من كلمة المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا فلاديميروفنا زاخاروفا في المؤتمر الصحفي الذي عقدته بتاريخ 15 فبراير 2018
حول مباحثات وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرغي فيكتوروفيتش لافروف مع وزير خارجية الجزائر عبد القادر مسهل
في اطار التشاور المستمر للمقارنة بين المواقف من القضايا الملحة في جدول الاعمال الدولي والثنائي، سيقوم وزير خارجية الجمهورية الجزائرية الشعبية الديمقراطية عبد القادر مسهل بزيارة عمل لموسكو يومي 19 و18 فبراير، بدعوة من وزير الخارجية سيرغي لافروف. وبالإضافة الى المباحثات المكثفة في وزارة الخارجية في 19 فبراير، سيعقد الضيف الجزائري عددا من الاجتماعات الأخرى المقررة، بما في ذلك في مجلس أمن روسيا الاتحادية
نحن نعتبر الجزائر واحدة من شركائنا البارزين في افريقيا والعالم الإسلامي. وبين روسيا والجزائر الكثير من القواسم المشتركة في الشئون الخارجية. ويؤيد البلدان ضمان الإستقرار وتوازن المصالح في العلاقات الدولية، وتعزيز الدور المركزي لمنظمة الامم المتحدة في العلاقات الدولية، وإحترام القواعد والمبادئ الأساسية للقانون الدولي، بما في ذلك حق الشعوب في تقرير مصيرها من دون تدخل خارجي. ونحن ننتهج مقاربات متقاربة ، على سبيل المثال بشأن سوريا وليبيا
وأرسيت بالجهود المشتركة مجموعة هائلة من العلاقات متبادلة المنفعة بين روسيا والجزائر. انها تكتسب طابعا متنوعا وغنيا وتشمل المجالات المادية، وبالدرجة الأولى العسكرية ـ التقنية والوقود والتعاون في مجال الوقود/ الطاقة فضلا عن التبادلات الانسانية والثقافية. وقد تجاوز حجم التبادل التجاري في غضون عدة سنوات 3 مليارات دولار. وخلال زيارة رئيس الوزراء دمتري ميدفديف للجزائر في اكتوبر 2017 تم الاتفاق على برنامج واسع للخطوات الملموسة. وسينسحب هذا على التقنيات العالية كثيفة المعرفة، ولاسيما استخدام الطاقة النووية للاغراض السلمي. ان اللجنة المشتركة الحكومية الروسية/ الجزائرية للتعاون التجاري/ الاقتصادي والعلمي/ التقني، التي تعمل بنجاح وعقدت ثماني جلسات عامة ، مدعوة لان تضطلع بدور نشيط في تنفيذ هذه الخطط
ونحن نعتقد بانه قد تم انشاء مقدمات مناسبة للتعاون الوثيق مع الجزائر، وان علاقاتنا الودية تقليديا ستواصل التطورعلى نحو متصاعد
بصدد تطور الوضع في سوريا
من الناحية السياسية واصلت، في الاسبوع الماضي، نتائج مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي انعقد في سوتشي في 29ـ30 يناير، لعب الدور الحاسم. وخلال هذا المنتدى أيد
مختلف ممثلو المجموعات السياسية والمدنية من مكونات الشعب السوري العرقية، بحزم الحفاظ على وحدة البلاد والإنتقال باسرع وقت ممكن الى الحياة السلمية على أساس المبادئ المتفق عليها لنظام الدولة الجديد. واستمرت للاسف وكالسابق محاولات القوى الخارجية، التي تلعب لعبتها الخاصة في الساحة السورية، التي تتعارض مع الاشارة التي ارسلها السوريون الى المجتمع الدولي باسره
وواصل الجيش الامريكي الاحتلال الفعلي للمنطقة التي يبلغ طولها 55 كيلو مترا حول التنف، التي اصبحت في الواقع منطقة أمان لما تبقى من مقاتلي الدولة الاسلامية. وترتدي اعمال الامريكيين كذلك في"ماوراء الفرات" طابعا استفزازيا، حيث انهم دخلوا في مواجهة شبة مفتوحة مع القوات السورية لاظهار ولائهم لحلفائهم الاكراد
واستفزالامريكيون تركيا بإرسالهم قوافل جديدة عبرالاراضي العراقية تحمل الأسلحة الى الاكراد. وواصلت تركيا بدورها في منطقة عفرين، العمليات العسكرية في اطار عملية " غصن الزيتون" ضد الاكراد. واتسمت المعارك الدائرة في هذا الاتجاه، التي تشارك فيها فصائل المعارضة السورية المسلحة، بالشراسة
