19:09:04

من إلإحاطة الصحفية للممثلة الرسمية لوزارة الخارجية الروسية مارايا زاخاروفا، سانت بطرسبرغ 19 يونيو/ حزيران 2025.

1051-19-06-2025

بصدد الفعاليات في سانت بطرسبرغ في إطار منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي

اسمحوا لي أولاً أن أرحب بكم هنا في روسيا، في سانت بطرسبرغ، على هامش منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي، الذي يُتيح فرصةً ممتازةً لإجراء إحاطة خارج الموقع. لقد أصبح هذا تقليداً راسخاً. أودّ أن أشكر المُنظّمين على دعمهم المُستمر.

تحدثت في الإحاطة السابقة، بالتفصيل عن المنتدى. الآن، سأُختصر. يُمكنكم مُشاهدة كل شيء بأنفسكم: عروضٌ ومعارض شيّقةٌ للغاية، وجدول أعمالٍ غنيّ بالمعلومات ومُزدحم، ومواضيع نقاشٍ مُهمّة. كما أن نطاق المُشاركة مُثيرٌ للإعجاب: لا داعي لتكرار الأرقام، فأنتم على درايةٍ بها. ويتجلى ذلك في عدد المُشاركين وفي تنوّع الدول المُمثّلة. وصلت وفودٌ من رابطة الدول المُستقلّة، ومجموعة بريكس، ومنظمة شنغهاي للتعاون، ورابطة دول جنوب شرق آسيا، وأفريقيا، والشرق الأوسط، وأمريكا اللاتينية.  والتمثيل الفرديّ بعدد ضخم. يشمل برنامج الأعمال 150 فعالية.

نحن في سانت بطرسبرغ، المدينةٌ الفريدةٌ التي تحمل العديد من الأسماء الرمزية، وكثيراً ما تُوصف بمتحفٍ في الهواء الطلق. ألهمت هذه المدينة عددًا كبيرًا من الشعراء والكتاب والفنانين والمهندسين المعماريين والملحنين وغيرهم من المبدعين. ولم يقتصر الأمر على هؤلاء فحسب، بل نال العديد من العلماء إشادة دولية واسعة، وتحققت هنا إنجازات لا تحصى ذات أهمية عالمية، بما في ذلك تلك التي عززت المُثُل الإنسانية بأفضل معانيها.

في العام الذي يُصادف الذكرى الثمانين للنصر، أودّ أن أشيد ببطولة هذه المدينة، التي حينها حملت اسم لينينغراد، وعانت في سنوات الحرب من الحصار، الذي يُعترف به رسميًا الآن كإبادة جماعية. استمر الحصار 872 يومًا، وأودى بحياة أكثر من مليون شخص. وللأسف، هذا الرقم ليس نهائيًا، إذ يواصل العلماء الكشف عن بيانات جديدة، وهي منشورة ومتاحة للجميع. ومُنحت المدينة في عام 1965لقب "مدينة الأبطال" الفخري. وأصبح الدفاع عن لينينغراد رمزًا للصمود والبسالة وانتصار الخير على الشر. إن شجاعة سكان لينينغراد محفورة ليس فقط في ذاكرة أمتنا، بل وفي العالم باسره.

أود دعوتكم لحضور جلسة الساعة 5:00 مساءً، مباشرةً بعد الإحاطة الإعلامية مع استراحة قصيرة، والتي ستستضيف ضيفةً استثنائيةً بحق - إيرينا بولينا، إحدى الناجيات من حصار لينينغراد. إنها فرصةٌ فريدةٌ ليس للقاء بها وحسب، بل والتحدث معها. وسيُقدم خلال الجلسة، كتابها المُعاد إصداره، المُهدى لذكراها وذكرى عائلتها، والذي يحتوي على مذكراتها وملاحظاتها. وقد صدرت هذه النسخة بفضل دعم وزارة الخارجية والجهات الراعية الكريمة. دعوكم للحضور والاستماع والتعرف على تاريخ هذه المدينة وبلادنا من المصدر الاساسي.

