من الإحاطة الصحفية للممثلة الرسمية لوزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، موسكو، 20 مايو/ أيار 2025
من الأجوبة على الأسئلة:
سؤال: بدأت قوات الدفاع الإسرائيلية عملية برية واسعة النطاق في قطاع غزة. كيف تقيم وزارة الخارجية الروسية تحركات إسرائيل؟ وما هي العواقب التي قد يؤدي إليها تصعيد النزاع؟
الجواب: حسب للمعلومات الواردة فإن الجيش الإسرائيلي، وطبقا لخطة صادقت عليها الحكومة مسبقاً، كثف عملياته العسكرية في قطاع غزة وباشر بعملية برية واسعة النطاق. وقد زادت إلى حد كبير شدة الهجمات الصاروخية والقنابل، مما أدى إلى زيادة عدد الضحايا من المدنيين.
وتفيد التقارير بأن الهجمات على المرافق الإجتماعية ومواقع إيواء النازحين داخلياً في أجزاء مختلفة من القطاع الفلسطيني خلال الأيام الثلاثة الماضية اسفرت عن قتل نحو 300 شخص. ونحن نشعر بخيبة الأمل من هذا القرار الذي اتخذته السلطات الإسرائيلية، والذي سيؤدي حتما إلى مواصلة زيادة عدد الضحايا المدنيين ودمار جديد.
وقد صرحنا علنا في مناسبات عديدة بأن الطريق الوحيد لتطبيع الوضع في غزة يمر عبر نقل حل النزاع إلى المجرى السياسي - الدبلوماسي. ولتحقيق ذلك، من الضروري ضمان وقف إطلاق النار الكامل واستئناف تقديم المساعدات الإنسانية لسكان القطاع، مما سيساعد على خلق الظروف لإعادة إطلاق العملية السياسية من أجل حل عادل وطويل الأمد للقضية الفلسطينية على أساس القانوني الدولي المعروف.
ونحن نسعى بصورة فعالة ومتتابعة إلى تحقيق هذه الأهداف في أسرع وقت ممكن بالتعاون مع شركائنا والاطراف ذات التفكير المماثل سواء على المستوى الثنائي أو في منصات المنظمات الدولية، وبالمقام الأول في منظمة الأمم المتحدة.
سؤال: دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رؤساء الدول العربية للقاء في 15 أكتوبر. كيف تقيمون العلاقات الروسية - العربية؟
الجواب: سأقوم بتطوير سؤالك بعض الشيء. اسمحوا لي أن أذكركم بأننا نتحدث عن اجتماع قمة الدول الاعضاء في جامعة الدول العربية التي انعقدت بتاريخ 17 مايو من هذا العام في بغداد، وجرى خلالها توجيه رسالة من رئيس روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين، إلى المشاركين في القمة، وجهه فيها لهم دعوة للقمة الروسية - العربية الأولى المقرر عقدها في 15 أكتوبرمن العام الجاري في موسكو.
تربط روسيا والعالم العربي علاقات ودية تقليدية طويلة الأمد، تعززت بصورة ملحوظة في الآونة الأخيرة. وبفضل الجهود المشتركة، تتطورالعلاقات ذات المنفعة المتبادلة في المجالات التجارية - الاقتصادية والثقافية والإنسانية بشكل ديناميكي.
يقوم تعاوننا مع دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على الساحة الدولية، على اساس المقاربات المشتركة بشأن ضرورة إقامة نظام عالمي أكثر عدالة، يقوم على تعددية قطبية أصيلة والمساواة في السيادة لجميع الدول، والالتزام بالمعايير الأساسية للقانون الدولي المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة. وتدعو روسيا بتتابع إلى تسوية المشاكل القائمة في المنطقة بالوسائل السياسية - الدبلوماسية. ومن أجل المساعدة على تطبيع الوضع في هذه المنطقة من العالم ذات الأهمية الاستراتيجية، فإننا نقوم على صعيد السياسة الخارجية بالتنسيق الوثيق مع شركائنا العرب والاطراف ذات التفكير المماثل.
ونأمل أن يعطي التجسيد الناجح لمبادرة عقد القمة الروسية - العربية الأولى في موسكو هذا الخريف، دفعة إضافية قوية للتعزيز اللاحق للتعاون المتعدد الأوجه والشراكة الاستراتيجية بين بلادنا والبلدان أعضاء جامعة الدول العربية.
