النفوذ إشارة قوية والتأكيد على مثل هذه التصرفات غير مقبولة.

 أود أن أؤكد أن موسكو تشعر بقلق بالغ من دورة التصعيد الخطيرة الجديدة في الشرق الأوسط. لقد حذرنا مرارا  من أن عدم حل هذه الأزمات في هذا الجزء من العالم - وفي المقام الأول النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي - محفوفة بتفاقم الوضع على نطاق واسع.

ونعتقد أن الولايات المتحدة  تتحمل قدرا كبيرا من المسؤولية، ليس فقط في السياق التاريخي للقضية وحسب، ولكن أيضا عن تدهور الوضع الحالي. فالولايات  المتحدة تعمل منذ ما يقرب من عام تقريبا  على عرقلة تبني  مجلس الأمن الدولي قرارا لا لبس فيه يطالب بوقف الأعمال القتالية في قطاع غزة وتوفير الظروف الملائمة لوصول المساعدات الإنسانية لسكانه.

ندعو مرة أخرى جميع الأطراف المعنية إلى ممارسة ضبط النفس، ومنع  التدهور اللاحق للوضع العسكري - السياسي وانزلاق المنطقة إلى هاوية حرب كبرى.

إن السيناريو الكارثي لا يستجيب لمصالح أي دولة في الشرق الأوسط. ويحدونا الأمل بأن يستغل جميع "اللاعبين" الدوليين ذوي التفكير البناء أي فرص متاحة لمنع ذلك السيناريو. ونحن نعتقد أن مفتاح تحسن الوضع بصورة شاملة في المنطقة يكمن في الحل العادل للمشكلة الفلسطينية.

 إن موقفنا معروف. ونعلن عنه بانتظام ونطرحه في المحافل الدولية. ونؤكد مرة أخرى ضرورة تعبئة  الجهود الدولية لمصلحة التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة في أقرب وقت ممكن، وخلق الظروف لاستئناف عملية التسوية السياسية الشاملة للنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي في إطار القرارات التي صادق عليها مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن مبدأ الدولتين.

وتم نشر المزيد من المواد التفصيلية (1، 2، 3،) على الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الروسية

 

من الأجوبة على الأسئلة:

سؤال: تستعد إسرائيل لعملية برية من الحدود الجنوبية للبنان، على غرار ما قامت به أوكرانيا في منطقة كورسك، بتخطيط ودعم وإدارة من الولايات المتحدة. كيف سيكون رد فعل روسيا على ما يحدث في الشرق الأوسط؟

الجواب: سبق أن رددنا اليوم وقبل ذلك. لقد نشرنا على الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الروسية بيانا قيّم الاجتياح الإسرائيلي البري للبنان الصديق. وفيه تجدون رد فعلنا على مقتل زعيم حزب الله نصر الله على يد إسرائيل. وأضيف أن ممارسة الاغتيالات السياسية أمر غير مقبول على الإطلاق بالنسبة لنا. فالإضافة إلى الجانب الأخلاقي، فهو يعقد البحث عن حلول سياسية - دبلوماسية للمشاكل ويؤدي إلى مواصلة تعميق عنف المواجهة واشتداد التطرف وتصعيد النزاعات.

إن موقف روسيا المبدئي بشأن الوضع في الشرق الأوسط والطريق إلى حله معروف جيدا. وأعلن عنه اليوم مرة أخرى. أوصي أيضا بالاطلاع على خطاب وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرغي لافروف في اجتماع لمجلس الأمن الدولي الذي انعقد بتاريخ 27 سبتمبر من هذا العام. لقد تم تكريسه على وجه التحديد لهذه القضية.

ويكمن حل هذا النزاع الذي طال أمده حصرا على الصعيد السياسي - الدبلوماسي ويجب أن يستند إلى القاعدة والمعايير القانونية الدولية القائمة. وفيما يتعلق بلبنان، فإن تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 (2006) بنزاهة يمكن أن يصبح مفتاح تطبيع الوضع.