التصعيد الإيراني الإسرائيلي

 

للأسف، يستمر أخطر تصعيد للتوتر في الشرق الأوسط، الذي كان سببه عدوان إسرائيل غير المبرر على إيران الدولة ذات السيادة العضوة في الأمم المتحدة - في انتهاك لميثاق الأمم المتحدة ومعايير القانون الدولي. أنتم، بالطبع، اطلعتم على البيانين الصادرين عن وزارة الخارجية الروسية (1، 2)، اللذين يُدينان بشدة هذه المغامرة الإجرامية، المحفوفة بعواقب وخيمة على الأمن الإقليمي والعالمي.

 إن محاولات تبرير ذلك بمخاوف وهمية تتعلق بمنع الانتشار النووي هي بمثابة سخرية صريحة.

اسمحوا لي أن أذكركم بأنه وحتى 13 يونيو، وهو تاريخ يُثبت في حد ذاته الحجة المذكورة آنفًا - عندما شُنت الضربات الأولى على الأراضي الإيرانية، جرت عملية مفاوضات مكثفة، وإن كانت صعبة، في شكل اتصالات غير مباشرة بين إيران والولايات المتحدة بمساعدة عُمان. وكان من المقرر عقد جولة أخرى من الحوار الموضوعي في 15 يونيو، وقد أعدت طهران لها عددا من المقترحات الرامية إلى تقريب الانفراج. وفي الوقت نفسه، كانت ايضا في ذروتها جلسة مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمناقشة قضايا بصدد الصفقة النووية الإيرانية.

 لقد قوضت تحركات إسرائيل، وطرحت جانبا، الجهود المتعددة الأطراف، التي بدأت بصعوبة، للحد من المواجهة وإيجاد حلول موثوقة تبدد الشكوك والأحكام المسبقة التي لا أساس لها بشأن الطاقة النووية السلمية الإيرانية. أليس هذا هو الهدف الذي سعت لتحقيقه القدس الغربية، بعد ان اتخذت خيارا واعيا لمصلحة تصعيد التوتر ونسف مبادرات السلام؟ يطرح الكثيرون الآن على أنفسهم هذا سؤال.

ومما يثير الدهشة أيضًا نفاق بعض قادة أوروبا الغربية. ففي الوقت الذي سعوا بحماس الى تأجيج   هستيريا معادية لإيران قبل اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فانهم حرضوا إسرائيل فعليًا على العدوان. والآن، وبشكل مثير للدهشة والغرابة، يطالبون إيران "بالعودة إلى طاولة المفاوضات".

نتابع بقلق العمليات العسكرية الجارية، التي أسفرت عن سقوط الكثير من الضحايا المدنيين. ونعتبر الهجمات الإسرائيلية على المنشآت النووية السلمية في جمهورية إيران الإسلامية غير مقبولة إطلاقًا. فهذا عمل غير قانوني من وجهة نظر القانون الدولي، ويشكل تهديدا للأمن الدولي، ويدفع العالم نحو كارثة نووية، ستنعكس عواقبها (لا قدر الله بالطبع) في كل مكان، بما في ذلك على إسرائيل نفسها. وتدعو روسيا القيادة الإسرائيلية إلى الوقف الفوري لغاراتها على المنشآت والمواقع النووية الخاضعة لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتعد هدفا لأنشطة المراقبة التي تقوم بها هناك. ويساورنا قلق خاص بشأن سلامة محطة بوشهر للطاقة النووية، التي يشارك في عملها خبراء روس.

ان رد الأغلبية العالمية الصلب وغير المهادن على الضربات الإسرائيلية على الأراضي الإيرانية - بما في ذلك بنيتها التحتية للطاقة النووية - إلى جانب نتائج الجلسة الطارئة لمجلس الأمن الدولي في 13 يونيو والجلسة الخاصة لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 16 يونيو، يشهد على رفضً واسع نهج تحركات القيادة الإسرائيلية التصادمي والتدميري. ولا يجد هذا النهج التعاطف والدعم إلا من الدول المتواطئة معها.

 من المهم الآن وقف تصاعد دوامة العنف، والتوصل الى وقف إطلاق النار، واستعادة السلام، الذي سيخلق بدوره المقدمات لعودة الوضع إلى مسار المفاوضات. ونحن مستعدون للمساهمة في هذا بجميع الوسائل الممكنة، ونقوم بجهود سياسية - دبلوماسية في هذا الاتجاه.