ومازال الارهابيون من "هيئة تحرير الشام" ( "جبهة النصرة" السابقة) وكالسابق يقومون باستفزازات عدوانية في منطقة تخفيض التصعيد في الغوطة الشرقية، بمافي ذلك قصفهم بقذائف الهاون الثقيلة مدينة دمشق، مما يؤدي الى قتل الناس الابرياء
ان الكثيرين في الغرب،لا يزالون وعلى الرغم من معرفتهم، يتعاملون مع مقاتلي النصرة على نحو متساهل، ويوصفونهم بانهم مقاتلين ضد "ضد نظام دمشق المتعطش للدماء". ويبدو ان أؤلئك الذين يحملون هذه الآراء قد نسوا كم عدد مقاتلي النصرة من غير السوريين. وكان زعيم الجماعة محمد الجولاني قد اعلن انهم يشلكلون حوالي 40% من الجماعة
وكما تبين التجربة، ان هذا النسيان يمكن ان يكون مفيدا. ففي ظل مثل هذا النسيان الشامل يكون من الاسهل ممارسة الخداع، واتهام الجيش السوري والقوات الجوية الفضائية الروسية بانزال ضربات غير مبررة، وتصعيد العنف، والقصف المتعمد للمنشات المدنية فضلا عن القتل الجماعي للمدنيين
وبفعل ضربات الجيش السوري، انسحب مقاتلو الدولة الاسلإمية من ما يسمى " الجيب" في شرق محافظة ادلب باتجاه المناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة السورية المسلحة، وبعد معارك قصيرة استسلم لها حوالي 350 من مقاتلي الدولة الإسلامية مع عوائلهم. ولم يعرف عن مصيرهم بعد ذلك شيئا.وعلى وفق المعلومات المنشورة على مواقع الدولة الاسلامية في الانترنت فقد اعدموا، بالرغم من ان هذه المعلومات تثير الشكوك. ومن المهم ان لا تتاح فرصة للأعضاء السابقين في هذه المنظمة الارهابية للاندماج ب " جبهة النصرة" او غيرها من التشكيلات المسلحة المتشددة، القريبة منهم بالتوجهات العقائدية
في الوقت الحالي يتحدث الشركاء الامريكين كثيرا عن قضية ما يسمى " أسرى" الدولة الاسلامية. وعلى وجه الخصوص، وكما افادت وسائل الإعلام، اعرب رئيس البنتاغون جيميس ماتيس خلال اللقاء في روما مع حلفاء الولايات المتحدة الامريكية في التحالف المضاد للارهاب، عن تأيده لعدم حبس الجهاديين الذين وقعوا في الاسر في الاراضي السورية، نظرا لأن عدم الاستقرارالمتفشي قد يؤدي الى حصولهم على الحرية مرة اخر. ولكن الامريكيين لم يطرحوا اية مقترحات ملموسة عما ما يجب عمله مع هؤلاء الناس. ولم تُذكر سوى حقيقة ان العديد من البدان الغربية لا تريد عودة الارهابيين من بين رعاياها، الى اراضيها
سنراقب عن كثب كيفية حل هذه المشكلة. ومع ذلك نعتقد ان من المهم الإشارة الى انه ووفقا للممارسة القانونية المتعارف عليها، فان الاشخاص الذين ارتكبوا جريمة في اراضي هذه الدولة او تلك، يتحملون المسؤولية الجنائية طبقا لقانون تلك البلاد، في هذه الحالة سوريا. والسؤال المهم الاخر هو، ما اذا كان يلزم منح الارهابيين الدوليين صفة الخارج عن نطاق التشريع الوطني
حول مسألة مزاعم تعرض العسكريين الروس لإطلاق نار القوات الامريكية
خرجت وكالة " بلومبيرغ" ومن ثم اعقبتها عدد من وسائل الإعلام الأمريكية بما في ذلك " سي ـ أن ـ أن" و" نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" بمواد تزعم انها " فضائحية" عن " الكثير من العسكريين الروس" الذين قتلوا جراء قصف الطائرات الامريكية في دير الزور. في البداية ذكرت "بلومبيرغ ان عددهم " 200 شخص، ومن ثم جرى الكلام في المقالة عن مئات". وتحدثت " سي ـ أن ـ أن" عن " اكثر من مئة شخص". كما التقطت صحيفة "نيويورك ـ تايمز" هذا الموضوع. وفي الحقيقة ان عددهم " فقط" عشرة قتلى