نحن نبذل كل ما في وسعنا (ووافق ممثلو ورؤساء بعثات الدول العربية في موسكو على ذلك اليوم) لمنع حدوث سيناريو كارثي لتطور الأحداث. وتجري روسيا اتصالات مع الشركاء الدوليين والإقليميين. وبلادنا تنشط في الأمم المتحدة.

ونقيم دور واشنطن في الأزمة الحالية في الشرق الأوسط على انه دور سلبي للغاية، وننظر إلى الولايات المتحدة ك "مدمر". وفي الوقت الذي تمتلك فيه الولايات المتحدة كافة إمكانيات وقف دوامة العنف، فإنها تعرقل مجلس الأمن الدولي من اتخاذ موقف واضح لمصلحة وقف فوري لإطلاق النار، وتبذل جهود وساطة متراخية وفاترة من دون نتائج على الإطلاق، وتحاول أن تطرح نفسها في عيون العرب كصانع سلام في المنطقة، ولكنها في الواقع تخدعهم، وتتضامن مع اقصى مظاهر القسوة  وانعدام الشعور بالمسؤولية، التي يروج لها دعاة تصعيد العنف وممارسة أقصى. 

سؤال: هل تعتقدون أن منظمة الأمم المتحدة قادرة على وقف العدوان الإسرائيلي، مع الأخذ في الاعتبار أن تل أبيب بعد ختام دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة "وسعت" الحرب إلى لبنان واليمن؟

الجواب: إذا كنت تتحدث عن إمكانيات المنظمة العالمية، فهي موجودة. إن إراقة الدماء غير المسبوقة المستمرة منذ ما يقرب من عام في منطقة النزاع العربي - الإسرائيلي، التي تتسع بسرعة إلى حرب إقليمية كبرى، تتطلب رد فعل حاسم ومتوحدة ومتراص من المجتمع الدولي. ومنظمة الأمم المتحدة لا غيرها هي المكان المناسب لتطوير مثل رد الفعل هذا الرد؟ ونلاحظ أيضا نشوء توافق واسع للآراء بالدرجة الأولى في الجمعية العامة، لمصلحة الوقف الفوري لإطلاق النار، وضمان الوصول الآمن للمساعدات الإنسانية، واستئناف عملية السلام على أساس القانوني الدولي المتعارف عليه.

وفي الوقت نفسه، نحن نفهم أنه تجري محاولات لعرقلة هذه العملية. وهناك دولتان تعارضان هذا الإجماع: إسرائيل والولايات المتحدة. لقد أشير مرارا الى أن هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 يستحق كل الشجب. ولكننا نرى بعد مرور عام، أنه في الواقع أصبح ذريعة لـ "العقاب الجماعي" ليس فقط لملايين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، ولكن الآن أيضا للبنانيين والسوريين واليمنيين.  ووجدت  مصر والأردن ودول أخرى في المنطقة نفسها  أيضا على على حافة تصعيد التوتر. أود مرة أخرى أن ألفت انتباهكم إلى المبادرة التي أبدتها الدول العربية والتي طلبت بعقد اجتماع عاجل وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف. لقد انعقد الاجتماع صباح اليوم. وقد تحدثوا برعب عن الوضع المترتب، إذ انهم يفهمون الى أين يمكن أن يؤدي إليه كل هذا. هذه ليست مسألة هلع أو خوف، بل تحليلهم كمحترفين للوضع المحفوف بعواقب كارثية على الجميع.

ونلاحظ أن ممارسات إسرائيل تكتسب طابعا مخططا له، مع القيام بسلسلة الاغتيالات السياسية والهجمات باستخدام معدات الاتصالات، والقصف الجوي المكثف وعمليات لتطهير اللاحقة "على الأرض". ولا يجوز  عدم ذكر الإحصائيات الصارخة للضحايا في صفوف العاملين في المجال الإنساني وقوات حفظ السلام (أكثر من 300 شخص). على خلفية إجمالي عدد الضحايا الذي يصل إلى عشرات الآلاف. وإذا تحدثنا عن المصابين فقد تجاوز عددهم مئة ألف. فقط لا يمكن فصل العاملين في المجال الإنساني. فهم مثال على  الناس المستعدين للمخاطرة بحياتهم وفقدانها من أجل تقديم مساعدة أو إنقاذ بعض الأطفال أو النساء الحوامل، وهم يدركون ما يقومون وما يخاطرون به، برغم انهم ليسوا من سكان هذه المنطقة، هذا، إذا جرى الكلام عن العاملين في المجال الإنساني (نقوم بالإحصائيات)، أن وفاتهم أكبر خسارة في التاريخ الحديث تحدث بدفعة واحدة. ومرة أخرى نعرب عن تعازينا لذويهم وأقاربهم وزملائهم.