كما هو معلوم، في اليوم الأول من المرحلة الساخنة من الصراع، أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محادثات هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس جمهورية إيران الإسلامية مسعود بزشكيان. وفي اليوم التالي، كما تعلمون، تحدث فلاديمير بوتين مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وأُجريت اتصالات لاحقة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة محمد بن زايد آل نهيان. وأجرى وزير الخارجية سيرغي لافروف محادثات هاتفية مع نظرائه - وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، ووزير الخارجية التركي هاكان فيدان، ووزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، ووزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي. كما تم تناول أزمة الشرق الأوسط الحالية خلال محادثة هاتفية أجراها وزير الخارجية الروسي مع وزير خارجية أذربيجان جيحون بيراموف ووزير خارجية إندونيسيا سوجيونو.

وكما تعرفون، تستمر المفاوضات على أعلى مستوى، ولقاءات وزراء الخارجية، والاتصالات الهاتفية حتى هذه اللحظة.

ما زلنا نأمل أن يسود إدراك ضرورة السعي إلى حلول تفاوضية مقبولة من الطرفين للتحديات الحالية. ستواصل روسيا دعم الجهود المبذولة لحل القضايا المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، استنادًا إلى القانون الدولي، ومبدأ الأمن المتساوي وغير القابل للتجزئة، والاعتبار المتوازن للمصالح المشتركة. نود أن نحذر واشنطن بشكل خاص من التدخل العسكري، الذي سيشكل خطوة بالغة الخطورة مع عواقب سلبية لا يمكن التنبؤ بها حقا.

تنوه روسيا بتصريحات إيران الواضحة التي تؤكد من جديد التزامها الثابت بالالتزامات بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية واستعدادها لاستئناف الاتصالات مع الولايات المتحدة لإيجاد الحلول المحتملة التي من شأنها تبديد أي شكوك وأحكام مسبقة لا أساس لها فيما يتعلق ببرنامج طهران النووي – بشرط توقف الهجمات الإسرائيلية. وتؤيد موسكو هذا الموقف وتؤكد بقوة أن الحل المستدام لا يمكن تحقيقه بشكل موثوق إلا من خلال الدبلوماسية والمفاوضات. إن أهداف عدم الانتشار النووي، التي تظل معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية حجر الزاوية فيها، يجب ألا يتم تحقيقها من خلال العدوان أو على حساب أرواح الأبرياء.

إجلاء المواطنين الروس من منطقة النزاع الإيراني الإسرائيلي

في ضوء التصعيد الحاد بين إيران وإسرائيل، وتبادل الضربات، وإغلاق المجال الجوي، تعمل وزارة الخارجية والسفارات الروسية في إيران وإسرائيل والعراق والكويت وتركيا ودول أخرى على تنظيم إجلاء سريع للوفود الروسية، وموظفي الهيئات والمنظمات والجهات الاقتصادية الروسية العاملة مؤقتًا في هذه الدول، بالإضافة إلى عائلات موظفي المكاتب الروسية في الخارج.

منذ 14 يونيو 2025، غادر حوالي 550 شخصًا إيران إلى أذربيجان وأرمينيا، متجهين إلى باكو ويريفان، بمن فيهم طاقم فيلم فيودور بوندارتشوك، وأوركسترا تشايكوفسكي، وأعضاء صندوق غورتشاكوف، وعمال حقول النفط، ومجموعات سياحية، ومواطنون روس. كما غادر أكثر من 120 شخصًا إسرائيل، بمن فيهم فرق موسيقية وحجاج وسياح، متجهين إلى مطارات مصر والأردن. كما قُدِّم الدعم لمواطني بيلاروسيا، وصربيا وأوزبكستان وطاجيكستان.

وبناءً على توصية وزارة التنمية الاقتصادية، أوقفت وكالات السفر بيع قسائم السفر إلى إيران وإسرائيل، حيث لم يتبقَّ سوى اثني عشر شخصًا من أعضاء الرحلات السياحية الشاملة.

