من المؤتمر الصحفي للمتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا ، موسكو 4 يونيو / حزيران عام 2020.
بصدد الوضع الحالي في سوريا
ما زال الوضع في سوريا هادئا نسبيا.
و يجري في منطقة التخفيف التصعيد في إدلب، بشكل عام، الالتزام بنظام وقف إطلاق النار، وتستمر عمليات الدوريات الروسية ـ التركية المشتركة في جزء طريق أم ـ 4. ولكن العمل بشأن تنفيذ البروتوكول الإضافي المؤرخ 5 مارس، يواجه مقاومة شديدة من قبل المسلحين. وعلى هذا النحو قام الإرهابيون في 27 مايو بتفجير عبوة ناسفة أثناء تحرك الدورية التركية اسفر عن مقتل عسكري تركي وجرح آخر. وهذا يوكد مرة أخرى حقيقة إن الإرهابيين، المُعترف بهم هكذا من قبل مجلس الأمن الدولي، يدبرون الشئون في إدلب.
وعلى هذه الخلفية استرعت انتباهنا عدد من المنشورات، التي تتحدث عن خطط إعادة تشكيل "هيئة تحرير الشام". والكلام يدور عن " تغيير العلامة التجارية " للجماعة بهدف تقديم نفسها بصفة معارضة سياسة ما. إننا وعلى مدى سنوات طويلة اكدنا مرارا ، ونود ان نقوم بذلك اليوم : ان العطف على الإرهابيين، الذين يعترف مجلس الأمن الدولي بهم على هذا النحو، ومحاولة تقسيمهم الى " عقائديين وعلمانيين"، " جيدين وسيئين "، متشددين ومعتدلين" لم يؤدِ حتى اليوم ، كما هو معروف، إلى نتائج طيبة. نأمل بان الشركاء الأتراك سينفذون التزاماتهم بشأن احتواء المتشددين، الذين يسيطرون على إدلب.
وقرر "الدواعش" الاستفادة من وباء فيروس كورونا في ما وراء الفرات ـ فكثفوا الهجمات على الفصائل الكردية، وقاموا بعمليات هروب ناجحة من السجون. ويُفاقم هذا الوضع، تدهور الحالة الإنسانية في مخيمات النازحين داخليا، في ظل ظروف انعدام فرص الوصول اليهم. وما زال ماثلا خطر نقل العدوى إلى مخيم " الهول" سيء الصيت، حيث يتواجد حوالي 68 ألف شخص. ومن المعروف ان " الهول" يقع بالقرب من الحدود مع العراق، حيث يستمر الأمريكيون عبره نقل مختلف الحمولات، منتهكين جميع معايير القانون الدولي، وتوصيات الحجر الصحي. وفي حال وقوع الفيروس في "الهول"، فإن المخيم سيصبح بؤرة وباء في البلاد.
ويُلاحظ أن الوضع معقد في المعسكر الآخر للنازحين داخليا ـ " روكبان" الذي يقع أيضا في منطقة الاحتلال الأمريكي. ويقول اللاجئون المسالمون من هناك، انهم شاهدوا قوافل الأمم المتحدة الإنسانية، التي لم تصل أبدا إلى المخيم. لقد تحدثنا أيضا عن هذا. وعلى وفق أقوال اللاجئين، انهم لم يستلموا المساعدات، وان " روكبان" اصبح سجنا حقيقيا بالنسبة لهم. وعند الخروج من منطقة أل 55 كيلومتر ، التي أقامها الأمريكيون بشكل تعسفي، تقدم السلطات السورية بالتعاون مع القوة العسكرية الروسية، المساعدة لللاجئين ، والناس يحصلون، في نهاية المطاف، على إمكانية العودة إلى إقامتهم الدائمة.
وفي هذا الصدد ، أود أن أشير إلى أنه ، وبشكل عام ، استؤنفت عملية إعادة السوريين إلى وطنهم بعد تخفيف القيود المفروضة على الحركة بسبب المخاوف المتعلقة بفيروس كورونا. وعاد في الأسبوع الماضي ، أكثر من 400 شخص عبر المعابر الحدودية على الحدود السورية ـ اللبنانية. بالإضافة إلى ذلك ، قامت الحكومة السورية بإجلاء أكثر من 2000 من مواطنيها، الذين وجدوا أنفسهم في الخارج خلال جائحة فيروس كورونا.
في الوقت نفسه ، من المخيب للآمال أن الاتحاد الأوروبي تبع الولايات المتحدة في تمديد العقوبات من جانب واحد ضد سوريا. لقد لاحظنا مرارًا أن هذه القيود لا تشل الاقتصاد السوري وحسب ، بل والأسوأ من ذلك ، أنها تحد من شراء الأدوية الحيوية والمعدات الطبية ، فضلاً عن الإمدادات الإنسانية. وفي الواقع ، أن التسهيلات والإعفاءات المعلنة، لا تعمل، وهي بيروقراطية للغاية ، كما أكد ذلك العاملون في المجال الإنساني في سوريا.