واللافت ان احد الاوائل اللذين نشروا هذه المعلومات المظللة، وربما حتى قبل وسائل الاعلام المذكورة ، كانت القنوات الاعلامية للمقاتلين المناهضين للحكومة السورية، الذين ولسبب ما اخذوا صورة لسطح كوكب المريخ ووضعوا عليها معدات عسكرية (ربما اوكرانية) تم تدميرها في يونيو/ حزيران عام 2014
وتعد المواد عن قتل عشرات ومئات المواطنيين من روسيا، تظليل اعلامي كلاسيكي. ان عددهم ليس 400 ولا 200 ولا 100 ولاحتى 10. وعلى وفق المعطيات الأولية يتضح ان الكلام يدور عن وقوع مواجهة عسكرية، لم يتضح سببها بعد، اسفرت عن مقتل 5 اشخاص. وهناك مصابون، بيد ان كل هذا يتطلب التحقق. وعلى وجه الخصوص وقبل كل شئ : هل ان الجميع هم مواطنون من روسيا ام ان بينهم اشخاص من البلدان الأخرى
واود ان اشير مرة اخرى، الى ان الكلام لا يدورعن العسكريين الروس
لماذا ينشر الارهابيون الدوليون، هذه الشائعات ـ نحن نفهم ـ واعتقد انكم ايضا ـ ولماذا التقطته وسائل الاعلام الامريكية ـ الان واضح ايضا
واود ان اشيرالى ان مثل هذا الهجوم الإعلامي يأتي بالذات من الولايات المتحدة الامريكية، التي تتهم روسيا على مدى عدة اشهر بالتدخل بشئونها الداخلية، ولا سيما في انتخابات الرئيس الأمريكي، بما في ذلك عبر طريقة مضحكة : شبكات التواصل الاجتماعي
وبالمناسبة، ربما ستقوم الإدارة الامريكية بابلاغ وسائل الاعلام عن عدد المدنيين ( مواطنو الولايات المتحدة الامريكية) الذين كانوا في العراق، خلال اعمالهم في هذا البلد، سواء من الشركات العسكرية الامريكية الخاصة وغيرها من الخطوط؟ كم عدد القتلى؟ وأؤكد لكم، ان هذه الارقام تحدث صدمة. من الأفضل ان تشتغلوا بوضعكم الخاص، على ان تمارسوا التضليل الإعلامي ازاء روسيا الاتحادية
وقدمت من خلال ادارة الرئيس الروسي ووزارة الدفاع على الفور تفسيرات عن عدم وجود الجنود الروس في منطقة القصف الجوي الامريكي المذكور
ان عددا غفيرا من المواطنيين من كافة مناطق العالم، بما في ذلك من روسيا وبلدان رابطة الدول المستقلة، يصل لمنطقة النزاع. وتختلف أغراض إقامتهم في " المناطق الساخنة" بما في ذلك للمشاركة في الأعمال الحربية. وكما تعلمون ان المسافرين الى ميادين العمليات العسكرية لا يتوجهون الى اجهزة الدولة لغرض تسجيل وثائق خروجهم. ويصل هؤلاء الناس الى مناطق العمليات العسكرية بمختلف الطرق بما في ذلك غير شرعية. ومن غاية الصعوبة تتبع الجميع، وما يمارس كل منهم وفي اي حالة هو الان. وفي الوقت نفسه فان وزارة الخارجية الروسية، وبالتعاون مع المؤسسات الروسية الاخرى، تعالج كل حادث على حدة، نظرا لأن حماية مواطني روسيا في الخارج هي واحدة من المهام الرئيسية لوزارتنا. وعلى الدولة توفير الحماية لكل مواطن روسي، وحتى لو انه إنتهك القانون الروسي
بصدد تحقيق اللجنة الخاصة لمنظمة الحظر على الاسلحة الكيمائية حول استعمال الاسلحة الكيمائية في يناير بسوريا
لفت انظارنا بيان السكرتارية الفنية لمنظمة حظر الاسلحة الكيمائية عن بدء تحقيق اللجنة الخاصة التابعة لمنظمة حظر الاسلحة الكيمائية في سوريا التي وردت الانباء لها من مختلف المصادر، عن استعمال مواد كيماوية في شرق الغوطة وفي محافظة أدلب في يناير هذا العام
وحسبما يرد من وثيقة السكرتارية الفنية، فان التفتيش يجري على أساس مواد من مصادر متاحة، ويجري استجواب الشهود وتُدرس التقارير الطبية ونتائج تحاليل العينات التي وضعت تحت تصرف منظمة حظر الاسلحة الكيمائية. وبعبارة اخرى فان كل شئ يشير، مع الاسف، الى استمرار الممارسة الخاطئة للتحقيقات، عن بعد. اننا نشير على الدوام الى اشياء واضحة تماماـ لا ينبغي ايلاء الثقة العمياء لتاكيدات المعارضة السورية والمنظمات غير الحكومية المنتسبة لها، التي تعتبر من دون شك أطراف ذات مصلحة. ان معيار الحقيقة واحد، الا وهو جمع الأدلة الأساسية من مكان حادث إستعمال المواد الكيمائية، التي من دونها من المستحيل تحديد: هل اُستعملت الاسلحة الكيماوية، واذا كان الأمر كذلك، فمن الذي استعملها وباية طريقة