إن طرق الخروج المتاحة من إيران هي عبر معبر أستارا الحدودي مع أذربيجان ومعبر أغاراك الحدودي مع أرمينيا (يجب أن يُراعي الاختيار الموقع الحالي، ومخاطر السفر، والجوانب اللوجستية، ووقت الوصول إلى أقرب مطار دولي، وعوامل أخرى). لقد نشرنا وسنواصل نشر توصياتنا وإشعاراتنا العملية على قنوات تيليجرام التابعة لوزارة الخارجية والسفارتين الروسيتين في طهران ويريفان. وسيتم توفير الروابط في النسخة المطبوعة من هذا الإحاطة.

هناك أيضًا ثلاث نقاط تفتيش للعبور إلى تركيا، تعمل على مدار الساعة: غوربولاك- بازارجان، وكابيكوي-رازييه، وإسينديري-سيرو.

إن الخروج من إسرائيل إلى مصر مفتوح على مدار الساعة عبر معبر مناحيم بيغن- طابا، وهناك ثلاثة معابر حدودية مع الأردن: معبر نهر الأردن/الشيخ حسين (مفتوح من الساعة 9 صباحًا حتى 4 مساءً)، ومحطة جسر الملك حسين (اللنبي) (من الساعة 8 صباحًا حتى 2 ظهرًا)، ومحطة إسحاق رابين/وادي عربة (من الساعة 8 صباحًا حتى 8 مساءً).

وهناك 20 رحلة مباشرة من باكو إلى روسيا يوميًا عبر شركات إيروفلوت، وروسيا، وريد وينجز، وإس 7، وإيرايو، والخطوط الجوية الأذربيجانية، وحوالي 20 رحلة من يريفان يوميًا عبر شركات إيروفلوت، ويوتيير، وأورال إيرلاينز، وفلاي ون، وأرمينيا، وأزيموث، وشريك أفيا، وخمس رحلات أسبوعية بين القاهرة وموسكو عبر إيروفلوت ومصر للطيران.

في ضوء التغيرات السريعة في الوضع، نوصي مواطنينا بمتابعة الرسائل والإشعارات المحدثة بانتظام على موارد الإنترنت التابعة لوزارة الخارجية، وتحديدًا الحساب الرسمي للوزارة على تيليجرام وموقع الوزارة الإلكتروني، بالإضافة إلى موارد ومواقع وحسابات تيليجرام التابعة لسفاراتنا في المنطقة، والتي ذكرتها. إذا لزم الأمر، اتصل بأرقام الطوارئ الخاصة بنا في السفارات الروسية في إيران (+98-21-6670-1161/63، +98-993-814-7226؛ rusembiran@mid.ru؛ و t.me/russianembassytehran)، أذربيجان (+994-12-597-0870، +994-50-270-2659، embazerbaijan@mid.ru؛ و t.me/s/embrusaz)، إسرائيل (+972-53-600-3847، +972-54-962-2341؛ cons.israel@mid.ru؛ و t.me/RussiaInIsrael)، أرمينيا (+374-94-00-47-95، +374-91-21-71-13؛ consarmenia@mid.ru؛ و t.me/rusembassyarm)، ومصر (+20-128-009-50-99؛ rusembegypt@mid.ru؛ وt.me/rusembeg)، والأردن (+962-7-75-52-81-25، +962-7-77-42-66-18؛ rusembjo@mid.ru؛ وt.me/rusembjo).

ويوفر مركز إدارة الأزمات (القسم) التابع للوزارة، على مدار الساعة، خطًا ساخنًا على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، وهو +7-495-695-4545؛ dskc@mid.ru؛ t.me/DSKC_MID، بالإضافة إلى تطبيق "المساعد الأجنبي" للهواتف المحمولة.

ونود أن نعرب عن امتناننا لسلطات إيران وأذربيجان وأرمينيا والعراق لمساعدتها في تنظيم إجراءات الإجلاء.

كما نعرب عن امتناننا العميق لشركائنا الأذربيجانيين لمساعدتهم مواطني روسيا العائدين إلى ديارهم من إيران وسط التصعيد الحاد في الشرق الأوسط، ولا سيماً في الأيام الأولى للأزمة، عندما اضطررنا للتحرك في غضون وقت قصير. نعمل على معالجة جميع المسائل التنظيمية واللوجستية مع باكو على الفور. وعبر حتى الآن، أكثر من 500 مواطن روسي من إيران إلى أذربيجان عبر معبر أستارا. وقد أعربوا عن امتنانهم لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة والمساعدة والدعم الذي حظوا به في أذربيجان. وكما تعلمون، أحيت أوركسترا تشايكوفسكي حفلاً خيرياً في باكو في 17 يونيو للتعبير عن امتنانها لشعب أذربيجان.