حول تطور الوضع في ليبيا
لقد تلقينا الكثير من الأسئلة بشأن ليبيا. ونشرت وسائل الإعلام الروسية ووسائل الإعلام الأجنبية الكثير من المواد المتعلقة بهذا البلد. وطلبوا منا التعليق على الوضع والإنباء والشائعات التي تم طرحها في وسائل الإعلام. نحن نعلق بانتظام على الطرح المزيف لعدد من وسائل الإعلام الأمريكية، بشأن الأموال الليبية المزعومة التي " دستها " روسيا. لقد تم نشر كل هذه التعليقات على الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الروسية.
وبالحديث عن الوضع بشكل عام ، فنحن قلقين للغاية بشأن التطورات في غرب ليبيا. أن تزايد الجرائم التي ترتكبها الشرطة المسلحة تبعث على القلق. ويقاتل في قوامها مسلحون نزحوا من سوريا ، بمن فيهم أعضاء منظمة "جبهة النصرة" الإرهابية ، التي وصفت بانها منظمة إرهابية بما في ذلك من قبل مجلس الأمن الدولي ،حيث تنشط الآن تحت اسم "العلامة التجارية" الجديدة ، "هيئة تحرير الشام" ( وخلال تغطيتنا للوضع في سوريا، تحدثنا إلى حد ان هذا المسمى جديد) . وتواصل الجماعات المسلحة القتال خرقا للهدنة الإنسانية التي أعلنها الجيش الوطني الليبي بمناسبة شهر رمضان، وعلى خلفية وباء فيروس كورونا. وتجري أعمال انتقامية في المناطق السكنية ، وهرب من السجون معتقلون متهمون بارتكاب جرائم خطيرة، وأعضاء في منظمات اعترف بها مجلس الأمن الدولي بانها إرهابية ، مثل جماعة "أنصار الشريعة".
نحن مقتنعين بأن استمرار الأعمال القتالية لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأزمة البنيوية التي تهدد ليبيا وشعبها الذي عانى طويلا من التبعات الكارثية. يمكن حل النزاع حصرا من خلال الحوار الوطني الليبي. وندعو المجتمع الدولي مرة أخرى، إلى بذل كل جهد ممكن لمساعدة الليبيين للتغلب على المأزق الحالي.
حول تقرير وزارة الخارجية الروسية بشأن تمجيد النازية ومظاهر النازية الجديدة والعنصرية
يصادف هذا العام الذكرى السنوية الخامسة والسبعين للنصر في الحرب الوطنية العظمى وفي الحرب العالمية الثانية. وقد قامت محكمة نورمبرغ باستخلاص نتائجها. وتم تأكيدها لاحقًا على مستوى الجمعية العامة للأمم المتحدة ، وهي نتائج لا لبس فيها وقطعية: إن محاولات تنفيذ أحد الأسس الأيديولوجية للاشتراكية الوطنية - نظرية التفوق العنصري - أدت إلى عن سقوط عشرات الملايين من الضحايا وجلبت معاناة لا توصف لشعوب العالم بأسره.
واليوم ، للأسف ، يشهد العالم جهودا خبيثة لمحو الحقيقة عن هذه الفترة المأساوية في تاريخ البشرية من ذاكرة الأجيال الحية. ، يتم في عدد من البلدان تنفيذ سياسة مدروسة لتبرير وتمجيد المجرمين النازيين والمتواطئين معهم - أولئك الذين ابتكروا ونفذوا عمليا نظرية التفوق العنصري، تزامنا مع إعلان المتعاونين مع النازيين الأشخاص الذين تعاونوا مع العدو أبطالا ومشاركين في حركات التحرر الوطني.
أعدت وزارة الخارجية الروسية تقريرًا آخر حول قضية تمجيد النازية، وانتشار النازية الجديدة والممارسات الأخرى التي تساهم في تصعيد الأشكال الحديثة للعنصرية والتمييز العنصري ورهاب الأجانب، وما يتصل بذلك من تعصب. وتسلط الوثيقة الضوء على مظاهر النازية الجديدة الجارية في العديد من دول أوروبا والولايات المتحدة وكندا ، وفي بعض الحالات بتشجيع نشط من قبل القيادة الرسمية لعدد من الدول.
النص الكامل للتقرير المذكور متاح على موقع وزارة الخارجية الروسية:
https://www.mid.ru/en/foreign_policy/humanitarian_cooperation/-/asset_publis