كلمة وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف بصدد نتائج المحادثات مع وزير الخارجية والتعاون الدولي لدولة الإمارات العربية المتحدة عبد الله آل نهيان، موسكو، 17 مارس/ آذار
سيداتي وسادتي المحترمون،
ناقشنا وزميلي وصديقي الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان بالتفصيل مجموعة واسعة من القضايا المتعلقة بعلاقاتنا الثنائية والقضايا الدولية.
وجرى، لأسباب واضحة، إيلاء الكثير من الاهتمام للموضوع الأوكراني. تحدثنا بالتفصيل عن أهداف وغايات العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا لحماية الناس من نظام كييف، ونزع السلاح وتصفية النهج النازي في هذا البلد. وأطلعتْه على الإجراءات التي نتخذها لإجلاء المدنيين من منطقة القتال وإيصال المساعدات الطارئة من روسيا إلى سكان المناطق المحررة.
لقد وقع أمس حدث هام. فبعد أيام طويلة عندما لم ترغب السلطات الأوكرانية في التعاون في إجلاء الناس، جرى التمكن من إجلاء 33000 شخص من ماريوبول. اختارت الغالبية العظمى منهم الطرق المؤدية إلى روسيا الاتحادية.
ناقشنا بشكل جوهري حالة العلاقات الثنائية الروسية ـ الإماراتية. لقد جرى تثبت طبيعتها الخاصة في إعلان الشراكة الاستراتيجية بين روسيا الإتحادية والإمارات العربية المتحدة المؤرخ 1 يونيو 2018، ويتطور التعاون بين الوزارات والإدارات بشكل نشط.
يجري العمل بنشاط لتنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال زيارة الدولة التي قام بها الرئيس فلاديمير بوتين إلى الإمارات العربية المتحدة في أكتوبر 2019، وفي سياق الاتصالات اللاحقة بين قادتنا.
وتم تنظيم تبادل مكثف للوفود على مختلف المستويات. وأود أن أسلط الضوء بشكل خاص على الزيارات التي جرت في سياق المعرض العالمي العام EXPO-2022 في الإمارات. وأصبحت دبي مكانا لاتصالاتنا، بما في ذلك زيارة رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين. وقامت رئيسة المجلس الاتحادي للجمعية الفيدرالية لروسيا الاتحادية فالنتينا ماتفينكو في الفترة من 6 إلى 8 ديسمبر 2021 أيضا بزيارة رسمية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة.
تتطور العلاقات التجارية والاقتصادية بشكل جيد. تمكنا من ضمان زيادة كبيرة في حجم التبادل التجاري. وبلغ في نهاية العام الماضي نحو 5.4 مليار دولار، الأمر الذي جعل الإمارات تحتل المرتبة الأولى بين شركائنا التجاريين والاقتصاديين في العالم العربي. تلعب اللجنة الروسية ـ الإماراتية الحكومية للتعاون التجاري والاقتصادي والتقني، دوراً مهماً. وانعقد اجتماعها العاشر في نوفمبر 2021 في دبي. كما عقد هناك في نهاية شهر يناير من هذا العام، الاجتماع الثالث عشر لمجلس الأعمال الروسي ـ العربي.
ويتعاون صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي والصندوق السيادي لدولة الإمارات العربية المتحدة "مبادلة" بشكل جيد. وكمجال واعد جديد لمثل هذه الشراكة أشرنا إلى مكافحة جائحة COVID-19 على قاعدة إعدادات الابتكارات الروسية.
نحن نعمل على تحسين وتعزيز الإطار القانوني. ففي عام 2021، تم التوقيع على اتفاقية حكومية دولية بشأن الفضاء السلمي، ووثيقة التفاهم والتعاون المتبادل في مجالات الطيران وصناعة الهيدروجين وعدد من المجالات الأخرى.
ننطلق من أن إبرام اتفاقية التجارة الحرة بين الإمارات العربية المتحدة والاتحاد الاقتصادي الأوراسي سيكون بمثابة دعم مهم لتطوير العلاقات الاقتصادية. ونحن ندعم بنشاط هذا العمل. ويتم تنسيق الوثائق الضرورية.
لدينا تعاون وثيق على المنصات متعددة الأطراف. إنه تعاون تقليدي. لقد أصبحت الإمارات العربية المتحدة منذ يناير 2022، عضوا غير دائم في مجلس الأمن الدولي. وفي هذا الصدد، ظهرت لدينا مجالات جديدة، ومقترحات لتقديم المقاربات المنسقة، والإهتمامات في حل المشاكل العالمية والإقليمية.