يحدث أحيانًا ألا يجد الناس لغة مشتركة وأن يُظهروا التعاطف الانساني في وضع عادي تماما لا تُخيم عليه النزاعات، أو التصعيد، أو الأخطار، أو حالات الطوارئ. ويحدث أيضًا أن يفعلوا ذلك عندما يكون كل شيء مشتعلًا ولا يفهم الناس أن كانوا سيبقون على قيد الحياة أم لا، ولا يستطيعون الاتصال بأقاربهم، ناهيك عن الخروج من منطقة الخطر. هذا بالضبط ما كابدناه عندما كان اناس في الملاجئ من القنابل وغيرها، وكذلك في الأقبية، وبغتة رأينا مظاهر الإنسانية الحقيقية وجميع سمات المجتمع البشري. وقد لمسنا ذلك من جميع الأطراف، بمن فيهم مُن تلقى المساعدة. فقد أعربوا عن امتنانهم الصادق، وليس فقط عن أنفسهم، بل نيابةً عن جميع من قُدِّم لهم الدعم والمساعدة، وسيُقدَّم لهم.

إن التصعيد في الشرق الأوسط الذي أدى إلى إغلاق المجال الجوي في معظم دول المنطقة، وضع طواقم طائرات الركاب الروسية التي كانت في الجو، في وضعٍ حرج، وهذا أقل ما يُقال. (والسؤال الكبير أيضًا، هل فكر أولئك الذين نفذوا كل هذا، في الأمر؟) وكان من بينها طائرة شركة "سيبيريا" التي كانت في 13 يونيو متجهة من نوفوسيبيرسك إلى دبي، والتي اضطرت إلى تغيير مسارها وطلب الهبوط اضطرارياً في مطار عشق آباد الدولي. نتقدم بجزيل الشكر للطرف التركماني على الاستجابة السريعة في هذا الوضع الصعب، وعلى تقديم المساعدة لركاب وطاقم الطائرة الروسية.

ندعو مجددا المواطنين الروس على الامتناع عن السفر إلى إيران وإسرائيل حتى يعود الوضع إلى طبيعته، وندعو الموجودين حالياً في المنطقة إلى مغادرة المناطق الخطرة. وإذا تعذر ذلك، فعليهم اتخاذ أقصى تدابير السلامة الشخصية، وهي عدم الاقتراب من المنشآت العسكرية ومواقع البنى التحتية الحيوية، والامتناع عن التقاط الصور أو مقاطع الفيديو، وتجنب الأماكن المزدحمة، واتباع تعليمات السلطات، والتوجه إلى الملاجئ دون تأخير. واجدد القول، اننا نقوم بتُحديث المعلومات ذات الصلة فورًا على مواردنا.

 

من الأجوبة على الأسئلة

 

سؤال: ما هي الخطوات الملموسة، إلى جانب الاستعداد لقبول المواد النووية الإيرانية والاستعداد للعمل كوسيط، التي تقترحها روسيا لحل الصراع حول البرنامج النووي الإيراني وتحويل الوضع إلى سلام؟ بالإضافة إلى عروضها بقبول المواد النووية الإيرانية والعمل كوسيط بين الطرفين.

جواب: هذا ليس كافيًا، أليس كذلك؟ وكأن هذا ما اقترحه الجميع. أريد أن أقول المزيد: هل اقترح الكثيرون ولو شيئًا ما؟ ما الذي اقترحته الدول الغربية، التي كان موضوع البرنامج النووي الإيراني، في صدارة المواضيع التي تهمها على مدى سنوات طويلة، إن لم يكن الموضوع الرئيس؟ ماذا اقترحت؟ ما عدا تغيير النظام في إيران، ماذا أيضًا؟ نحن نعرف من تجاربنا وتجارب الدول الأخرى، ومن تجارب الغرب التي يقوم بها على الدول الأخرى، أن الغربيين لا يهتمون بتغيير النظام مرة واحدة أو إقامة أنظمتهم الخاصة. فبالنسبة لهم، هذه عملية لا نهاية لها، سواءً بنتائج انتخابات أو بتغيير الأنظمة. إنها عملية مستمرة. وهذا ليس لأن النظام الحالي في هذه الدولة أو تلك لا يعجبهم، ولكن لأن هذه قاعدتهم في تصور الدول الأخرى والقدرة على فهمها. إنهم على العموم لا يسمحون لأنفسهم التفكير بالدول الأخرى كبلدان ذات سيادة. لذلك، في رأيي، ما ذكرتم للتو هو ما هو موجود فعلا - وصحيح تمامًا، وفي حد ذاته كثير جدًا.