ووفقا للمعلومات التي في حوزتنا فان ممثلي جماعة "جيش الاسلام" اعلنوا عن الإستعداد للسماح لخبراء منظمة حظر الأسلحة الكيمائية في مناطقة كرم الرصاص، التي يسيطرون عليها وطريق M5 " دمشق ـ حمص" ( مدينة دوما وشرق الغوطة) وتوفير الأمن لعملهم في الأماكن التي زُعم ان الجيش السوري استعمل مادة الكلور فيها
ونعرب عن الأمل بان خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيمائية سيرفضون في نهاية المطاف طريقة التحقيق عن بعد في حالات استعمال الاسلحة الكيمائية، ويزورون مواقع الحوادث المزعومة في شرق الغوطة ومحافظة أدلب، وجمع الادلة بصورة مستقلة عن الأعمال الإستفزازية التي ينفذها، كما يبدو، المقاتلون بهدف تشويه سمعة الحكومة السورية
المُنتخبة قانونيا
بصدد تصريحات هيذر ناورث عن اهداف الولايات المتحدة الامريكية في سوريا
لفتت انتباهنا البيانات التي ادلت بها مؤخرا المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الأمريكية هيذر ناورت، التي اشارت فيها الى ان الولايات المتحدة الامريكية تتواجد في سوريا لسببين ـ تدمير "الدولة االاسلامية" واستقرار الوضع في البلاد. اود ان استرعي انتباهكم الى حقيقة ان سبب تواجد الولايات المتحدة الامريكية في سوريا، كان قبل عدة اشهر سببا واحدا: المعركة ضد الدولة الاسلامية. وبعد شهرين اصبح سببين
وفي الواقع ان اسئلة عديد تراكمت عن ممارسات الزملاء الامريكيين في سوريا. وكما لاحظنا مرارا وتكرارا انهم يتصرفون من دون دعوة من الحكومة السورية الشرعية او من مجلس الامن الدولي. ومع ذلك فأن روسيا كانت قد توصلت الى اتفاق مع الجيش الامريكي لمصلحة مكافحة الارهاب، انطلاقا من قولهم لنا مرارا ان الهدف الوحيد لتواجد القوات المسلحة الامريكية في سوريا، هو الحاق الهزيمة بالدولة الاسلامية
لقد تم القضاء على البنية العسكرية/ السياسية للدولة الاسلامية. وفور ما حصل ذلك، سمعنا من الزملاء الامريكيين تفسيرات اخرى لتواجدهم في سوريا. وقالوا ان من الضروري الاحتفاظ به، لحد ما تتعزز العملية السياسية، التي ينبغي ان تنتهي بنقل للسلطة مقبول للجميع، اي تغير النظام. وفي الوقت نفسه يواصل الامريكيون، كما تحدثت عنه اليوم، لعب " الورقة الكردية" مسترشدين بمصالحهم الخاصة احادية الجانب، التي تهدف على الاغلب الى تقويض وحدة الارض السورية، وليس للحفاظ عليها
لقد لفتنا الانتباه مرارا الى الفارق بين " الاقوال والافعال" بيد اننا نروم الان لفت الانتباه الى الفارق " بين الاقوال والاقوال" وهذه مرحلة تالية. ولم نتلق اية ردود واضحة او متماسكة على جميع ما يثير القلق لدينا، والتي عبرنا عنها خلال اللقاءات وبصورة علنية. وعلاوة على ذلك، ومن اجل ان يصرفوا الانتباه عن هذه التناقضات، صب الزملاء الامريكيون علينا وعلى دمشق الهجمات الدعائية، واتهمونا بتصعيد العنف، وقتل السكان المسالمين، وقصف البنى التحتية المدنية، واستعمال دمشق الاسلحة الكيمائية. ولا استبعد ان يكون حشو التقارير التي ذكرتها مرتبط ايضا بهذه الدعاية
نود ان نعيد الأذهان مجددا الى ان تسوية الوضع في سوريا يجب ان تجري حصرا وفقا لأحكام قرار مجلس الامن 2254 . اننا نؤيد إطلاق حوار شامل بين السوريين، حصل على دفعة قوية من مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي جرى في سوتشي 29/30 يناير. وجرى مؤخرا تعميم البيان الختامي له كوثيقة رسمية من وثائق مجلس الأمن الدولي