أجرينا تحليلاً مفصلاً للوضع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. هناك، يا للأسف الشديد، لا يزال هناك احتمال كبير للنزاع.
ورحبنا بالخطوات الأخيرة التي اتخذتها الإمارات تجاه التسوية السورية. زار صديقي عبد الله آل نهيان في نوفمبر 2021 دمشق حيث استقبله الرئيس بشار الأسد.
وأطلعنا زملائنا على الاتصالات الأخيرة مع ممثلي قيادة جمهورية سورية العربية، وعلى عملنا مع المعارضة السورية، بما في ذلك في سياق تقدم الإصلاح الدستوري من خلال عملية جنيف، والتي يتم استئنافها في نهاية الشهر الجاري. وكأحد الأولويات، أكدنا تقديم المساعدة الإنسانية العاجلة للسوريين، وكذلك في إعادة بناء البنية التحتية الاجتماعية والاقتصادية المدمرة وفقا للقرار 85 ـ 25، الذي اعتمده مجلس الأمن الدولي في يوليو 2021. نحن مقتنعون بضرورة تكثيف الجهود لإعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية.
تجري في ليبيا عمليات تتطلب الأهمام الزائد. أكدنا مجددا عزمنا المتماثل للمساعدة في الجهود المبذولة لتحقيق استقرار الوضع من خلال تعزيز العملية السياسية، وإجراء انتخابات وطنية برعاية الأمم المتحدة، في غضون فترة زمنية معقولة. ومن الضروري ضمان مشاركة في هذه العمليات جميع القوى السياسية المؤثرة التي تدافع عن صيانة وحدة وسيادة وسلامة أراضي الدولة الليبية. ونحن من دون شك، نرى أن المشاكل، التي نشأت في ضوء مصادقة البرلمان على رئيس الحكومة الجديد، يجب حلها من خلال المفاوضات والحلول الوسط.
نحن قلقون من دورة التوتر الجديدة في اليمن وما حوله. نحن متحدون في عدم جواز نقل الأعمال القتالية إلى أراضي الدول المجاورة. إن روسيا تدين الهجمات على أهداف مدنية في الإمارات والسعودية. لدينا رأي مشترك، بأن ليس هناك حل عسكري للنزاع اليمني الذي طال أمده. ومن الضروري مواصلة العمل على إقامة حوار بين الأطراف المتنازعة على أساس مراعاة وجهات نظر جميع القوى السياسية اليمنية الرائدة. وفي هذا الصدد، لفتنا النظر إلى الوضع الاجتماعي والاقتصادي الصعب في هذا البلد. وأكدنا ضرورة تكثيف جهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة هانس جروندبرج في جميع هذه المجالات.
أكدنا أهمية استقرار الوضع في السودان في أسرع وقت ممكن. إننا نُقَّيم بشكل إيجابي جهود المجلس الأعلى (السيادي) لدفع العملية السياسية بهدف إجراء انتخابات عامة في الإطار الزمني المتفق عليه.
لفتنا نظر أصدقائنا إلى المفهوم الروسي لضمان الأمن الجماعي في الخليج. وقمنا بتحديث هذا المفهوم في عام 2021. أجارينا مشاورات شفافة بمشاركة عدد من البلدان والمناطق، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة. لقد اتفقنا على مواصلة الحوار الموضوعي على مستوى الخبراء بشأن هذه المسألة بهدف تهيئة الظروف التي تتيح الانتقال من مستوى الخبراء إلى المباحثات بين الدول.
مما لا شك فيه أن وراء كل هذه العمليات الهامة لا يجوز ولا يحق لنا أن ننسى المشكلة الفلسطينية في مجال التسوية في الشرق الأوسط. لم تتم رؤية أي تقدم. على العكس من ذلك، فإن المشاكل تتراكم.
وجددنا التأكيد على موقفنا لصالح استئناف المحادثات الفلسطينية ـ الإسرائيلية المباشرة في أسرع وقت ممكن، مع مراعاة الإطار القانوني الدولي الذي تم تطويره في إطار الأمم المتحدة، مع مراعاة مبادرة السلام العربية ودور الرباعية للوسطاء الدوليين. يجب أن تعمل الرباعية بنشاط بالتنسيق الوثيق مع جامعة الدول العربية.
أنا ممتن بصدق لزميلي على العمل المشترك.