  لم تُخفِّف موسكو من جهودها الرامية إلى تخفيف تصعيد النزاع الإيراني - الإسرائيلي. جرت محادثات هاتفية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعدد من نظرائه في اليوم الأول في المرحلة "الساخنة" من النزاع، وفي تطويرها وإضافة لها، يُجري وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اتصالات مع نظرائه. وفي كل مرة، يُؤكَّد أن روسيا دعمت، ولا تزال، بكل الوسائل الممكنة الجهود المبذولة لحل الوضع المتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، بالطرق السلمية، وطرحت مبادرات محددة تهدف إلى التوصل إلى اتفاقات مقبولة للطرفين، وأعربت روسيا عن استعدادها مواصلة المساعدة على تخفيف التصعيد. ويتم التأكيد على إمكانية ذلك. وأكد الطرف الروسي إمكانية وأهمية العودة إلى عملية التفاوض، وأعرب عن استعداده للقيام بجهود الوساطة. لن أقدم احصاء بجميع الجهات التي جرى الاتصال بها، أعتقد أنك سمعتم عنها. إن المهمة الرئيسية في هذه المرحلة تتمثل في تعبئة القوى الدولية في مواجهة كارثة نووية متصاعدة حقا، يدفع العالم إليها باستمرار أولئك الذين بدأوا هذه المغامرة.

 لقد تحدثتُ عن هذا الأمر مراتٍ عديدة، وما يبعث على الدهشة هو قلة الاهتمام الذي توليه وسائل الإعلام الغربية لموضوع الخطر النووي، أو بالأحرى لا توليه على الإطلاق. انظروا، عندما تحدث رئيس بلدنا، فلاديمير بوتين، ووزير الدفاع، ووزير الخارجية، سيرغي لافروف، وممثلو مجلس الأمن الروسي، على مدار السنوات الثلاث الماضية في روسيا، عن الالتزام بمبادئ السلامة النووية، والعقيدة النووية لبلدنا، وعدم الانحراف عن نقاطها الرئيسية، وعن مسؤوليتنا في هذا المسار، أُخرج كل هذا على الفور من سياقه. من العدم، ومن خلال جملتين حرفيًا، تم إنتاج قصص تلفزيونية ومقالات صحفية حول تهديد روسيا المزعوم للأسلحة النووية والسلامة النووية. لمدة ثلاث سنوات، كنا نسمع ترويج بعض الشائعات، والمبالغة فيها، وتضخيم معناها؛ بشكل متكرر. لا يوجد موضوع، ولكن يجري ترويج شائعات.

في هذه اللحظة، وأمام أنظار العالم أجمع، تُشنّ ضربات صاروخية على الهواء مباشرةً على منشآت مرتبطة بالبنية التحتية النووية والذرية ذات طابع سلمي. وكأنّ جميع وسائل الإعلام الغربية، وعلماء السياسة الغربيين، وخبراء الغرب قد نسوا عباراتٍ مثل " الأمن النووي"، و"خطر التلوث الإشعاعي في حال..."، و"ضرورة إنهاء النزاع" بصد إمكانية انتقال مرحلة النزاع إلى مسار جديد تمامًا مرتبط بالمواد النووية والذرية، وما إلى ذلك. لا أحد يتحدث عن هذا.