وفي الوقت الذي نتحدث فيه عن العاملين في المجال الإنساني، لا يسعني إلا أن أقول إننا نعرب عن تعازينا وتعاطفنا مع جميع ضحايا هذه المأساة الوحشية التي وقعت أمام أعيننا في الأشهر الأخيرة.

وأود أن أشير إلى أن عدد القتلى والجرحى في قطاع غزة وحده، يزيد على ضعف إجمالي ضحايا الأزمة في أوكرانيا على مدى عشر سنوات. فهل من العدل أن نذكر هذه الأرقام؟ من الناحية الإنسانية، لا أعتقد أن هذا عادل. لكننا نقوم بمناقشة القضايا السياسية التي تشير إليها باستمرار المنظمات الدولية والغربيون وفي مقدمتهم الولايات المتحدة. إذا كانوا يهتمون بالناس في أوكرانيا، فبلا ريب  ينبغي أن يكون الأشخاص الآخرون مهمين لهم أيضا. فلماذا لا يرون هذا العدد في القطاع؟

أن السبب وراء استمرار المأساة في الشرق الأوسط، المشتركة للعرب والإسرائيليين، ولا سيما لعائلات الرهائن معروف، ويكمن في السياسة الفاشلة التي تنتهجها للولايات المتحدة الأمريكية، بما في ذلك في مجال ضمان الحقوق الأساسية، التي من بينها حق تقرير المصير. لقد غرق كل شيء في غياهب النسيان، و"سقط" كل شيء في حفرة ما: حقوق الإنسان، والمعايير الإنسانية، ومسألة احترام السيادة، والقانون الدولي. ويبدو أن الولايات المتحدة، أوقفت العمل بالمبادئ الإنسانية في تعاملها مع الوضع في الشرق الأوسط. وليس سراً أن واشنطن، في الوقت نفسه الذي تستخدم فيه حق النقض (الفيتو) لعرقلة عمل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، تقوم من بين أمور أخرى  بتزود إسرائيل بالأسلحة والذخائر والمعلومات الاستخبارية، في حين تدرك أن هذا لن يؤدي إلى تسوية. لقد سمعت من العديد من المتخصصين والشخصيات العامة والخبراء حول ما كان يمكن أن يكون عليه الضحايا المحتملون لولا ذلك... لست متأكدة من أنه في هذه الحالة يمكن لأي كان أن يحصي ذلك. إننا نتعامل مع عدد ضحايا لم يسبق له مثيل في التاريخ الحديث. فهم سقطوا ليسوا نتيجة كارثة من صنع الإنسان، عندما انشقت الأرض وانهارت المدينة، ولم تترك وراءها سوى الأنقاض، كما حدث أثناء الزلازل المدمر في تركيا. نحن نتعامل مع إثارة ازمه ذات طبيعة إجرامية، حصراً من صنع الأنسان.

ومن جانبها، تبذل روسيا وستواصل بذل كل الجهود الممكنة، وبالدرجة الأولى في مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، للحيلولة دون استمرار اتساع المواجهة، وخلق الظروف اللازمة لتحقيق في الشرق الأوسط السلام والأمن الدائمين لأجل طويل، الذي يُعتبر شرطهما الأساسي إقامة دولة فلسطينية مستقلة على أساس مبدأ الدولتين، تتعايش بسلام وأمن مع إسرائيل.

 


Дополнительные материалы

  • Фото

Фотоальбом

1 из 1 фотографий в альбоме

Некорректно указаны даты
Дополнительные инструменты поиска