إنهم يلفتون انتباههم إلى التصعيد، والقصف، ومَن ضرب مَن، وعدد الضحايا. ويولون الاهتمام للكثير من التفاصيل الدقيقة، لكن يبدو أن الموضوع الرئيس قد سقط من جدول الاعمال الدولي للدول الغربية. وكأن (ربما تكون هذه أيضًا مشكلة ذات طابع تربوي، لكننا نقرأ ونرى كثيرًا) لا يوجد فهم حقيقي لمستوى التهديد النووي. لقد رأينا كيف تنحرف الصواريخ عن هدفها المقصود، ومسارها المقصود، بل وتسقط حتى على من أطلقها. فما هو احتمال إن يسقط صاروخ ما ليس على هدفه المحدد أو يسقط على منطقة تخزين المواد النووية؟ أكرر أنني لست خبيرة، لكنكم تفهمون عما أتحدث عنه. فهذا لا بد أن يثير قلق أي شخص عادي مطلع لديه تصور عادي عن الفيزياء والكيمياء والتفاعلات المُصاحبة لها. في بلدنا، يجري تحذيرنا ونحن في المدرسة عما هو الإشعاع والأسلحة النووية والتقنيات النووية. ولنأخذ مثال هيروشيما وناغازاكي، حيث استخدم الأمريكيون الأسلحة النووية، والكوارث التي وقعت في منشآت نووية سلمية، ومحطة تشيرنوبيل للطاقة النووية بحد ذاتها. يتم تربية أطفالنا وطلابنا وشبابنا على هذا المبدأ ويتم غرس "الرعب المنصف" في نفوسهم في مواجهة الكارثة النووية.

يبدو أن هذا الموضوع لا يُطرح في المجتمع الغربي إلا عندما يكون مفيدًا. فعندما يكون مفيدًا، يكون مُخيفًا، وعندما لا يكون مفيدًا، يكون أقل إثارة للقلق. بصراحة، أشاهد، وفي كل مرة أفكر برعب، أنه ها هو ذا يحلق مجددًا "من هنا إلى هناك أو من هناك إلى هنا". ألن ينتهي هذا بتلوث نووي للمنطقة بأكملها، وبالتالي للعالم؟ علينا أن نفهم أن التلوث لن يكون محليًا، وأن الإشعاع لن "يتساءل" أين يجب أن ينتشر، وما إذا كانت خصائصه كافية لعبور الحدود. سيذهب حيث يتبع اتجاه الريح وفي اتجاه مجرى المياه، وهكذا دواليك. هذا ما سيعتمد عليه الأمر، وليس على أمر سياسي من بروكسل أو واشنطن أو لندن أو أي مكان آخر.

يبدو أنهم " كتموا" الموضوع، ومرة أخرى أطلقوا "الصمت الاستراتيجي" كما وصفته الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. بصراحة، أنا مندهشة، وأتساءل أين كل هؤلاء خبراء البيئة الغربيين، وأين كل علماء السياسة الغربيين، وأين كل النشطاء، وأين كل من يهتم بالأمن النووي والذين يؤيدون دائمًا نزع السلاح في ظل أي ظرف؟ أين هم؟ وكأن الجميع فجأة " انغلقوا". فهل لا تُمنح لهم منابر للتحدث، ولا تُنشر أعمالهم، ولا تُبث على الهواء مباشرة. ولكن كل هذا متاح لهم.

هل بوسعكم أن تتخيلوا لو إن ذلك كان مع أي دولة أخرى.  لو قامت دولة أخرى بتصويب نيراها على جهة ما وتختار لها كهدف المنشئات المرتبطة بالطاقة النووية؟ فما كان الموقف. هناك دولة واحدة فقط كهذه – إنها نظام كييف في أوكرانيا. إذ أطلقت قواتها المسلحة النار على محطتي زابوريزجيا وكورسك للطاقة النووية. ووصفناها بهجمات متعمدة ومدبرة، تكاد تكون إرهابًا نوويًا، لأنهم كانوا يعرفون إلى اين يصوبون النار. ومرة ​​أخرى، غضَ المجتمع الدولي، أعني المجتمع الغربي، الطرف عنها. ولكن هذا وضع غير مسبوق تمامًا. إنه يثير دهشتي.

 سؤال: اقتبسنا للتو كلامكم في بثنا المباشر عندما تحدثتم عن عدم جواز شنّ إسرائيل غارات على منشآت نووية إيرانية. سألكَ الزميل من رويترز أيضًا عمّا يمكن أن تفعله روسيا لإيران في إطار اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين بلدينا. سؤالٌ إضافيٌّ صغير: هل لروسيا أيّ نفوذ على إسرائيل؟ ما الذي يمكن أن تفعله روسيا؟ ربما بعض العقوبات أو أيّ شيءٍ آخر للمساعدة في حل هذا النزاع.

 جواب: يبدو لي أنه لا ينبغي أن نتحدث عن الضغوط، بل عن الفرص والقناعات والمقترحات. هذه هي مفردات قاموسنا.

 نحن نقوم بالاتصالات. وأنتم على دراية تامة بالمحادثات الهاتفية. وقد جرت هذه المحادثات عبر الهاتف، بما في ذلك مع القيادة الإسرائيلية. وتُعقد خلف "أبواب مغلقة"، ولكن هناك وصف مفصل لها. ينبغي أن تستمر عملية التفاوض بشأن البرنامج النووي الإيراني ذي الطابع السلمي، ويمكن أن تستمر. وقد تحدثت القيادة الروسية مرارًا عن هذا على جميع المستويات. نحن، والعالم، لدينا خبرة.

النقطة الثانية هي سماع وفهم ما تريده إيران فعلا. ليس تلفيق اتهامات باطلة عليها، بل الاصغاء لها وفهم ما تريده هذه الدولة وشعبها. هذا يعني تطوير برنامج نووي سلمي تحت إشراف المؤسسات الدولية القائمة، مثل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، واستقبال موظفيها وخبرائها، وتقديم التقارير اللازمة، والمشاركة في جميع الصيغ اللازمة التي يتطلبها هذا التعاون. وحل القضايا القائمة بطريقة قائمة على الاحترام المتبادل. نحن ندعو إلى كل هذه المقاربات، ونحفز ونستخدم قدراتنا في مسارات التفاوض هذه.

 

من الصعب قول أكثر مما قاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، في رده على عدة أسئلة مُشابهة. يُرجى إيلاء الاهتمام لاجتماعه مع رؤساء وكالات الأنباء الدولية. ويبدو لي أنه عرض كل هذا بصورة مفصلة.

وتحدثنا عن هذا اليوم. وجرت عملية التفاوض وكانت لها آفاق، وكانت هناك بالفعل خطط ملموسة بشأن التحرك بمسارات أخرى. وقد تعطل كل هذا بسبب هذا العدوان غير المُبرر. لذلك، يجب علينا الآن العمل بكل ما في وسعنا لاستعادة السلام. من الواضح أن الأمر صعب، ولكننا نرى الأمور على هذا النحو.

سؤال: كيف ومتى يُخطط لإجلاء مرضى الاورام السرطانية من إسرائيل؟

جواب: هل تريد السؤال عن شيء محدد؟

سؤال: نعم. متى يُخطط لإجلاء المرضى أولاً؟

جواب: جميعهم؟

سؤال: نعم، جميعهم.

جواب: أرجو المعذرة، ولكن إذا كنتم تطرحون سؤالاً حول موضوع حساس كهذا، وتفهون أنكم على الهواء، فعليكم الاستعداد بطريقة ما. هل تدركون كم من الناس الآن، ممن يعانون من هذه الأمراض أو لديهم أقارب مصابون بها، جفلوا من سؤالكم؟ هل تدركون أنه يجب عليكم أن تكونوا محترفونً إذا تعهدتهم بتغطية مثل هذه المواضيع؟

دعوني أساعدكم في الخروج من هذا الموقف المحرج بتوضيح ما إذا كنتم تشيرون إلى قصة العائلة المعينة التي كتبت عنها وسائل الإعلام - الفتاة التي تتلقى العلاج. إذا كنتم تتحدثون عن هذا الوضع تحديداً، فهو تحت إشراف سفيرنا في إسرائيل شخصياً، والدبلوماسيون الروس مهتمون بها، والعائلة لديها معلومات ذات صلة بهذا الأمر. كل هذا مستمر منذ عدة أيام. إذا كنتم تتحدثون عن أمر آخر أو عن حالات أخرى، فيُرجى توضيح ذلك. سنرد عليكم بالتأكيد.

 

 


Documents supplémentaires

  • Photos

Album de photos

1 de 1 photos dans l'album

Dates incorrectes
Outils supplémentaires de recherche